سنبدأ بإذن الله تعالى بتطبيق مجموعة سهلة من الأحاديث المرتبطة بحياتنا اليومية ، وتطبيقها لن يأخذ منا أي جهد أو وقت ، فقط بعض الجدية والتركيز في التطبيق
الأذان ...
- عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله : ( إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ : اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ ، فَقَالَ أَحَدُكُمْ : اللهُ أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ ، ثُمَّ قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ . قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ الله ، ثُمَّ قَالَ : أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله . قَالَ : أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله ، ثُمَّ قَالَ : حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ . قَالَ : لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بالله ، ثُمَّ قَالَ : حَيَّ عَلَى الْفَلاَحِ . قَالَ : لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله ، ثُمَّ قَالَ : الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ . قَالَ : الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ ، ثُمَّ قَالَ : لاَ إِلهَ إِلاَّ الله . قَالَ : لاَ إِلهَ إِلاَّ الله ، مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ) رواه مسلم في كتاب الصلاة / باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه ثم يصلي على النبي ثم يسأل الله له الوسيلة .
- عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ أَنَّهُ قَالَ : ( مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، رَضِيتُ بِالله رَبَّاً وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً وَبِالإِسْلاَمِ دِيناً ، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ ) رواه مسلم في كتاب الصلاة / باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه ثم يصلي على النبي ثم يسأل الله له الوسيلة .
- عن جابرِ بن عبدِ اللّهِ : أنَّ رسولَ اللهِ قال : ( من قال حِينَ يَسمعُ النِّداءَ : اللهمَّ ربَّ هذه الدعوةِ التامَّة ، والصَّلاةِ القائمةِ ، آتِ محمداً الوسيلةَ والفضيلةَ ، وابعثْه مَقاماً محموداً الذي وَعدْتَه ، حلَّتْ لهَ شَفاعَتِي يومَ القيامة ) رواه البخاري في كتاب الأذان / باب الدعاء عند النداء .
• عن ابن عمرَ قال : إنَّ الناسَ يَصيرونَ يومَ القيامةِ جُثاً ، كل أمةٍ تَتبَعُ نبيّها يقولون : يا فلانُ اشفَعْ ، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبيِّ ، فذلكَ يومَ يَبعثُهُ اللهُ المقامَ المحمود . رواه البخاري في كتاب التفسير / باب قوله : ( عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً ) .
جُثاً : جمع جاثٍ وهو الذي يجلس على ركبته .
- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ يَقُولُ : ( إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً ، ثُمَّ سَلُوا الله لِي الْوَسِيلَةَ ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ الله ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ ، فَمَنْ سَأَلَ لِيَ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ له الشَّفَاعَةُ ) رواه مسلم في كتاب الصلاة / باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه ثم يصلي على النبي ثم يسأل الله له الوسيلة .
- عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله : ( الدُّعَاءُ لاَ يُرَدُّ بَيْنَ الأَذَان وَالإقَامَةِ ) حديث حسن رواه الترمذي في كتاب الصلاة / بابُ مَا جَاءَ فِي أَنَّ الدُّعَاءَ لاَ يُرَدُّ بَيْنَ الأذَانِ وَالإقَامَةِ .
كيف نُفعِّل الأحاديث السابقة في حياتنا اليومية ؟
1- عند سماع الأذان نقولُ مثل ما يقولُ المؤذن ، ماعدا عند قوله : حيَّ على الصلاة ، حيَّ على الفلاح ، نقولُ : لا حولَ ولا قوة إلاَّ بالله .
2- بعدَ انتهاء الأذان نقول : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، رَضِيتُ بِاللهِ رَبَّاً وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً وَبِالإِسْلاَمِ دِيناً ..
- الصلاة على النبي .
- اللهمَّ ربَّ هذهِ الدَّعوةِ التامَّة والصَّلاةِ القائمةِ آتِ محمداً الوسيلةَ والفضيلةَ ، وابعثْه مَقاماً محموداً الذي وَعدْتَه ..
3- الدعاء بين الأذان والإقامة لمن أراد .
وستكون المدة المقررة لتفعيل الأحاديث السابقة : 15 يوم + المداومة والاستمرارية بعد ذلك .
وبقولك كما يقول المؤذن ، وبذكرك لله تعالى عند قولك للذكر الوارد بعد الأذان ستتمتع بالميزات التالية :
- معيةُ الله لك ..
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ : أَنَا مَعَ عَبْدِي إِذَا هُوَ ذَكَرَنِي وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ ) حديث صحيح رواه ابن ماجه في كتاب الأدب / باب فضل الذكر .
- دخول الجنة بإذن الله تعالى عند ترديدك للأذان من قلبك كما ورد في الأحاديث السابقة المتعلقة بالأذان .
- غفران الذنوب .
- شفاعة النبي .
سأكتفي بهذا القدر وللحديث بقية بإذن الله تعالى .
الجزء الثاني من الحلقة الأولى من سلسلة ( لمن يهمه أمر نفسه ) ، والذي يشمل المجموعة الثانية من الأحاديث التي سنطبقها بإذن الله تعالى بجانب مجموعة الأحاديث المتعلقة بالأذان
آداب الشرب ...
- عن أبي هريرة : نهى رسولُ الله عن الشرب من فم القربةِ ، أو السِّقاء . رواه البخاري في كتاب الأشربة / باب الشرب من فم السقاء .
- عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ أَنَّهُ نَهَى أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ قائِماً . قَالَ قَتَادَةُ : فَقُلْنَا : فَالأَكْلُ ؟ فَقَالَ : ذَاكَ أَشَرُّ أَوْ أَخْبَثُ . رواه مسلم في كتاب الأشربة / باب كراهة الشرب قائماً .
- عن ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ : ( إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ ، وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ ) رواه مسلم في كتاب الأشربة / باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما .
• عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَسُولُ اللهِ قَالَ : ( لاَ يَأْكُلَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ بِشِمَالِهِ ، وَلاَ يَشْرَبَنَّ بِهَا فإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمالِهِ وَيَشْرَبُ بِهَا ) رواه مسلم في كتاب الأشربة / باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما .
• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ : ( لِيَأْكُلْ أَحَدُكُمْ بِيَمِينِهِ ، وَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ ، وَلْيَأْخُذْ بِيَمِينِهِ ، وَلْيُعْطِ بِيَمِينِهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ وَيُعْطِي بِشِمَالِهِ وَيَأْخُذُ بِشِمَالِهِ ) حديث صحيح رواه ابن ماجه .
- عن عبدِ اللّهِ بنِ أبي قَتادةَ عن أبيهِ قال : قال رسولُ اللهِ : ( إذا شَرِبَ أحدُكم فلا يتَنفَّسْ في الإناءِ ....... ) رواه البخاري في كتاب الأشربة / باب النهي عن التنفس في الإناء .
• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله : ( إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلاَ يَتَنَفَّسْ فِي الإِنَاءِ ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعُودَ فَلْيُنَحِّ الإِنَاءَ ثُمَّ لْيَعُدْ إِنْ كَانَ يُرِيدُ ) حديث صحيح رواه ابن ماجة في كتاب الأشربة / باب التنفس في الإناء .
- عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ يَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلاَثاً ، وَيَقُولُ : ( إِنَّهُ أَرْوَى وَأَبْرَأُ وَأَمْرَأُ ) . رواه مسلم في كتاب الأشربة / باب كراهة التنفس في نفس الإناء ، واستحباب التنفس ثلاثاً خارج الإناء .
- عن ابنِ عباس : أنَّ النبيَّ نَهَى أن يُتَنَفَّس في الإِناءِ أو يُنْفَخَ فِيهِ . حديث حسن صحيح رواه الترمذي في كتاب الأشربة / باب ما جاء في كراهية النفخ في الشراب .
- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ : ( إِنَّ الله لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا ، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا ) رواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار / باب استحباب حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب .
- عن أبي أيُّوبَ الأنْصَارِيِّ قالَ : كَانَ رَسُولُ الله إذَا أكَلَ أوْ شَرِبَ قالَ : ( الْحمدُ لله الَّذِي أطْعَمَ وَسَقَى وَسَوَّغَهُ وَجَعَلَ لَهُ مَخْرَجاً ) . حديث صحيح رواه أبو داوود في كتاب الأطعمة / باب ما يقول الرجل إذا طَعِم .
كيف نُفعِّل الأحاديث السابقة في حياتنا اليومية ؟
1- عدم الشرب من فم السقاء ، وقم بصب ما تريد شربه في كأس .
2- الشرب وأنت جالس .
3- الشرب باليد اليمنى .
4- عند الشرب قول : بسم الله .
5- عدم التنفس في إناء الشرب .
6- أخذ النفس ثلاث مرات خارج الإناء خلال الشرب .
7- عدم النفخ في الإناء ، والنفخ يكون عادة عند شرب مشروبات ساخنة جداً لذلك يُفضَّل أن تُشرب المشروبات الساخنة بعد أن تبرد قليلاً حتى لا يضطر الشارب إلى النفخ في الإناء .
8- حمد الله بعد الشرب بقول : الْحمدُ لله الَّذِي أطْعَمَ وَسَقَى وَسَوَّغَهُ وَجَعَلَ لَهُ مَخْرَجاً .
وستكون المدة المقررة لتفعيل الأحاديث السابقة : 15 يوم + المداومة والاستمرارية بعد ذلك .
إنّ ذِكرُك لله وحَمدُك له بقولك ( الْحمدُ لله الَّذِي أطْعَمَ وَسَقَى وَسَوَّغَهُ وَجَعَلَ لَهُ مَخْرَجاً ) سيجعلك تتمتع بالميزات التالية :
- معيةُ الله لك ..
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ : أَنَا مَعَ عَبْدِي إِذَا هُوَ ذَكَرَنِي وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ ) حديث صحيح رواه ابن ماجه في كتاب الأدب / باب فضل الذكر .
- حمدُ الله صدقة ..
عَنْ أَبِي ذَرَ، أَنَّ نَاساً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ قَالُوا لِلنَّبِيِّ : يَا رَسُولَ اللّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالأُجُورِ . يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي ، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ .
قَالَ : ( أَوَلَيْسَ جَعَلَ اللّهِ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ ؟ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ ، وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ ) .
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللّهِ ، أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ ؟
قَالَ : ( أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ ؟ فَكَذلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلاَلِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ ) رواه مسلم في كتاب الزكاة / باب بيان أنّ اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف .
أصحاب الدثور : أي أصحاب المال الكثير .
- التحميد يُذكِّر بصاحبه عند العرش ..
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ( إِنَّ مِمَّا تَذْكُرُونَ مِنْ جَلاَلِ اللَّهِ التَّسْبِيحَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّحْمِيدَ . يَنْعَطِفْنَ حَوْلَ الْعَرْشِ لَهُنَّ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ تُذَكِّرُ بِصَاحِبِهَا . أَمَا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ ، أَوْ لاَ يَزَالَ لَهُ مَنْ يُذَكِّرُ بِهِ ؟ ) حديث صحيح رواه ابن ماجه .
ولكن تطبيق الأحاديث التي سبق تحديدها في الجزئين السابقين يتطلب الإلتزام بالأساسيات التالية :
1- توجيه النية قبل أي عمل ..
عن عُمرَ أَنَّ رسولَ اللّهِ قال : ( الأعمالُ بالنِّيَّةِ ، وَلِكلِّ امرئٍ ما نَوَى ، فمَنْ كانتْ هِجْرتُه إِلى اللّهِ ورسولهِ فهجرتُه إِلى اللّهِ ورسولهِ ، وَمَن كانتْ هِجرتُه لِدُنيا يُصِيبُها أو امرأةٍ يَتزَوَّجُها فهجرتهُ إِلى ما هاجرَ إِليه ) رواه البخاري في كتاب الإيمان / باب ما جاءَ أنَّ الأعمالَ بالنِّيَّةِ والحِسبةِ ، ولكلِّ امرئ ما نَوَى .
والنية من تفعيل سنة الحبيب محمد في حياتنا هي إرضاء الله وكسب محبته باتباع سنة نبيِّه .
2- المداومة على العمل الصالح مهما كان يسيراً ..
• قال النبيُّ : ( أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى الله مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ ، وَإِنْ قَلَّ ) رواه مسلم .
• عن مَسْروق قال : سألتُ عائشة : أيُّ العمل كان أحبَّ إلى النبيِّ ؟
قالت : الدائم . رواه البخاري في كتاب الرقاق / باب القَصْد والمداومة على العمل .
• عن عائشةَ أنها قالت : كان أحبُّ العمل إلى رسولِ الله الذي يَدومُ عليه صاحبه . رواه البخاري في كتاب الرقاق / باب القَصْد والمداومة على العمل .
- وميزة المداومة على العمل الصالح هي :
• عن أبي موسى قال : قال رسولُ الله : ( إذا مرضَ العبدُ أو سافرَ كُتبَ لهُ مثلُ ما كانَ يعملُ مقيماً صحيحاً ) رواه البخاري .
• عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي قال : ( ما مِن أحدٍ يَمرَض إلاَّ كُتِبَ لهُ مثلُ ما كان يعمل وهو صحيح ) رواه البخاري في الأدب المفرد / باب يُكتب للمريض ما كان يعمل وهو صحيح .
• عن أبِي مُوسَى قال : سَمِعْتُ النَّبيَّ غَيْرَ مَرَّةٍ وَلاَ مَرَّتَيْنِ يَقُولُ : ( إذَا كَانَ الْعَبْدُ يَعْمَلُ عَمَلاً صَالِحاً فَشَغَلَهُ عَنْهُ مَرَضٌ أوْ سَفَرٌ كُتِبَ لَهُ كَصَالِحِ مَا كَانَ يَعْمَلُ وَهُوَ صَحِيحٌ مُقِيمٌ ) حديث حسن رواه أبو داوود في كتاب الجنائز / باب إذا كان الرجل يعمل عملاً صالحاً فشغله عنه مرضٌ أو سفر .
3- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللّهِ : ( الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ، وَفِي كُلَ خَيْرٌ . احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللّهِ ، وَلاَ تَعْجِزْ ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ : لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كذا ، كان كذا وكذا ، وَلكِنْ قُلْ : قَدَرُ اللّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ . فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ) رواه مسلم في كتاب القدر / باب في الأمر بالقوة وترك العجز ، والاستعانة بالله ، وتفويض المقادير لله .
• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عن النَّبِيَّ قَالَ : ( الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ، وَفِي كُلَ خَيْرٌ . احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ ، وَلاَ تَعْجِزْ ، فَإِنْ غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ : قَدَّرَ اللَّهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ ، وَإِيَّاكَ وَاللَّوْ ، فَإِنَّ اللَّوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ) حديث صحيح رواه ابن ماجه .
" والمراد بالقوة هنا عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة ، فيكون صاحب هذا الوصف أكثر احتمالاً للمشاق في ذات الله تعالى ، وأرغب في الصلاة والصوم والأذكار وسائر العبادات وأنشط طلباً لها ومحافظة عليها ونحو ذلك ، وقوله : « احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز » فمعناه احرص على طاعة الله تعالى والرغبة فيما عنده ، واطلب الإعانة من الله تعالى على ذلك ولا تعجز ولا تكسل عن طلب الطاعة ولا عن طلب الإعانة " ( شرح النووي على صحيح مسلم ) .
إذن بجانب قوة العزيمة والحرص على طاعة الله والاستعانة به على ذلك ، تحتاج إلى عدم العجز واليأس والكسل بل استمر في محاولة فِعْلَ الشيء الصحيح حتى تنجح ، وفي حال أخفقت إحدى محاولاتك لفِعْل الشيء الصحيح فلا تضيِّع الوقتَ والجهدَ في قول : لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كذا ، كان كذا وكذا ، فما حصلَ قد حَصَل ولا سبيل لإرجاعِ الزمن بل ادخل مباشرةً في مرحلة البحث عن الحلول والخيارات المُتاحة ، واستفد من هذا الإخفاق في اكتشاف مواطن الخلل ونقاط الضعف التي عليك الانتباهُ لها لعلاجِها أو تلافيها في المستقبل ، وتجنَّب تكرار المحاولة الفاشلة حتى لا تَصِلِ لنفس النتيجة الغير مرضية ..
بمعنى أوضح : إذا نسيت أو انشغلت مرةً عن تطبيق الأحاديث المتعلقة بالأذان أو آداب الشرب فلا تضيِّع الوقتَ والجهدَ في قول : لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كذا ، كان كذا وكذا بل ادخل مباشرة في مرحلة البحث عن موطن الخلل أو نقطة الضعف التي بسببها نسيت أو انشغلت عن تطبيق الأحاديث المتعلقة بالأذان أو آداب الشرب باستخدام أداة السؤال : لماذا ....... ؟
لماذا نسيت – لماذا انشغلت عن تطبيق الأحاديث المتعلقة بالأذان أو آداب الشرب ؟
وبعد أن تُجيب على نفسك وتُحدِّد السبب استخدم أداة السؤال : كيف ....... ؟
كيف أعالج هذا الخلل ؟
وبإجابة هذا السؤال حدِّد الحل المناسب لعلاج هذا الخلل وابدأ في تطبيقه مباشرة وتجنَّب تكرار المحاولة الفاشلة حتى لا تَصِلِ لنفس النتيجة الغير مرضية ..
4- تحقيق مبدأ ( إِنَّ لِربِّك عليكَ حقاً ، ولنفْسِكَ عليكَ حقاً ، ولأهلِكَ عليكَ حقاً فأعْطِ كلَّ ذي حَقّ حقَّه ) .
أعطِ كل ذي حقٍّ حقه ، وأعطِ كل شيءٍ حقه من التركيز والاهتمام .
بمعنى : عند سماعك للأذان أوقف ما تفعله ورَدِّد مع الأذان بلسانك وقلبك ثم قل الذكر الوارد بعد الأذان وادعُ إن شئت ، واستشعر لذة ما تفعله وتقوله .
وعندما ترغب بالشرب ، وجِّه تركيزك نحو عملية الشرب ، ونحو تطبيق آداب الشرب ، ألا تعتقد أنَّ سنة الحبيب محمد تستحق منَّا التركيز والاهتمام عند تطبيقها !!
استشعر عمق قوله : ( الْحمدُ لله الَّذِي أطْعَمَ وَسَقَى وَسَوَّغَهُ وَجَعَلَ لَهُ مَخْرَجاً ) .
أعطِ تطبيق الأحاديث المتعلقة بالأذان وآداب الشرب حقها من التركيز والاهتمام وهذا هو دليل حرصك على ما ينفعك من طاعة الله واتباع سنة نبيه .
وأخيراً .. استمتع بلذة وحلاوة ثمرات اتباع سنة الحبيب محمد عند تطبيقك للأحاديث المتعلقة بالأذان وآداب الشرب :
- كسب محبة الله وغفران الذنوب .
قال تعالى : } قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم { ( آل عمران : 31 ) .
- ويترتب على هذه المحبة :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال : قَالَ رَسُولُ الله : ( إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ : إِنِّي أُحِبُّ فُلاَناً فَأَحِبَّهُ . قَالَ : فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ . ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ : إِنَّ الله يُحِبُّ فُلاَناً فَأَحِبُّوهُ ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ . قَالَ: ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ ، وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْداً دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ : إِنِّي أُبْغِضُ فُلاَناً فَأَبْغِضْهُ . قَالَ : فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ : إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ فُلاَناً فَأَبْغِضُوهُ . قَالَ : فَيُبْغِضُونَهُ ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الأَرْضِ ) رواه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب / باب إذا أحبَّ الله عبداً ، حببه إلى عباده .
- طاعة الله بطاعة النبي .
عن أبي هريرةَ ، أنَّ رسولَ الله قال : ( مَن أطاعني فقد أطاعَ اللهَ ، ومن عصاني فقد عصى اللهَ ) رواه البخاري في كتاب الأحكام / باب قول اللَّهِ تعالى : { أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ } [النساء: 59] ، ورواه ابن ماجة في باب اتباع سنة رسول الله .
- ويترتب على هذه الطاعة :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ : ( قَالَ اللهُ : إِذَا تَقَرَّبَ عَبْدِي مِنِّي شِبْراً ، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعاً ، وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعاً ، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعاً ، ـ أَوْ بُوعاً ـ ، وَإِذَا أَتَانِي يَمْشِي ، أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ) رواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار / باب فضل الذكر والدعاء والتقرُّب إلى الله تعالى .
ومعنى الحديث : " من تقرب إلي بطاعتي تقربت إليه برحمتي والتوفيق والإعانة ، وإن زاد زدت ، فإن أتاني يمشي وأسرع في طاعتي أتيته هرولة أي صببت عليه الرحمة وسبقته بها ولم أحوجه إلى المشي الكثير في الوصول إلى المقصود ، والمراد أن جزاءه يكون تضعيفه على حسب تقربه " ( شرح النووي على صحيح مسلم ) .
- دخول الجنة بإذن الله تعالى .
• عن أبي هريرة أن رسولَ اللَّه قال : ( كلُّ أمتي يَدخلونَ الجنة إلا من أبى ) . قالوا: يا رسولَ الله ومن يأبى ؟ قال : ( من أطاعني دخلَ الجنة ، ومن عصاني فقد أبى ) رواه البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة / باب الاقتداء بسنن رسول الله .
• عن جابر بن عبد الله قال : جاءت ملائكة إلى النبيِّ وهو نائمٌ ، فقال بعضهم : إنه نائم ، وقال بعضهم : إنَّ العينَ نائمةٌ والقلبَ يقظانُ ، فقالوا : إِنَّ لِصاحبكم هذا مثلاً ، فاضربوا له مثلاً ، فقال بعضهم : إِنه نائمٌ ، وقال بعضهم : إنَّ العينَ نائمةٌ والقلبَ يقظان ، فقالوا : مثلهُ كمثلِ رجلٍ بَنى داراً وجَعَلَ فيها مأدُبةً وبَعثَ داعياً ، فمن أجابَ الداعيَ دخلَ الدارَ وأكلَ من المأدبة ، ومن لم يجبِ الداعيَ لم يدخل الدار ولم يأكل منَ المأدبة ، فقالوا : أوِّلوها له يَفقهها ، فقال بعضهم : إنه نائمٌ ، وقال بعضهم : إنَّ العينَ نائمةٌ والقلبَ يقظانٌ ، فقالوا : فالدارُ الجنة ، والداعي محمدٌ ، فمن أطاعَ محمداً فقد أطاعَ الله ، ومن عصى محمداً فقد عصى الله ، ومحمدٌ فرْقٌ بينَ الناس . رواه البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة / باب الاقتداء بسنن رسول الله .
الواجب :
- تطبيق الأحاديث المتعلقة بالأذان وآداب الشرب مع الالتزام بالأساسيات المتفق عليها .
- المشاركة في المنتدى بذكر العقبات التي تواجهكم خلال فترة التطبيق ، والحلول التي أوجدتموها لتخطي هذه العقبات حتى يستفيد الجميع من خبرة الجميع .
- بإمكانكم استخدام جدول متابعة أو أي طريقة تناسبكم لتحديد مدى التزامكم وقياس مدى تطوركم في تطبيق الأحاديث المتفق عليها ولتسجيل العقبات التي تواجهكم وحلولها .