الصحافة السودانية : مواطنو الخرطوم مستاءون من تجول الجزائريين بالأسلحة البيضاء في شوارع العاصمة

بين التجاهل وتركيز الضوء، اختلفت معالجة الصحافة السودانية للأحداث التي وقعت عقب مباراة مصر والجزائر، التي أقيمت يوم الأربعاء على ملعب نادي المريخ بأم درمان، وانتهت بفوز الجزائر بهدف نظيف وصعود "الخُضر" لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
وكانت الجماهير المصرية التي حضرت المباراة قد تعرضت لهجوم من جانب الجماهير الجزائرية، مما تسبب في حالة من الذعر والقلق لكل المصريين، بمن فيهم بعض القيادات السياسية التي كانت في الملعب.
وقالت صحيفة "المشاهد" السودانية اليومية في عددها الصادر يوم السبت، إن سكان الخرطوم "أكدوا استياءهم من تجول الجزائريين بأسلحتهم في شوارع العاصمة"، مشيرة أن الشرطة السودانية "اعتقلت ثلاثة جزائريين مسلحين بالسواطير والسكاكين بحي يدعى (حي العمارات)".
ونقلت الصحيفة عن محمد حمزة الكوارتي سكرتير نادي الهلال السوداني سابقًا تصريحات قال فيها: "فيما كنت عائدًا إلى منزلي بعد أداء صلاة الجمعة، شاهدت 3 مشجعين يحملون علم الجزائر ومسلحين بسواطير وسكاكين وعصيّ، لكن الشرطة تمكنت من الإيقاع بهم"، وأضاف: "تجمع عدد كبير من المواطنين وأبدوا استياءهم وغضبهم من وجود جزائريين في السودان عقب المباراة، وإصرارهم على التجول حاملين الأسلحة، الأمر الذي يؤكد نواياهم بارتكاب جرائم جديدة".
وأبرزت الصحيفة أحداث الشغب الضخمة التي اجتاحت الجزائر عقب صعود منتخبها إلى كأس العالم، مشيرة أنها أسفرت عن 14 قتيلاً و400 جريحًا.
وعلى الجانب الآخر، لم تذكر وكالة الأنباء السودانية شيئًا عن أحداث ما بعد المباراة، واكتفت بنشر تصريحات لسفير السودان بالقاهرة عبد الرحمن سر الختم، أكد فيها أن "العلاقات السودانية المصرية ليست محل متاجرة ولا مساومة، ولا نسمح بالعبث فيها من قبل بعض أجهزة الإعلام غير المسؤولة"، مشيرًا أن "هذه العلاقة يجب أن تكون بلورية وشفافة تبني عليها الأجيال المقبلة".
وذكرت الوكالة أن قال سر الختم التقى اليوم وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط يوم الجمعة، وقدم له الأخير "شكر الرئيس حسني مبارك على الجهود التي بذلها السودان لتنظيم مباراة مصر والجزائر بأم درمان".
وركزت وكالة الأنباء السودانية على "المجهودات التي قامت بها حكومة السودان قبل وأثناء وبعد المباراة لإنجاح هذا اللقاء في وقت لم يتجاوز الثلاثة أيام"، مشيرة إلى "النفرة التي تمت في الخرطوم على مستوى كل أجهزة الدولة وفقًا لخطة شملت الجوانب الخدمية والأمنية وفقًا لما يحيط بهذه المباراة من بيئة نفسية"، ونقلت على لسان سر الختم تصريحات أشار فيها إلى "نجاح الخطة الأمنية التي تم تنفيذها بدقه، حيث لم تحدث أية مشكله قبل أو أثناء المباراة، وإنما جرت الأمور كما كان مخططًا لها"، وأعرب السفير عن "استيائه الشديد لتناول بعض أجهزة الإعلام المصرية للحوادث المحدودة التي أعقبت المباراه، حيث خرجت حافلتان عن الخط المرسوم لهما وهو ما أدى إلى تعرضهما للرشق بالحجارة من جانب جماهير الجزائر"، مستنكرًا اعتبار هذه الحادثه تراخيًا أمنيًا من قِبَل الشرطه السودانية".
وفي نفس السياق، قالت صحيفة أخبار اليوم السودانية، نقلاً عن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، إن مبارك يشكر السودان حكومة وشعبًا على "الدور العظيم والجهد الكبير الذي بذله لتنظيم المباراة الفاصلة بين المنتخبين المصري والجزائري بأم درمان".
واستطردت: "وأضاف وزير الخارجية المصري أن الأحداث التي وقعت عقب المباراة لم تكن في حسبان أحد، ومع ذلك تعاملت معها الأجهزة السودانية بحكمة وحنكة واضحتين مما قلل آثارها السالبة"، دون أن تشير إلى ماهية "الأحداث التي وقعت عقب المباراة".