قرأت مؤخرا أن معظم الأمور التي نقلق بشأنها، لا تحدث أبدا. والجدير بالذكر أن هذا القلق إجهاد لنا ولعقولنا. التفكير في أمور لم تحدث بعد، والقلق المستمر بشأنها. إنه من الطبيعي أن نقلق بشأن بعض الأمور، بيد أن نجعل من هذا القلق هوساً يقض مضجعنا، هو أمر يجب تسليط الضوء عليه.
هناك من القلق ما يتعبنا نفسياً، ويجعلنا ننسج في خيالنا الكثير من السيناريوهات والأحداث التي لا وجود لها إلا في عقولنا؛ مما يجعلنا في معظم الأحيان نعطي الأمور أكبر من حجمها. وعندما تحين اللحظة الحقيقية التي كنا قلقين بشأنها، نجد الأمر يمضي ببساطة شديدة؛ مما يجعلني أتساءل: لِمَ هذا القلق كله؟
ما تعلمته في الفترة الأخيرة، أن الإنسان إذا ما توكل على الله حق التوكل، وبذل ما وسعه. ليس هناك داع للقلق. ويجب أن يوفر القلق لأمور أهم تستدعي هذا القلق.
لكن أن نحرم أنفسنا من الاستمتاع بحياتنا في الاستعداد لأمور لا نعرف عما إذا كانت ستحدث أم لا، يعتبر هدراً للأوقات التي يجب أن نستمتع بها.
تعلمتُ أن أسأل نفسي إذا ما وجدتُ أني في دوامة التفكير هذه، أن اسألها، ما هو الأمر الذي يمكنني أن أؤثر فيه بشكل مباشر، وأشرع في تنفيذه؟
إن هذا أمر عميق، ويستحق التفكير فيه. سمعتُ مرة أن جودة حياتنا تعتمد على جودة أفكارنا؛ فإذا كنتُ أفكر في الأمور الجيدة التي في حياتي، سأسعد بها وأكون راضية عنها، أما إذا كنتُ سأفكر في الأمور السيئة التي فيها سأشعر بالسوء طبعاً، ناهيك طبعا عن توقع السوء، وهو ما يجب تجنبه.