إبراهيم عيسى يكتب فى رثاء محمد علاء مبارك: ليس كمثله حزنالأربعاء، 20 مايو 2009 - 16:11
عيسى يرثى حفيد الرئيس مبارك
var addthis_pub="tonyawad";
قلبى مع الرئيس مبارك فى هذه اللحظات الحزينة، بل هى اللحظات الأكثر حزناً فى حياة أى أب وأى جد، أعرف هذه اللحظات فقد جربتها منذ سنوات حين اختار ربى طفلى الأول، فكأنما نزع الموت من روحى شيئاً لم يعد بعدها أبداً. وهى لحظات تمر على الرئيس الأب والجد أكثر قسوة مما يتخيل أى إنسان على وجه الأرض، حين تشعر أن قلبك ينخلع من صدرك، وجودك، كله يتهاوى تحت خطب ألم مزلزل.
تغمض عينيك تتوسل إلى الله أن يمد يد رحمته لتنقذ ابنك من موت ابنه، أن تعيد نبض حفيدك، بسمته ضحكته، جريه نحوك بذراعين مفتوحتين وبلهفة وديعة وحب صادق هو أصدق ما يمكن أن تعيشه فى دنياك، ساعتها تخشع لله الرحيم الرءوف، يارب يا منان يا رحمن يا رحيم، تفتح عينيك متأملاًً الغرفة، بياض السرير، عيون الأطباء، شفاه المحيطين، شاشات الأجهزة، جسد الحفيد الراقد، حركة من أصبعه طرفة من رمشه، نفساً من صدره، لعل الله قد استجاب لكنك تسمع انكسار الأمل فى ضلع قلبك، تريد للدنيا أن تقف.. أن تتجمد.. أن تحزن معك.. أن تبكى معك، كأنما يحفرون اللحد فى لحمك ومن لحمك.
أعرف أن الرئيس مبارك الذى فقد حفيده محمد علاء مبارك، مقاتل عاش غمار الحروب واستشهاد الأبطال من الأصدقاء والرفاق، لكن وفاة حفيده الأول فلذة كبده وقرة عينه ومنى روحه الذى يحتل حجرة من حجرات قلبه، أمر أقسى من كل الحروب وأهوى على النفس من أى فقد أو فقيد.
على قدر قسوة هذه اللحظة فى حياة الرئيس الجد والأب وهو يرى ابنه الأكبر مكلوماً ومحزوناً لفقد ابنه الأكبر، على قدر ما يرسل الله ريح صبر وقوى فتسكن صدر المؤمن وتنشر فى وجدانه سلام القبول بأمر الله عز وجل وقضائه، الرئيس فى هذه اللحظة الحزينة، بل هى الأحزن بين رفق قلبه على نجله وحزن روحه على حفيده وشفقته على ألم عاصر هادر فى قلب زوجته جدة الحفيد الراحل، يجب أن يشعر أننا جميعاً ـ معارضوه قبل مؤيديه ـ نشاطره جرحه ونقتسم معه حزنه ونتقاسم معه هذه المشاعر المؤلمة وندعو الله أن يقوى علاء مبارك والسيدة زوجته، وأن يمنحهما صلابة تحمل فقد ابن عزيز وغال.