اسامه جاد مشرف سوبر
عدد الرسائل : 3356 العمر : 53 العمل/الترفيه : معلم اول احياء وعلوم بيئه وجيولوجيا نقاط : 13737 تاريخ التسجيل : 14/02/2009
| موضوع: حديث الجليس . الخميس ديسمبر 24, 2009 7:47 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم . أحبكم : ولست منكم ..؟ كيف ذلك : وقفة وجيزة مع : حديث الجليس: عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ؛ فَحَامِلُالْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ, وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ, وَإِمَّا أَنْتَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً, وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَثِيَابَكَ, وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً)(رواه البخاري ومسلم). الراوي : أبو موسى الأشعري رضي الله عنه : اسمه عبد الله بن قيس بن سليم أسلم بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة ثم قدم مع أهل السفينتين جعفر وأصحابه من أرض الحبشة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر .وأرسله النبي صلى الله عليه وسلم مع معاذ بن جبل إلى اليمن ، كما وصفه النبي (صلى الله عليه وسلم)ووصف قومه بأنهم أهل رقة في القلوب وعذوبة في الصوت حتى إن الرسول (صلى الله عليه وسلم)كان يتأثر بقراءته للقرآن ويقول له "لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود" المفردات :يُحْذِيكَ:يُعْطِيك .الكير : المنفاخ ، الزق . التعليق :قال الإمام ابن حجر تعليقًا على هذا الحديث: (فيه النهي عن مجالسة من يتأذى بمجالسته في الدين والدنيا، والترغيب في مجالسة من ينتفع بمجالسته فيهما). المعنى العام : يدعو النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف إلى مجالسة الصالحين وذلك لما يترتب على ذلك من المنافع تعوذ بالخير الكثير على الجميع ، فمن جانب الفرد تزيده صلاحا وتوضح له معالم الطريق وتشد عضده في وقت الشدة والمحنة وهذه خير من كنوز الأرض ، ومن جانب الرفقة الصالحة تبقيهم على ما هم عليه من خير وصلاح وتقوي شوكتهم وتكثرهم . وبالمقابل ينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن مجالسة رفقاء السوء للأثر السلبي المترتب على ذلك فمن جانب الجالس الخوف عليه من فساد دينه بالغيبة والنميمة وغيرها من مظاهر الفسق ، ومن جانب الرفقة تتقوى ويزداد فجورها بازدياد عددها . التشبيه البديع : الجليس الصالح : حامل المسك : المنفعة تلاحق من خالطه حتى ولو لم يقصد من جالسه الشراء فإنه سيصيبه من طيب الرائحة المنبعثة من مجامره ، وهي دعوة إلى مخالطة الصالحين والتقرب منهم حتى ولو لم يكن الإنسان في حد ذاته صالحا رجاء العودة والتوبة . وصدق من قال :أحب الصالحين ولست منهم ----- لعلي أن أنال بهم شفاعة . الجليس السوء : حامل الكير :المضرة تلاحق كل من اقترب منه فإن لم يحرق ثيابك بنار زقه ( الأعمال الفاسدة ) ، وجدت منه ريحا خبيثة تفسد صفو ضميرك ( الأقوال الخبيثة ). ريحا طيبة : طيب المقال والفعال وطيب النيات والسرائر . ريحا خبيثة : خبث النيات والأقوال والأفعال . من أقوال السلف :قال ابن مسعود رضي الله عنه: (ما من شيء أدل على شيء؛ من الصاحب على الصاحب) . العاقبة :قال الله تعالى:" الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ."الزخرف67، ما كان لله دام واتصل ، وما كان لغيره انقطع وانفصل . اليوم : نعيش موجة من الفتن كثرت فيها مجالس الفساد وقلت فيها مجالس الرشاد وهذا لأسباب منها : توافد الناس على مجالس اللهو واللغو وهذا ما أعطى لأصحابها دفعا على مواصلة غيهم وضلالهم ، وقلة التوافد على مجالس الذكر والمذاكرة مما قللها وثبط من عزيمة أهل العزائم إلا من رحم ربك . فائدة : زوار المنتديات والمواقع استجيبوا لنداء ربكم ووصية نبيكم وجالسوا في هذه المواقع والمنتديات أهل الصلاح ما يحيي قلوبكم وتستنيرون به بنور الوحيين من كتاب وسنة ، ففروا إلى الله عبر ما يسر لكم ربكم من وسائل ثمّنوها في ما يعود عليكم بالنفع في معاشكم ومعادكم . والله نسأل السداد والرشاد . | |
|