الحل الوسط بين أهل القرآن و أهل السنة و الحديث

[right][right]الحل الوسط بين أهل القرآن و أهل السنة و الحديث
لا يخفى على الناس ظهور طائفة جديدة تسمى طائفة القرآنيين هذه الطائفة ترفض الأحاديث و السنة و ترمي بها عرض الحائط وهي تنشط كثيرا في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يقطن زعيمها محمد صبحي منصور و هو مصري الأصل و متخرج من جامعة الأزهر و قد زاد نشاط هذا الرجل في الآونة الأخيرة خصوصا بعد تولي باراك أوباما زمام الأمور
و السبب في ظهور هذه الطائفة هو وجود روايات تصنف ظلما و عدوانا على أنها صحيحة لا يقبلها عامة الناس الذين أنتمي إليهم قبل القرآنيين كحديث إرضاع الكبير و حديث بول البعير و حديث الذبابة و هلم جرا، مثلا حديث الذبابة المكروبات تكون على أرجل الذبابة التي تقف عليها على القاذورات و الفضلات و لا دخل للجناحين في القضية
لنفكر سويا، إذا شهد أحد الرجال عملية زنى و ذهب عند القاضي و قال إني رأيت فلان و فلانة يزنيان و هو الشاهد الوحيد و ليس معه ثلاثة شهود آخرين و أنكر المتهمين التهمة فماذا سيكون حكم القاضي
حكم القاضي هو أن يجلد هذا الشاهد ثمانين جلدة و لا تقبل شهادته أبدا علما أن حادثة الزنا قد وقعت فعلا.
و أما عن الشهادة في الإسلام فهناك ثلاثة أنواع
شهادة الزنا قال تعالى في سورة النور و الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة و لا تقبلوا لهم شهادة أبدا أولائك هم الفاسقون
شهادة الدين قال تعالى
في سورة البقرة يا أيها الذين امنوا إذا تداينتم بدين إلى اجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فان كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا
و أخيرا شهادة الوصية و هي الأهم قال تعالى في سورة المائدة يا أيها الذين امنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم إن انتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الآثمين
و في نظري أنه يجب أن نجعل الرواية عبارة عن شهادة، خاصة في فترة ما قبل التدوين، و نحدث درجة جديدة للرواية، نسميها مثلا الرواية الدقيقة، يكون فيها نفس المتن، بسندين مختلفين تماما، ممن تقبل روايتهم من الأول كأبوهريرة أو غيره إلى البخاري أو مسلم أو غيرهم من أصحاب الكتب على أن يعتبر هؤلاء أصحاب الكتب طرف في السند حيث من الممكن أن يكون قد اخترع أحدهم سندا صحيحا لمتن عنده بسند حقيقي قد سمعه فعلا يريد إثباته، لهذا ندخل أصحاب الكتب في السند ، مثلا
إذا كانت عندنا روايتين، بسندين صحيحين مختلفين تماما من الأول إلى أصحاب الكتب
تقول إحداهما
أمر يزيد بإرسال فرقة عسكرية لاعتراض الحسين قبل وصوله الكوفة و إكرامه و إرجاعه إلى مكة فأبى الحسين الرجوع إلى مكة و قاتل الفرقة فقامت هذه الفرقة بقتله.
و الأخرى تقول
أمر يزيد بإرسال فرقة عسكرية لاعتراض الحسين قبل وصوله الكوفة و قتله و كذلك كان فقامت هذه الفرقة بقتل الحسين.
إذن ما هو الدقيق في هذا الخبر، الدقيق هو
أمر يزيد بإرسال فرقة عسكرية لاعتراض الحسين قبل وصوله الكوفة و قامت هذه الفرقة بقتل الحسين .
يعني ما اشتمل عليه كلا الخبران
و أنا أظن أنه يجب علينا إعادة كتابة رواياتنا بما في ذلك السيرة النبوية و التاريخ الإسلامي ما قبل التدوين بهذه الطريقة
و هذا قياسا على شهادتي الوصية و الدين
و قد نزيد على ذلك بشدة التدقيق حيث نأخذ برواية أربعة إسنادات مختلفة إذا كان الأمر خطيرا يتعلق بتحليل أو تحريم و ما إلى ذلك قياسا على شهادة الزنا
و تجب الإشارة على أن الشاهدين يجب أن يكونا رجلين أو رجل و امرأتين قياس بشهادة الدين يعني أنه إذا كانت عندنا رواية فيها امرأة يجب الحصول على رواية أخرى فيه امرأة أخرى مع نفس الفكرة الأساسية للمتن.
و كما أنه إذا كان هناك ارتياب يقسم الشاهدين على صحة ما قالا قياسا على شهادة الوصية و من باب التسهيل في البداية و عدم قابلية القسم يتم تمرير كل الروايات لأنه أصلا هؤلاء الرواة قد ماتوا.


و هكذا سنتخلص من تلك الأحاديث السخيفة الجاثمة على قلوبنا التي لا يقبلها قرآن و لا عقل

ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطانا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا
ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين