حكم الموعظة والدعاء على المقبرة

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

أولا : حكم الموعظة على القبر :

الموعظة على القبر مشروعة بل مسنونة مستحبة فعلها النبي صلى الله عليه سلم وفعلها الصحابة والتابعون والأئمة من لدن رسول الله إلى يومنا هذا وهذه هي الأدلة
الدليل الأول : أورد البخاري في كتاب الجنائز بابا بعنوان ( موعظة المحدث عند القبر وقعود أصحابه حوله )
ثم روى البخاري بسنده إلى على بن أبي طالب رضى الله عنه قال : كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا النبي صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة ( عصا أو قضيب يتوكأ عليه ) فنكس ( أطرف إلى الارض ) فجعل ينكت بمخصرته ثم قال : ( ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلا كتب مكانها من الجنة و النار .....................) وذكر الحديث بطوله
فهذا لأمام السنة وشيخ المحدثين البخاري يضع ترجمة للباب بصيغة دقيقة معبرة عن الفهم الدقيق والعلم الراسخ ثم أورد الدليل الواضح والحجة البينة على مشروعية الموعظة والحديث واضح صحيح لا يحتمل أي تأويل

الدليل الثاني : أخرج ابن ماجة وأحمد بسند صحيح عن البراء بن عازب رضى الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فجلس على شفير القبر فبكى حتى بل الثرى ثم قال يا أخواني لمثل هذا فأعدوا )

الدليل الثالث : عن البراء بن عازب قال : خرجنا مع التبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلي القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله وكأن على رؤسنا الطير وفي يده عود ينكت في الأرض فرفع رأسه فقال : ( استعيذوا بالله من عذاب القبر ) مرتين أو ثلاثا ثم قال (إن العبد المؤمن إذا كان في أنقطاع من الدنياوإقبال من الآخرة نزا إلأيه ملائكة من السماء ..............................) ثم ذكر الحديث
كل هذه الأحاديث تدل على مشروعية الموعظة على القبر وأنها من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم

ثانيا : حكم الدعاء للميت على المقبرة

الميت في القبر كالغريق المتغوث ينتظر دعوة تلحقه من الأحياء ومن ثم شرعت صلاة الجنازة وكذلك شرع الدعاءله بعد وضعه في القبر
فعن عثمان ابن عفان قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن المست وقف عليه فقال : ( استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل )
الراوي: عثمان بن عفان المحدث: النووي - المصدر: الخلاصة - الصفحة أو الرقم: 2/1028
خلاصة الدرجة: إسناده حسن

فهذا حديث يدل على مشروعية الدعاء للميت على المقبرة
والغريب أن يقول البعض إن الدعاء الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم يجب أن يكون سريا فرديا

ولكن من أين فهموا وجوب السرية أو الفردية !
فحديث عثمان الذي أمر النبي فيه بالدعاء لم يأمر بكيفية إسرار أو اعلان فردية أو جماعية فمن فعل أي كيفية فقد تحقق الأمر النبوي

بل ثبت عن الصحابة وهم أفهم الناس للسنة أنهم أعلنوا الدعاء للميت ،
فعن ابن سيرين أن انس بن مالك شهد جنازة رجل من الأنصار قال فأظهروا الأستغفارفلم ينكر ذلك أنس

وروى عن ابن عمر أنه دفن جنازة فلما فرغ منها قال : اللهم اجرها من الشيطان ومن عذاب القبر اللهم جاف الارض عن جنبيها .....)
وورد مثل هذا كثير عن الصحابة والتابعين

وبعد كل هذه الأدلة فان الموعظة على القبر والدعاء للميت بصورة فردية او جماعية سرية او جهرية فالكل جائز
منقول

» من صحيح الذكر والدعاء
» أذكار الجهاد والدعاء على الكفار الصحيحة كتاب الكتروني رائع