تبدأ اجتماعات الجمعية العمومية للجنة
الأولمبية الدولية المقررة على مدار الأيام العشرة الأولى من شهر تشرين أول/أكتوبر
المقبل بمعركة حامية الوطيس على طلب استضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية
المقررة عام 2016 .
وتجرى عملية التصويت لاختيار المدينة المنظمة في ثاني
أيام هذه الاجتماعات حيث تتنافس على حق الاستضافة أربع مدن هي العاصمة الأسبانية
مدريد والعاصمة اليابانية طوكيو وكل من مدينتي شيكاغو الأمريكية وريو دي جانيرو
البرازيلية.
ويتوقع البلجيكي جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية صراعا
محتدما بين المدن الأربع في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن في الثاني من تشرين
أول/أكتوبر.
وقد يعتمد حسم الصراع بين المدن الأربع على قرار الرئيس
الأمريكي باراك أبوباما من السفر إلى كوبنهاجن من عدمه.
ويأمل روج نفسه في
الحصول على أغلبية أصوات الجمعية العمومية للجنة الأولمبية الدولية في اجتماعها رقم
121 وذلك ليعاد انتخابه رئيسا للجنة لمدة أربع سنوات نهائية.
بينما يتمنى
مسؤولو رياضتي الجولف والرجبي الحصول على موافقة الجمعية العمومية بإدراجهما ضمن
ألعاب أولمبياد 2016 .
كما تتضمن الاجتماعات مناقشة دور الحركة الأولمبية في
المجتمع وإمكانية إعادة الدورات الأولمبية لمكانتها كأهم وأبرز حدث رياضي
عالمي.
وقال روج "نترقب الآن ما أعتقد أنه سيكون أيام مثيرة ومبهرة في
كوبنهاجن".
وتصل رحلة الصراع على استضافة أولمبياد 2016 إلى خط النهاية من
خلال عملية التصويت التي ينتظر أن تكون صعبة للغاية خاصة بعدما وصفت لجنة التقييم
التابعة للجنة الأولمبية الدولية ملفات المدن الأربع المتنافسة بأنها جميعا "على
مستوى عال تماما".
وسيكون لكل مدينة الحق في العرض النهائي لملفها على مدار
ساعة واحدة كاملة أمام أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية وعددهم 115 عضوا وذلك لترك
الانطباع الأخير لدى أعضاء اللجنة قبل عملية التصويت.
وقال روج "أعتقد أن
بإمكاني المراهنة اليوم وأن أقول أن التصويت سيتم على جولتين أو ثلاث أو أربع ..
التصويت لأربع أو خمس مرات يحتاج أن يغير شخصان أو ثلاثة أشخاص اختياراتهم. وإذا
نجحت في إقناع شخصين إضافيين باختيار ملفك يمكنك تحقيق الفوز".
وسيحضر
الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا عملية التصويت في كوبنهاجن لمساندة
ملف ريو دي جانيرو كما سيترأس العاهل الأسباني الملك خوان كارلوس وفد ملف مدريد
ووجهت لجنة ملف طوكيو الدعوة إلى الأمير ناروهيتو ولي عهد اليابان ويوكيو هاتوياما
رئيس الوزراء الياباني للحضور أيضا.
وقال أوباما في البداية إنه لن يستطيع
حضور التصويت الحاسم بسبب انشغاله في دفع عملية إصلاح الرعاية الصحية وأن زوجته
ميشيل أوباما ستنوب عنه في كوبنهاجن.
ورغم ذلك ، أرسل أوباما خطاب تأييد
لملف شيكاغو إلى أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية. وما زال المسئولون عن ملف شيكاغو
على أمل في إمكانية حضوره عملية التصويت في كوبنهاجن.
وقد يكون حضور أوباما
دعما كبيرا لفرص ملف شيكاغو خاصة وأن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير
والرئيس الروسي الأسبق فلاديمير بوتين لعبا دورا رئيسيا وفعالا في فوز لندن ومنتجع
سوتشي بحق تنظيم أولمبيادي 2012 الصيفي و2014 الشتوي على الترتيب.
وقال روج
أن حضور الشخصيات رفيعة المستوى "ليس مطلبا" للجنة ولكنه أوضح أيضا أن "الكيمياء
البشرية" تمثل عاملا مهما وقال إن أوباما كان رائعا ومؤثرا في مساندته وتأييده لملف
شيكاغو.
وقد تفوز ريو دي جانيرو بحق التنظيم لأن قارة أمريكا الجنوبية لم
يسبق لها استضافة أي من دورات الألعاب الأولمبية حيث أوضح روج أن ذلك سيكون أحد
العوامل الموضوعة في الاعتبار.
وأيا كانت المدينة التي ستستضيف الأولمبياد
عام 2016 فإن هذه الدورة قد تشهد إدراج رياضتي الرجبي والجولف ضمن ألعابها بعد أن
اختارتهما اللجنة التنفيذية باللجنة الأولمبية الدولية من بين عدة رياضات منها
البيسبول والسوفت بول (الكرة اللينة) والاسكواش والكاراتيه للتصويت على إدراجهما في
أولمبياد 2016 .
أما روج الذي كان لاعبا سابقا في المنتخب البلجيكي للرجبي
كما كان لاعبا في سباقات اليخوت بالدورات الأولمبية فرفض الانتقادات الموجهة لهاتين
الرياضتين والتي تؤكد عدم حاجتهما للظهور في الأولمبياد.
وقال روج "إذا كانت
لديك رياضة تدر الأموال يكون لديك رياضة يرغبها ويريدها الناس".
ولدى حديثه
عن منصبه ، قال روج في مقابلة جرت حديثا مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)
بالعاصمة الألمانية برلين "اكتشفت أنه كان منصبا يمنح صاحبه امتيازات هائلة لأنه
يمنحك القوة لتحقيق أشياء تؤمن بها وتحلم بها في الرياضة".
ووضع روج منذ
انتخابه رئيسا للجنة في عام 2001 قضية مكافحة المنشطات على قمة أولوياته كما كان
صاحب فكرة إقامة دورة ألعاب للشباب والتي ستقام دورتها الأولى العام
المقبل.
وتمنح اللوائح الجديدة والمعدلة للجنة الأولمبية الدولية روج الحق
في فترة رئاسة إضافية لمدة أربع سنوات بعدما قضى الفترة الأولى لمدة ثماني سنوات
بداية من 2001 إلى 2009 على عكس ما كان معمولا به في الماضي حيث بلغت فترة بقاء
الأسباني خوان أنطونيو سامارانش في المنصب 21 عاما.
وقال روج إن 12 عاما في
هذا المنصب كافية بالنسبة له. وأوضح "إذا كثفت عملك بهذا الشكل مثلي... أعتقد أن 12
عاما تكون كافية. تملك الوقت لترك بصمتك على هذه المنظمة ولتحقيق
أفكارك".
وستكون هذه الجمعية هي أول جمعية عمومية للجنة الأولمبية الدولية
منذ عام 1994 تشهد اجتماع أكثر من ألف مندوب من أعضاء الحركة الأولمبية سواء كانوا
من اللجنة الأولمبية الدولية أو الاتحادات الرياضية الدولية أو اللجان الأولمبية
الوطنية وغيرهم.