علماء الدين يتحدثون عن إنفلونزا الخنازير أعلن عدد من علماء الدين بالدوحة في تصريحات نشرت يوم الثلاثاء الماضى أهمية اتباع مبادئ الشريعة الإسلامية، كطريق وحيد للخروج من الأوبئة والأمراض والمشكلات، خاصة بعد انتشار وباء أنفلونزا الخنازير في العديد من البلدان الغربية.
من جهته قال الشيخ محمود القاسمي تعليقًا على ما يحدث في العالم من انتشار أنفلونزا الخنازير: "إن الأفراد لو اتبعوا شرع الله لعاشوا في أمن وسلام، وعاشوا سالمين من الأمراض الفتاكة، ولكنهم أبوا إلا أن يحاربوا الله عز وجل بالمعاصي والمنكرات".
أضاف القاسمي: "العالم يعيش الآن في رعب وخوف من انتشار أنفلونزا الخنازير، ولو أن الناس اتبعوا شرع الله لعاشوا في أمن وسلام، وعاشوا سالمين من الأمراض الفتاكة ، ولكنهم أبوا إلا أن يحاربوا الله عز وجل بالمعاصي والمنكرات، حتى وصل الأمر إلى المجاهرة بالمعاصي علنًا، وهذا ما حذر منه المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه: ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم، فالله عز وجل عندما يحرم شيئًا إنما يحرمه لمصلحة العباد، فهو سبحانه خالقهم وهو أعلم بما يصلحهم، ولذلك حرم المنكرات، وحرم الربا، وحرم لحم الخنزير لما فيه من المضار الكبيرة، القرآن الكريم قد علل النهي عن أكل لحمه بقوله تعالى: {فَإِنّهُ رِجْسٌ}؛ والرجس كلمة جامعة تعني أنه قذر ودنس ونجس يحمل الأذى والضرر.
وأوضح القاسمي: "لاشك أن الخنزير حيوان يأكل اللحم وليس عشبي، تجتمع فيه الصفات السبعية والبهيمية، فهو آكل كل شيء، وهو نهم كانس الحقل والقمامات والفضلات والنجاسات بشراهة ونهم، وهو مفترس يأكل الجرذ والفئران وغيرها، كما يأكل الجيف، حتى جيف أقرانه".
وأكد القاسمي: "لقد حرمت الشريعة الإسلامية لحم الخنزير، ونفذها المتدينون امتثالًا لأمر الله الخالق سبحانه، وطاعة له دون أن يناقشوا العلة من التحريم".
من جهته قال الشيخ عبد الله العباد: "الله سبحانه وتعالى يظهر إبداع الخلق في قوله سبحانه وتعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لهم أنه الحقُ}، وهذه الآية تبين أن الله سبحانه وتعالى ما حرم شيئا إلا لدفع مفسدة عظيمة، وما أحل شيئًا إلا لجلب منفعة، وهذا يتضح جليًّا حتى لغير المسلمين، فالله سبحانه وتعالى حرم الخنزير وأعده من الخبائث، فلا يستغرب أن يكون الخنزير يجلب مثل هذه الأدواء، فالخنزير أخبث الحيوانات، فيجب علينا أن نتمسك بديننا أكثر عندما تظهر هذه العلامات المادية، وهي العلامات التي من المفترض أن تزيدنا إيمانًا".
على صعيد متصل أعلن الشيخ أحمد البوعينين أن ميزان الحلال والحرام الذي وضعه الله سبحانه وتعالى فيه حكمة عظيمة، ويتجلى ذلك في الكثير من الاكتشافات التي يطالعنا بها العلماء، والتي تحدث عنها القرآن الكريم والسنة النبوية قبل آلاف السنين، ونحن كمسلمين متيقنين أن الله سبحانه وتعالى أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث، من غير اكتشافات العلماء التي تأتي متأخرة جدًّا بالنسبة للقرآن الكريم والسنة النبوية.
أضاف البوعينين: "إن مرض أنفلونزا الخنزير يؤكد حكمة تحريم أكل المسلمين للحم الخنزير، ومن يخالف طبيعة الكون التي وضعها الله لابد أن يلقى سوء العقاب.
من جانبه قال الشيخ فريد الهنداوي: "لقد حرم الله تعالى أكل الخنزير تحريمًا قطعيًّا، وقال تعالى: "لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ}، وقال تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ ...}، والمعروف أن حيوان الخنزير حيوان خبيث قذر، يعيش على الأوساخ والقاذورات، فالنفس البشرية السوية الطاهرة تأنفه وتأباه، وترفض مجرد النظر إليه فكيف بأكله.
من جهته أكد الشيخ محمد المريخي ـ في تصريح لصحيفة الراية القطرية ـ ضرورة إيمان المسلم بشكل قاطع بكل ما حرمه الله سبحانه وتعالى فهو سبحانه عليم بكل شيء.
وقال المريخي: "ونرى قوله جل وعلا في تحريم الخمور {تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا}، وقوله سبحانه وتعالى: {فَاجْتَنِبُوهَا}، أبلغ أن يقول سبحانه لا تأتوها، فالاجتناب وعدم الاقتراب يعنى عدم الإقتراب من المحرم نفسه أو مسبباته".