الزواج من أجنبي عقد مع المجهول

الزواج هو حلم كل الفتيات في كل الدنيا ، كل فتاة تحلم بالزواج من رجل مناسب تعيش معه حياتها سعيدة, لكن أحياناً ما

يكون هذا الفتى من خارج بلدها فتختلف العادات والتقاليد , وأحياناً تنتهى بمشكلات لا حصر لها برنامج " بدون إحراج " على فضائية " الرسالة " حلقة الثلاثاء 22 يونيو, ناقش قضية الزواج من أجنبي .

خلال الحلقة تحدثت سيدة لم تذكر اسمها عن تجربتها في الزواج الأجنبي قائلة " الزواج تم بيني أنا وزوجي عرفياً ,وأخذ مني كل الأوراق وأنجبت منه بنتان كما أخذ جواز سفري وهويتي لم تكن معي , ولم أعرف أي شئ خارج عتبة بيتي كي لا تكون لي علاقات اجتماعية فكنا ببلد آخر,زوجي حبسني في المنزل بحجة أنني بدون إقامة, وكان البيت بلا تليفون و الحياة معاه صعبة , والنتيجة أنى رجعت بلدي واتحرمت من بناتي ولا أعلم عنهم شئ , وحتى الشخص الذي كان وسيطاً بيننا في الزواج لا يعرف عنه شئ" .

مأساة الزواج الأجنبي

وعقب د. عوض بن محمد مرضاح – مستشار أسري ومدرب – على تلك الحالة موضحاً أن تلك المأساة هي مجرد نموذج للزواج الأجنبي, ولكن هناك أشياء أكثر قسوة لكن التسرع الذي يقع فيه الكثيرون من الأشخاص حيال هذا الزواج يكون المذنب الأول, فقد يكون هناك رجل طيب لكن لابد أن تكون هناك خلفية ومعرفة بكل التفاصيل الحياتية لهذا الشخص .

مشيراً في حديثه إلى أنه إذا أراد شخص الزواج من دولة ما والزوجة قبلت فلابد من مناقشة ما بعد ذلك فلابد من السؤال جيداً عليه, وعلى ولي البيت أن يعرف أن تلك الفتاة التي ستكون زوجة هى أمانة لديه فليس مجرد أن يتم رؤية العريس ودفع المهر يتم رميها , خاصة عندما يكون تعليمها ضعيف على حد قوله .

مستشهداً في حديثه بحالة مرت عليه: فقد تقدم شخص ما من بلد آخر لخطبه فتاة وكان طيب على حد قول أهل الفتاة ,وبعدها تم الزواج واستمر في بلد العروس لمدة 3 أشهر , وقال لأهلها أنه مضطر للسفر لبلده لأمر هام, وبعد ذلك سافر ولم يرجع و الفتاة حامل ولا تعلم أى شئ عن زوجها سوى رقم تليفونه المحمول واسم البلد التي ينتمي إليها .
فأوضح د. مرضاح أن مثل تلك الحالات يكون الحل فيها صعب, ويكون الخطأ من الولي الذي سلم الفتاة لمثل ذلك الرجل, مشيراً في حديثه إلى أن في معظم الحالات يكون الرجل هو المجني عليه وأحياناً أخرى تكون المرأة, فتخرج الزوجة من البيت ومعها أولادها وتختفي ولا يعرف عنهم شئ .

فأحياناً يكون الزواج لمجرد أنه شاهدها في مظهر جميل ولا يعرف عن حقيقتها شئ , وهنا يقع الخطأ موضحاً في حديثه أن هناك أكثر من نصف مليون طفل خليجي لا تعترف بهم الدولة, بناء على عواقب تلك الزواج, كما يصرف السعوديون 500 مليون دولار على الزواج من خارج الدولة .

فلابد من الإختيار الصحيح وتوفر القناعة والرضا بين الزوجين, كما أن اختلاف الثقافة بينهم يساعد على ظهور تحديات كثيرة مما قد يؤثر أيضاً على الأولاد .

وقد أشار د. مرضاح إلى أن هناك العديد من الأشخاص عندما يرون إمرأة جميلة في الفضائيات وتعجبه يعتقد أن كل بنات تلك البلد بهذا الشكل ,ولا يعلم ماذا تكون تلك المرأة وبالتالي فهناك اختلاف في العادات والتقاليد .
وشاركهم في الحوار اتصال من أم عمر من سوريا للحديث عن هذا الموضوع قائلة " أنا أتخطبت من رجل بإحدى الدول العربية لمدة 4 سنوات ,و بعد ذلك قررت هيئة الشيوخ التابعة لبلده رفض الزواج " .

فأوضح د. مرضاح أن هناك بعد الأنظمة في الدول الخليجية يكون لها تقاليد وأسس معينة في الزواج .
بينما شاركتهم أم عبد الرحمن – السعودية الحديث قائلة " أنا متزوجة من دولة ثانية وبعد سنتين انفصلنا وعندي بنت وأخذت كل حقوقي, لكن في الزواج لابد من التفكير في الأولاد, وكيف سيكبرون وإذا حدثت مشاكل كيف سيتعامل معها وستبقى المعاناه مستمرة, فالزواج داخل الحدود أفضل من خارج الحدود ".

إختلاف الثقافات

وعقب د. مرضاح على هذا الإتصال مشيراً إلى أن أحياناً تكون هناك إختلافات داخل البلد الواحد, فيكون هناك إختلاف في الثقافات بين الرجل والمرأة ,ففى مثل تلك الحالات لابد من الإتفاق قبل عقد القران لمعرفة الطرفين جيداً ماذا يحب ويكره .

ووشاركهم في الحلقة تجربة عاشت الزواج الأجنبي ولكنها كانت تجربة ناجحة ,وهو شخص يدعى – محمود الشال مصري متزوج من يمنية – فتحدث قائلاً " إن فكرة قبول الأهل من هذا الزواج لم تكن سهلة فكان هناك اعتراض من جانبي الأهل, نظراً لأختلاف العادات والتقاليد فكانوا دائماً ما يفترضوا السيئ " .

وقد أوضح الشال أن التعرف على زوجته كان في مكان عملها, وبعد ذلك جاءت دعوة من والدها لدخول منزلهم وبعد ذلك أصبحت الأمور سهلة لكن والدا محمود لم يتقبلا تلك الفكرة بسهولة , في النهاية تمت الموافقة .

بينما أشار د. مرضاح أن الزواج مع إختلاف العادات والتقاليد أحياناً يعتمد على نفسية الإنسان, فإذا كان هناك مستوى إجتماعي متقارب فهو أدعى للتوافق, وكذلك الثقافي إذا استطاع الرجل والمرأة من نفس المحيط التقارب لنفس المستوى كلما كان أفضل .

وتناول د. مرضاح في حديثه الزواج من غير المسلمين, فهو جائز شرعاً ولكن يلجأ إليه الشخص إذا اضطر لذلك, فعندما يتزوج الرجل من إمرأة لها حصانتها ودبلوماسيتها ,فالأولاد هم الذين يدفعون الثمن وينحصر الأولاد مع أم غير مسلمة .
واختتمت الحلقة بالحديث أنه كلما كانت الألفة والمحبة كثيرة بين الطرفين, كلما تغلب على الكثير من العوائق فما دام الإنسان يملك عقلاً فهو المسئول عن تصرفاته, فما يفكر فيه في علاقاته الزوجية يحصل عليه .

وفى النهايه فالزواج من اجنبى مأساه يدفع ثمنها الزوجه والاطفال