يبدو أن خطاب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي أكد فيه بأنه لن خوض سباق انتخابات الرئاسة في عام 2014، لم يحظى بثقه الشعب التونسي الذي قام بأسوأ اضطرابات اثناء حكمه، حيث خرج آلاف التونسيون من بيوتهم الجمعة متوجهين إلى مقر وزارة الداخلية في العاصمة التونسية ليهتفوا بأعلى صوتهم: "انتفاضة مستمرة وبن علي على برة".
ورفع ما يزيد عن 5 آلاف تونسي احتشدوا بشارع الحبيب بورقيبة الرئيسي في العاصمة وتجمعوا أمام وزارة الداخلية، شعارات تطالب باستقالة الرئيس ومحاسبة المسؤولين عن الفساد من أقاربه وأصهاره وغيرهم، مرددين شعارات "بالروح بالدم نفديك يا شهيد" و"الشعب يريد استقالة بن علي" و"لا لا للطرابلسية (عائلة زوجة الرئيس ليلى الطرابلسي) الذين نهبوا الميزانية".
كما شهد العديد من المدن التونسية الأخرى مظاهرات مشابهة بالتزامن مع مظاهرة العاصمة، حيث ذكرت قناة الجزيرة أن مدينة القصرين قد شهدت مظاهرات مماثلة رفع خلالها المتظاهرون شعارات منددة بالخطاب من قبيل "يا شعب يا ضحية الخطاب مسرحية"، ونادوا بسقوط الحزب الحاكم "التجمع الدستوري الديمقراطي"، ويرددون النشيد الوطني التونسي رافعين يافطات كتب على بعضها "بن علي ارحل".
شاهد الفيديو
احتجاجات تونس مستمرةولم تلجأ قوات الشرطة إلى صد المتظاهرين، فيما أشارت قناة الحرة الفضائية أن الرئيس التونسي أصدر قراراً بإقالة رئيس أركان جيش البر الفريق أول رشيد لرفضه إطلاق النار على المتظاهرين، مشيرة إلى أن عناصر من الجيش التونسي أشهرت السلاح في وجه رجال الشرطة لحماية المتظاهرين، في حين أعلن وزير الخارجية استقالته في بيان مقتضب احتجاجاً على ما يحدث في البلاد.
ومن جانبه قال محمد الجوماني عضو تحالف المواطنة والمساواه "إن المظاهرات استمرت لأن الخطوة التي أقدم عليها اررئيس جاءت متأخره ومنقوصه بعد اسقوط عشرات الشهداء التونسيين برصاص الشرطة، وكذلك الإعلام المستفز الذي يكرس جهوده لتحسين صورة الرئيس التونسي"، مشيراً إلى أن ما أعلنه الرئيس بن علي يحتاج إلى إجرءات تنفيذية وضمانات.
وكانت شائعات أطلقها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيس بوك" تقول بأن الفريق أول رشيد عمار رئيس القوات البرية التونسية قد حشد قوات الجيش في العاصمة تمهيدا للسيطرة على السلطة في انقلاب عسكري لم يحسم بعد.
وأشار الناشطون الذي أطلقوا على انفسهم اسم "جماعة تونس الحرة" إلى أن "الجيش الآن بجميع المناطق المحيطة بالقصر الجمهوري والمحطات الكبرى، وكانت أنباء أولية تحدثت عن لجوء عائلة الرئيس بن على إلى إسبانيا" على حد زعمهم.
وذكرت تقارير إعلامية بثتها قناة العالم الإيرانية أن سيدة تونس الأولى ليلى بن علي زوجة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، هربت للخارج برفقة بناتها خشية حدوث تطورات غير متوقعة نتيجة ـحداث الشغب والاحتجاجات التي تشهدها عدة مدن تونسية منذ أيام.
وقال مصدر تونسي ان زوجة الرئيس التونسي سافرت رفقة بناتها الى دولة الامارات حتى تهدا الامور في المدن التونسية، وانها ستتابع من هناك ما يجري و يدور على الارض.
ويأتي هذا التصعيد رغم إقالة إعلان الرئيس التونسي الخميس بأنه لن يخوض الانتخابات الرئاسية 2014، وإقالته لوزير الداخلية وتعيين آخر جديد، وإصدار الأمر بإطلاق سراح جميع المعتقلين في الاحتجاجات الأخيرة والتحقيق في قضايا الفساد.