[[ حنظلة بن الربيع ]]
هو الصحابي أبو ربعي حنظلة بن الربيع الصيفي الأُسيِّدي التميمي ويقال له: الكاتب
وهو أحد الصحابة الذين كتبوا لرسول الله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم الوحي ، وروى عنه
شهد القادسية، ونزل الكوفة، وتخلّف عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قتال أهل البصرة يوم الجمل .
وفي رواية قال : كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ،فوعظنا فذكر النار
قال : ثم جئت إلى البيت ، فضاحكت الصبيان ، ولاعبت المرأة
قال : فخرجت ، فلقيت أبا بكر ، فذكرت ذلك له. فقال : وأنا قد فعلت مثل ما تذكر
فلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله نافق حنظلة
فقال : « مه ؟ » فحدثته بالحديث.
فقال أبو بكر : وأنا فعلت مثل ما فعل.
فقال صلى الله عليه وسلم : « يا حنظلة ، ساعة وساعة
و لو كانت تكون قلوبكم كما تكون عند الذكر لصافحتكم الملائكة
حتى تسلم عليكم في الطريق ».
أخرجه مسلم في كتاب التوبة – باب ( فضل دوام الذكر )
وفاته :
توفي حنظلة في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم ولا عقب له .
[[ خالد بن سعيد بن العاص ]]
خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، القرشي الأموي.
يكنى أبا سعيد، أمه أم خالد بن حباب بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة من ثقيف.
قصة إسلامه :أسلم مبكرًا، فلم يكن قد سبقه إلى الإسلام سوى ثلاثة أو أربعة .
ويروى في إسلامه أنه قام مفزوعًا من نومه ذات يوم، وهو يقول: أحلف بالله إنها لرؤيا حق
فلقى أبا بكر الصديق رضي الله عنه ، فقال: إني رأيت في منامي أني واقف على شفير نار عظيمة وأبي يدفعني نحوها
ورسول الله يمنعني من أن أقع فيها، ويجذبني من ملابسي بيده اليمنى المباركة
فقال له أبو بكر : إنه لخير أريد لك، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه
وإنك ستتبعه في الإسلام الذي يحجزك من أن تقع فيها ، وأبوك واقع فيها
وانطلق خالد يبحث عن الرسول صلى الله عليه وسلم حتى وجده عند جبل بمكة يسمى أجياد
ثم سأله: يا محمد ، إلى من تدعو؟
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :
(( أدعوك إلى الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله،
وتخلع ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع ولا يبصر، ولا يضر ولا ينفع، ولا يدرى من عَبَده ممن لم يعبده ))
[البيهقي والحاكم].
فقال خالد: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله
ففرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه.
ولما علم أبوه سعيد بن العاص بإسلامه، أرسل إليه أحد إخوته ، ولم يكونوا أسلموا بعد
فجاء خالد ووقف أمام والده، فأخذ أبوه يشتمه، ويسبه، ويضربه بمقرعة كانت في يده حتى كسرها على رأسه،
ثم قال: اتبعت محمدًا وأصحابه ، وأنت ترى خلافه مع قومه، وما جاء به من عيب آلهتهم
وعيب من مضى من آبائهم!!
فقال خالد: نعم تبعته على ما جاء به ،
فصاح أبوه فيه قائلا : اذهب يا أحمق حيث شئت، فوالله لأمنعنك القوت ،
فقال خالد: إن منعتني فإن الله يرزقني ما أعيش به، ثم طرده من بيته، وقال لإخوته:
لا يكلمه أحد منكم إلا صنعت به ما صنعت بهذا اللئيم.
وغادر خالد دار أبيه بكل ما فيها من نعيم، وذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
وظل معه ، يعيش بجواره ، وينهل من علمه وفضله.
هجرته
وعندما أمر رسول الله أصحابه بالهجرة الثانية إلى الحبشة ، كان خالد من أوائل من خرج إليها
ومكث هناك ما شاء الله له أن يمكث، ورزقه الله بابنه سعيد وابنته أم خالد.
ثم يعود خالد مع إخوانه إلى المدينة بعد فتح خيبر، ويقيم بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشاركه في فتح مكة وحنين والطائف، وتبوك، لا يتخلف عن غزوة، ولا يتقاعس عن جهاد، ثم بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليًا على اليمن.
إخلاصه :
وشاء الله تعالى أن يهدى إخوته إلى الإسلام، فأسلموا جميعًا، وشاركوا الرسول غزواته
ثم جعلهم أمراء على بعض الإمارات، ولما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم
ترك خالد وإخوته الإمارات، ورجعوا إلى المدينة ،
فقال لهم أبو بكر: ما لكم رجعت عن عمالتكم، ما أحد أحق بالعمل من عمال رسول الله
ارجعوا إلى أعمالكم.
فقالوا: نحن بنو أبي أحيحة ــ لقب لأبيهم ــ لا نعمل لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدًا.
ثم ذهبوا إلى الشام يجاهدون في سبيل الله حتى قتلوا جميعًا هناك.
وقد قيل: ما فتحت بالشام بلدة إلا وجد فيها رجل من بني سعيد بن العاص ميتًا.
وكان خالد - رضي الله عنه - شديد الحب لله ولرسوله ،
استشهاده :
واستشهد خالد بن سعيد في معركة أجنادين في جمادى الأولى سنة (13 هـ) قبل وفاة أبي بكر،
وقيل: استشهد في معركة مرج الصفر سنة (14هـ) في بداية خلافة عمر -رضي الله عنهم جميعا
[[ خالد بن الوليد سيف الله المسلول ]]
إنه القائد العبقري الذي لا تزال خططه الحربية في معاركه مثار إعجاب الشرق والغرب
وكان خالد قبل أن يسلم يحارب الإسلام والمسلمين ، وقاد جيش المشركين يوم أحد
واستطاع أن يحوِّل نصر المسلمين إلى هزيمة بعد أن هاجمهم من الخلف
عندما تخلى الرماة عن مواقعهم،
إسلامه :
ظل خالد على شركه حتى كان عام الحديبية ، فأرسل إليه أخوه الوليد بن الوليد كتابًا،
جاء فيه : " بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد : فأني لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام ،
وعقلك عقلك !! ومثل الإسلام لا يجهله أحد ، وقد سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم عنك ،
فقال: (( أين خالد؟ ))
فقلت : يأتي الله به ،
فقال رسول الله : (( مثله جهل الإسلام ولو كان جعل نكايته وجده مع المسلمين كان خيرًا له )).
فاستدرك يا أخي ما فاتك ، فقد فاتك مواطن صالحة "
فلما قرأ خالد كتاب أخيه ، انشرح صدره للإسلام ، فخرج فلقى عثمان بن طلحة ،
فحدثه أنه يريد الذهاب إلى المدينة، فشجعه عثمان على ذلك ، وخرجا معًا، فقابلهما عمرو بن العاص،
وعرفا منه أنه يريد الإسلام أيضًا، فتصاحبوا جميعًا إلى المدينة ؛ وكان ذلك في نهاية السنة السابعة من الهجرة ،
فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم رحب بهم ، فأعلنوا إسلامهم ،
فقال صلى الله عليه وسلم لخالد:
(( قد كنت أرى لك عقلاً رجوت ألا يسلمك إلا إلى خير )) [ابن سعد].
فقال خالد : " استغفر لي كل ما أوضعت فيه من صد عن سبيل الله ".
فقال صلى الله عليه وسلم :
(( إن الإسلام يجب ما كان قبله، اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع منه من صد عن سبيلك))
[ ابن سعد ].
جهاده :
ومنذ ذلك اليوم وخالد يدافع عن راية الله ، ويجاهد في كل مكان لإعلاء كلمة الحق ،
وخرج مع جيش المسلمين المتجه إلى مؤتة تحت إمارة زيد بن حارثة ، ويوصى الرسول صلى الله عليه وسلم :
(( إن قتل زيد فجعفر، وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة )) [البخاري]
فلما قتل الثلاثة وأصبح الجيش بلا أمير، جعل المسلمون خالدًا أميرهم
واستطاع خالد أن يسحب جيش المسلمين وينجو به.
وفي فتح مكة ، أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت العزى،
وكان بيتًا عظيمًا لقريش ولقبائل أخرى، فهدمه خالد وهو يقول:
" يَا عِزّ كُفْرَانَكَ لا سُبْحَانَكْ أني رَأيْتُ اللَّهَ قَــدْ أَهَانَكْ "
ويوم حنين ، كان خالد في مقدمة جيش المسلمين ، وجرح في هذه المعركة ،
فأتاه رسول الله ثلى الله عليه وسلم ليطمئن عليه ويعوده ،
ويقـال : إنـه نـفـث في جرحه فشفي بإذن الله تعالى .
واستمر خالد في جهاده وقيادته لجيش المسلمين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
فحارب المرتدين ومانعي الزكاة ، ومدعي النبوة ، ورفع راية الإسلام ليفتح بها بلاد العراق وبلاد الشام ،
فقد كان الجهاد هو كل حياته ، وكان يقول :
" ما من ليلة يهدى إليَّ فيها عروس أنا لها محب أحب إلي من ليلة شديدة البرد كثيرة الجليد في سرية أصبح فيها العدو ".
[أبو يعلي].
وكان خالد مخلصا في جهاده ، وكان اسمه يسبقه في كل مواجهة له مع أعداء الإسلام ،
وكان الجميع يتعجبون من عبقريته ، وقوة بأسه في الحرب،
وعندما تولى الفاروق عمر الخلافة ، عزل خالد من القيادة،
وولَّى قيادة الجيش أبا عبيدة بن الجراح فحارب خالد تحت راية الحق جنديًّا مخلصًا مطيعًا لقائده
لا يدخر جهدًا ولا رأيًّا في صالح الدين ونصرة الحق، فكان نِعمَ القائد ونعم الجندي .
وفاته :
وظل خالد يجاهد في سبيل ربه حتى مرض مرض الموت، فكان يبكي على فراش الموت ،
ويقول :" لقد حضرت كذا وكذا زحفًا ، وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ،
وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء "
وتوفي رضي الله عنه بحمص من أرض الشام سنة (21 هـ).