اسماعيل السباعي عضو جديد
عدد الرسائل : 62 العمر : 53 نقاط : 5768 تاريخ التسجيل : 07/06/2009
| موضوع: صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان الخميس سبتمبر 24, 2009 9:13 am | |
| صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان</STRONG>
يقول الحق تبارك وتعالى :
"وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً . وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً . وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً . إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاما ً. وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً . وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً . إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً . وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً . وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً . وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً . وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً . أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً . خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً . قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً " سورة الفرقان 63:77
هذه الآيات الكريمات يبرز فيها عباد الرحمن بصفاتهم المميزة ، ومقوماتهم الخاصة ، هؤلاء العباد هم الذين يعرفون الرحمن ، ويستحقون أن ينسبوا إليه ، وأن يكونوا عباده ، هم الذين يئس الشيطان من أن يغويهم أو يجد منفذاً للسيطرة عليهم فقد أقسم كما قال جل وعلا : " قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ . إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ " سورة ص 82-83 ، وقال تعالى : " إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْغَاوِينَ " سورة الحجر /42
إخوتي
أتريدون أن تكونوا من عباد الرحمن ؟ أتريدون أن تنتسبوا إلى الله عز وجل ؟ أتريدون أن تكونوا من هؤلاء ؟ ما عليكم إلا أن تتصفوا بصفات عباد الرحمن قولاً وعملاً .
الصفة الأولى : التواضع
قال تعالى : " وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنا ً"
فالصفة الأولى من صفات عباد الرحمن أنهم يمشون على الأرض مشية سهلة هينة ، ليس فيها تكلف ولا تصنع ، يمشون بسكينة ووقار بلا تجبر ولا استكبار ولا استعلاء على أحد . فالمشية ككل حركة تعبير عن الشخصية وعما يستكن فيها من مشاعر ، والنفس السوية المطمئنة الجادة القاصدة ، تخلع صفاتها هذه على مشية صاحبها ، فيمشى مشية سوية مطمئنة جادة قاصدة ، فيها وقار وسكينة ، وفيها جد وقوة .
وليس معنى : " يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً " أنهم يمشون متماوتين منكسي الرؤوس كما يفهم بعض الناس ، فقد كان سيد ولد آدم (صلى الله عليه وسلم ) إذا مشى كأنما ينحط من صبب ، وكأنما الأرض تطوى له ، قال أبو هريرة (ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأن الشمس تجري في وجهه ، وما رأيت أحدا أسرع في مشيته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، كأنما الأرض تطوى له ، إنا لنجهد أنفسنا ، وإنه لغير مكترث ). ورأى عمر بن الخطاب رجلاً يمشي رويداً مطاطأ الرأس فقال : ما بالك ؟ أأنت مريضاً ؟ قال : لا ، فعلاه بالدرة ، وأمره أن يمشي مشية الأقوياء .
وقد نهى القرآن عن مشي المرح والبطر والفخر والاختيال قال تعالى : " وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً "الإسراء37 وهذا لقمان يوصي ابنه : " وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ " لقمان18
وعن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من تعظم في نفسه أو اختال في مشيته ، لقي الله عز وجل و هو عليه غضبان )وروى مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (بينما رجل يتبختر ، يمشي في برديه ، قد أعجبته نفسه ، فخسف الله به الأرض ، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة)
وقد كان صلى الله عليه وسلم سيد المتواضعين كان يمشي خلف أصحابه كواحدٍ منهم ، حتى أن الرجل الغريب ليأتي فيقول أيكم ابن عبد المطلب ؟ ، وكان في بيته في مهنة أهله ، يرقع ثوبه ويخصف نعله ويحلب شاتـه .
وإلى لقاء آخر مع باقى صفات عباد الرحمن جعلنا الله وإياكم منهم | |
|