اسامه جاد مشرف سوبر
عدد الرسائل : 3356 العمر : 53 العمل/الترفيه : معلم اول احياء وعلوم بيئه وجيولوجيا نقاط : 13723 تاريخ التسجيل : 14/02/2009
| موضوع: لنحترم اوقات الاخرين الخميس ديسمبر 24, 2009 7:46 pm | |
| السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،، الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
روى ابن جرير بإسناده إلى قتادة قال: قال بعض المهاجرين لقد طلبت عمري كله هذه الآية، فما أدركتها أن أستأذن على بعض إخواني فيقول لي ارجع، فأرجع وأنا مغتبط {وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم}.
وقد جاء تحديد ذلك بالثلاث في السنة النبوية، فعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع) [ رواه البخاري (6245) ومسلم (2154) .
وتقدير الانشغال بأعمال خاصة به نفسه كالذكر والقراءة ونحو ذلك، مظهر من مظاهر رعاية أوقاتهم؛ خلافاً لما يسلكه بعض الناس حين يقدم على من هو منشغل بذكر أو تلاوة فيقطع عليه ذلك لأمر لايستحق.
وقد نبه ابن القيم رحمه الله إلى أن إيثار المرء الناس بوقته أمر يفسد عليه حاله فقال:"مثل أن تؤثر جليسك على ذكرك، وتوجهك وجمعيتك على الله، فتكون قد آثرته بنصيبك من الله مالايستحق الإيثار، فيكون مثلك كمثل مسافر سائر في الطريق لقيه رجل فاستوقفه، وأخذ يحدثه ويلهيه حتى فاته الرفاق، وهذا حال أكثر الخلق مع الصادق السائر إلى الله تعالى؛ فإيثارهم عليه عين الغبن، وما أكثر المؤثرين على الله تعالى غيره ، وما أقل المؤثرين الله على غيره. وكذلك الإيثار بما يفسد على المؤثر وقته قبيح أيضاً، مثل أن يؤثر بوقته، ويفرق قلبه في طلب خلقه، أو يؤثر بأمر قد جمع قلبه وهمه على الله؛ فيفرق قلبه عليه بعد جمعيته، ويشتت خاطره، فهذا أيضاً إيثار غير محمود. وكذلك الإيثار باشتغال القلب والفكر في مهماتهم ومصالحهم التي لاتتعين عليك، على الفكر النافع ، واشتغال القلب بالله، ونظائر ذلك لاتخفى، بل ذلك حال الخلق، والغالب عليهم. وكل سبب يعود عليك بصلاح قلبك ووقتك وحالك مع الله فلا تؤثر به أحداً؛ فإن آثرت فإنما تؤثر الشيطان وأنت لاتعلم" [ مدارج السالكين (2/310).
ومن مظاهر احترام أوقات الآخرين احترام مواعيدهم من حيث الانضباط فيها، والاعتذار عند حصول مانع مفاجيء.
ومن الأدب مع أوقاتهم، أن يبادر المرء بالاستئذان متى ما انتهى من شغله وحاجته، أو شعر أنه قد أطال بما فيه الكفاية؛ إذ قد يجد الرجل حرجاً من أن يطلب من زائره الانصراف وهو ربما كان ينتظر انصرافه على أحر من الجمر.
وقد يظن بعض الناس أن الإلحاح في الدعوة والمشاركة في المناسبات الخاصة أمر يعكس عظم قدر الشخص عنده، وقد لايكون الأمر كذلك، بل يمثل إهداراً لوقت كان يمكن أن يستفيد منه فيما هو أولى.
ويبقى الأمر بعد ذلك يحتاج إلى اتزان فعلى الدعاة وأهل العلم أن يسعوا للإعطاء من أوقاتهم والاحتساب في ذلك، وعلى من يعاملهم أن يوازن بين استفادته من أوقاتهم، وبين إسهامه في المحافظة عليها. اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه
منقول | |
|