..*.. بسم الله الرحمن الرحيم ..*..
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على آله و صحبه أجمعين .. أما بعد ،،
بإذن الله سنبدأ في هذا الموضوع سلسلة جديدة بإسم
.. الرسول يأمر و ينهي ..الموضوع منقول من
موقع رسول الله إليكم رابط المشاركة
الرسول يأمر و ينهي بسم الله توكلنا على الله
أسأل الله أن يعيننا و يجعل عملنا هذا في ميزان حسناتِنا
دعواتُكم معنا إخواننا
الأمر الأول
.. " الوضوء " ..عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : تخلف عنا النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافرناها ، فأدركنا وقد أرهقتنا الصلاة ، ونحن نتوضأ فجعلنا نمسح على أرجلنا ، فنادى بأعلى صوته : (( ويل للأعقاب من النار )) مرتين أو ثلاثا .
متفق عليه واللفظ للبخاري قال الحافظ بان حجر ـ رحمه الله ـ في الفتح :
وفي الحديث تعليم الجاهل ورفع الصوت بالإنكار ، وتكرار المسألة لتفهم ونقل الحافظ عن ابن أبطال أنه قال :
كأن الصحابة أخروا الصلاة في أول الوقت طمعا أن يلحقه النبي صلى الله عليه وسلم فيصلوا معه
لما ضاق الوقت بادروا إلى الوضوء ولعجلتهم لم يسبغوه ، فأدركهم على ذلك فأنكر عليهم وهكذا أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على المتوضئ في حديث عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ عندما قصر في الوضوء بعبارة تشعره بأهميته
وهي الويل والخسران لمن ترك غسل العراقيب أو أي عضو في الوضوء ،
لأن في تركه إبطال لصلاته ، وبطلان الصلاة يجعل صاحبها كأنه لم يؤد هذه العبادة لأن كمال الصلاة بكمال الوضوء وصحة الصلاة لا تكون إلا بصحة الوضوء . كما أنه صلى الله عليه وسلم أنكر على الرجل بطريقة حكيمة جعلته يشعر بخطئه دون أن يشعر الآخرين
وفهم الصحابي ما أمره صلى الله عليه وسلم به فذهب وتوضأ فأحسن وضوءه .
فعلى المحتسب أن يأخذ بهذا التعليم والإرشاد والتوجيه الذين يستخدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ فإذا رأى وهو في المسجد متوضئ ـ قد قصر في وضوئه أن ينكر عليه فعله وأن يعلمه طريقة الوضوء ولا يعنف ولا يلفظ في ذلك بل عليه الحلم والصبر .
إنكاره صلى الله عليه وسلم على من لا يحسن الصلاة
بتبيينه أن الصلاة لا تقبل
شفقة عليه أن يأتي يوم القيامة فلا يجد أجرها
ثم بيانه صلى الله عليه وسلم للكيفية الصحيحة للصلاة
.:: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ::.
" صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ثم انصرف فقال :
" يا فلان ؟ ألا تحسن صلاتك ؟ ألا ينظر المصلي إذا صلى كيف يصلي ؟
فإنما يصلح لنفسه إني والله لأبصر من ورائي كما أبصر من بين يدي " . (( لأبصر من ورائي ))
قال النووي في شرح مسلم ( 4/149 ـ 150 ) :
معناه أن الله تعالى خلق له صلى الله عليه وسلم إدراكا في قفاه حفا
وقد انخرقت العادة له صلى الله عليه وسلم بأكثر من هذا
وليس يمنع من هذا عقل ولا شرع بل ورد الشرع بظاهره فوجب القول به .
قال القاضي : قال احمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ وجمهور العلماء
هذه الرؤية رؤية بالعين حقيقة .
وقال الحافظ في الفتح ( 1/514 ) :
والصواب المختار أنه محمول على ظاهره
وأن هذا الإبصار إدراك حقيقي خاص به صلى الله عليه وسلم
انخرقت له فيه العادة
وعلى هذا عمل المصنف فأخرج هذا الحديث في علامات النبوة
وكذا يقل عن الإمام أحمد وغيره .
.:: قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ ::.
( وإنه ينبغي للإمام أن ينبه الناس على ما يتعلق بأحوال الصلاة ، ولا سيما إذا رأى منهم ما يخالف الأولى ) .
.:: وعنه ـ رضي الله عنه ـ ::.
أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل فصلى ،
ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد النبي صلى الله عليه وسلم عليه السلام
فقال : " ارجع فصل فإنك لم تصل ، فصلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم
فقال : ارجع فصل فإنك لم تصل ( ثلاثا )
فقال : والذي بعثك بالحق فما أحسن غيره فعلمني
قال : إذا قمت إلى الصلاة فكبر ، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ، ثم اركع حتى تطمئن راكعا
ثم ارفع حتى تعتدل قائما ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا
ثم افعل ذلك في صلاتك كلها "
متفق عليه واللفظ للبخاري .:: قال الحافظ ـ رحمه الله ـ ::.
وفي هذا الحديث من الفوائد ما يلي /\
/\
/\
وجوب الإعادة على من أخل بشيء من واجبات الصلاة
وفيه أن الشروع في النافلة ، ملزم ولكن يحتمل أن تكون تلك الصلاة فريضة ، فيقف الاستدلال
وفيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وحسن التعليم بغير تعنيف وإيضاح المسألة وتخليص المقاصد
وطلب المتعلم من العالم أن يعلمه . .:: وقال أيضا ::.
وفيه حسن خلقه صلى الله عليه وسلم ولطف معاشرته
وفيه تأخير البيان في المجلس للمصلحة
وقد استشكل تقرير النبي صلى الله عليه وسلم له على صلاته وهي فاسدة على قول بأنه أخل ببعض الواجبات
وأجاب المازري بأنه أراد استدراجه بفعل ما يجهله مرات لاحتماله أن يكون فعله ناسيا أو غافلا
فيذكره فيفعله من غير تعليم
وليس ذلك من باب التقرير على الخطأ بل من باب تحقيق الخطأ . .:: وقال النووي ـ رحمه الله ::.
وإنما لم يعلمه أولا ليكون أبلغ في تعريفه وتعريف غيره بصفة الصلاة المجزأة . .:: وقال ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ ::.
يحتمل أن يكون ترديد ، لتفخيم الأمر وتعظيمه عليه ، ورأى إن الوقت لم يفته ورأى إيقاظ الفطنة للمتروك. .:: عن النعمان بن بشير ـ رضي الله عنهما ـ قال ::.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا .
حتى كأنما يسوي القداح . حتى رأى أنا قد غفلنا عنه .
ثم خرج يوما فقام حتى كاد يكبر .
فرأى رجلا باديا صدره من الصف فقال :
(( عباد الله لتسوّن صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ))
متفق عليه واللفظ لمسلم ..:: وعنه رضي الله عنه قال ::.
أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس بوجهه فقال :
أقيموا صفوفكم ثلاثا والله لتقيمنّ صفوفكم أو ليخالفنّ الله بين قلوبكم
قال : فرأيت الرجل يلزق منكبه بمنكب صاحبه وركبته بركبة صاحبه وكعبه بكعبه .
أخرجه أبو داود . .:: عن أبي قتادة ـ رضي الله عنه ـ قال ::.
بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ سمع جلبة رجال
فلما صلى قال : (( ما شأنكم ؟ )) قالوا استعجلنا إلى الصلاة
قال : فلا تفعلوا
إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة فما أدركتم فصلوا ، وما فاتكم فأتموا
متفق عليه .
.:: وعن جابر بن سمرة ـ رضي الله عنه ـ قال ::.
كنا إذا صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
قلنا السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله ـ وأشار بيده إلى الجانبين
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علام تومئون بأيديكم كأنها أذناب خيل شقر؟
إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه . ثم يسلم على أخيه من على يمينه وشماله
أخرجه مسلم . .:: وعن الحسن ::.
أن أبا بكرة ـ رضي الله عنه ـ انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو راكع فركع قبل أن يصلَ إلى الصف
فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : (( زادك الله حرصا ، ولا تعد ))
أخرجه البخاري
رفقه ولينه صلى الله عليه وسلم مع الغريب فقد قدر الله تعالى أن تقع حادثة هي عظيمة في نفس الصحابة
إلا أنها أظهرت لهم عظم سعة رحمة
رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورفقه ولينه مع المسلمين
وليس ذلك إلا في المسجد المعظم في نفوس المسلمين
والذي كان عليه الصلاة والسلام حريصا على نظافته أشد الحرص
ولايرضى لأحد أن يقذره
فقد روى الشيخان عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تزجروه دعوه ))
فتركوه حتى بال
ثم إن رسول الله دعاه فقال له :
إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر
إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن
أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأمر رجلا من القوم
فجاء بدلو من ماء فشنه عليه
متفق عليه
فانظر إلى حكمته صلى الله عليه وسلم في الانتظار
حيث ترك الأعرابي يكمل بوله
ومنع أصحابه من الاحتساب عليه
لعلمه صلى الله عليه وسلم
ما سيقع من المفاسد بعد ذلك
حيث سينتشر البول في المسجد
ولربما اتسخت ثياب الأعرابي
ولربما نفر من فعلهم وترك الإسلام
ولكن القدوة كان حكيما في ذلك
فقد انتظر حتى انتهى من فعله ثم بين له إلى خطأ تصرفه ببيان واضح مقنع .