[center]يصرخ دييغو بونانوتي مطالبا بالتغيير. الحياة لم تكن سهلة في الأعوام الأخيرة بالنسبة للاعب الأرجنتيني ، سواء على المستوى الشخصي أو على المستوى الرياضي ، لكنه وافق على خوض تحد أخير في ريفر بليت ، النادي الذي نشأ فيه ، قبل أن ينتقل على الأرجح إلى ملقة الأسباني في تموز/يوليو المقبل.
وقال دانييل باساريلا رئيس ريفر عندما أقنع اللاعب الملقب ب"القزم" بالبقاء مرحلة أخرى من الدوري المحلي مع الفريق "إذا أردت أن تصبح نجما وأن تصل إلى القمة ، فعليك أن تعلو. الحياة دائما ما تضع العراقيل في طريقنا ، وعلينا التقدم إلى الأمام. هناك شيء آخر ، لابد من التحلي بالرغبة والشجاعة والقدرة على تجاوز تلك العقبات".
ويحاول لاعب الوسط المهاجم /22 عاما/ تجاوز الحادث المروع الذي تعرض له في كانون أول/ديسمبر عام 2009 ، عندما حطم السيارة التي كان يقودها مما أسفر عن مصرع ثلاثة من أصدقائه كانوا يرافقونه. كان بونانوتي هو الناجي الوحيد ، لكن الإصابات التي لحقت به جراء الحادث وحالته المعنوية السيئة أبقتاه بعيدا عن الملعب لأشهر.
ووقف ريفر إلى جوار لاعبه ، حيث جدد تعاقده بقيمة كبيرة رغم أنه كان لا يزال بعيدا في ذلك الحين عن أفضل مستوياته ، والآن بات يحتاجه لمرحلة إياب الدوري الأرجنتيني "كلاوسورا 2011" التي يسعى النادي ومدربه خوان خوسيه لوبيز فيها إلى تأكيد الابتعاد عن منطقة الهبوط.
وقال له باساريلا ، الذي منحه فرصة اللعب للمرة الأولى في الدرجة الأولى عندما كان يتولى تدريب الفريق عام 2006: "دييجو ، عليك البقاء هنا. لقد بذلنا جهدا كبيرا في العقد الذي وقعناه معك ، ونحتاج إليك في هذه اللحظة. ستمضي الأمور معك جيدا ، وسترى. ثق بي".
وكان الاتفاق الذي تم التوصل إليه أول أمس الجمعة ، في ظل وجود عرض ملقة على الطاولة ، هو أن يلعب بونانوتي في النصف الأول من هذا العام مع ريفر ، كي يشغل المقعد الثاني في خط الهجوم إلى جوار ماريانو بافوني.
وبحلول منتصف العام ، ومع استكمال المفاوضات مع النادي الأسباني ومولد طفله الأول ، سيمكن "للقزم" الانتقال إلى وجهة جديدة.
وسيوفر له ذلك فرصة لتوديع جماهير ريفر كنجم كبير.
بدأ بوناتوتي مشواره كأحد النجوم الواعدة في سن 17 عاما ، وتجاوز عقبة قصر القامة /161 سم/ ونحول الجسد /60 كيلوجراما/ بسرعته ومهارته في السيطرة على الكرة ومباغتة المنافسين. ومع ما هو قادر على صنعه من فارق ، قارنه كثيرون بنجم برشلونة ليونيل ميسي ، رغم أنه لم يتمكن قط من معادلة تألق مواطنه.
كان 2008 هو عامه الأهم حتى الآن ، حيث أحرز فيه لقب مرحلة إياب الدوري المحلي ، لقبه الوحيد حتى الآن مع ريفر بليت ، والميدالية الذهبية لدورة الألعاب الأولمبية في بكين. بعد ذلك شهد انتكاسة نادي "المليونيرات" الذي تحول من بطل إلى متذيل للترتيب في مرحلة الدوري التالية ، قبل أن يختتم عام 2009 بالمأساة الشخصية.
فبعد يوم من الاحتفال بأعياد الميلاد ، صدم بونانوتي بسيارته شجرة أثناء عودته من ملهى ليلي ، شمالي إقليم بوينس آيرس.
ووفقا للتحقيقات القانونية ، كان اللاعب يسير بسرعة أكثر من 100 كيلومتر في الساعة في ذلك اليوم وسط أمطار غزيرة وعواصف.
وكان بونانوتي هو الناجي الوحيد من الحادث ، رغم أنه أصيب بكسور خطيرة في مناطق متفرقة من الجسد.
واستغرقت عملية تأهيله جسديا ونفسيا عدة أشهر ، كما انتظر حتى تشرين ثان/نوفمبر الماضي قبل أن تبرئه العدالة الأرجنتينية من المسئولية عن مقتل أصدقائه. وتاقت جماهير ريفر إلى عودته ، بعد أن تغنت باسمه في أغلب المباريات خاصة تلك التي كانت تحتاج إلى مهارة قدمه اليسرى.
ويعرف اللاعب المولود في 19 نيسان/أبريل عام 1988 معنى الاجتهاد ، حيث اعتاد في سن مبكرة مرافقة والده وهو لاعب كرة سابق إلى بوينس آيرس كل أسبوع للتدريب وخوض المباريات.
وعندما بلغ الرابعة عشرة ، قرر الاستقرار في العاصمة الأرجنتينية مكرسا حياته لكرة القدم ليكسب مكانا في ريفر ، في مرحلة يبدو قريبا الآن من إنهائها.