السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
اخواني المسلمين عباد الله ......
لقد ظهر في الاونة الاخيرة فيما يخص عزاء الميت انه انقلب بيت الاجر الى مهرجان لاستقبال المعزين والبهرجة في شكل بيت العزاء ( خيم واسعة ، بساط احمر .....الخ)
وقد نسي الناس ان بيت الاجر يجب ان يوضع لتذكر الموت وليعود الناس الى دينهم وليتذكرو ربهم
فما راي العلماء في هاذا الموضوع
هنا أنقل فتاوى لشيخينا
عبد العزيز بن باز والشيخ
محمد بن عثيمين غفر الله لهم
سؤل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن ظاهرة منتشرة في كثير من بلاد المسلمين، وهي: ما يقوم به أهل الميت من
أعمال بعد الانتهاء من الدفن لميتهم، حيث يجهزون سرادقاً من الخيام أو أي شيء آخر، ويجتمع أهل الميت فيه بعد إضاءته في
إحدى الساحات أو الشوارع، لاستقبال المعزين وتناول القهوة والشاي وغيرهما، بالإضافة إلى إحضار قارئ لقراءة القرآن
بأجر، وإن لم يتيسر استخدموا جهاز تسجيل لسماع القرآن، وفي الليلة الثالثة يتم إقامة وليمة طعام للجميع، فما توجيه سماحتكم؟
وهل تجوز المشاركة فيها؟
فاجاب سماحته :
إقامة العزاء بهذه الصورة بدعة لا يجوز فعلها، ولا المشاركة فيها؛ لما ثبت عن جرير بن عبد الله البجلي رضي
الله عنه أنه قال: ((كنا نعد الاجتماع لأهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة)) رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح.
وإنما
السنة أن يصنع لأهل الميت طعام من أقاربهم، وجيرانهم؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأهله لما جاء نبأ نعي
جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه: ((اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم)) رواه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد
صحيح .
نسأل الله أن يوفق المسلمين لما فيه نجاتهم وسلامة دينهم ودنياهم، إنه سميع قريب.
وسُئل سماحته أيضاً عن جواز حضور مجلس العزاء والجلوس معهم؟
فقال إذا حضر المسلم وعزى أهل الميت فذلك مستحب؛ لما فيه من الجبر لهم والتعزية، وإذا شرب عندهم فنجان قهوة أو شاي أو
تطيب فلا بأس كعادة الناس مع زوارهم...........
وسُئل الشيخ
ابن عثيمين رحمه الله هل العزاء محدود بمكانٍ معين أو محدد بمكانٍ معين؟
فأجاب فضيلته :
العزاء معناه تقوية المصاب على تحمل المصيبة وهو سنة إذا رأيت أخاك مصاباً متأثراً بمصيبة أن تعزيه وتقويه
وتذكره بما في الصبر من الأجر وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لإحدى بناته مرها فلتصبر ولتحتسب فإن لله ما أخذ وله ما
أعطى وكل شيء عنده بأجلٍ مسمى فيصبره ليهون عليه المصيبة وينسيه إياها أما ما يفعله بعض الناس عند العزاء من كونه يفتح
بابه ويشعل اللمبات ويصف الكراسي ويأتي بالأطعمة وربما أتى بشخصٍ يقرأ القرآن وما أشبه ذلك فإنه مما أحدثه الناس وهو من
البدع التي تتضمن من المفاسد ضياع الوقت وضياع المال وبيع القرآن إذا أتوا بقارئٍ يقرأ بأجرة وربما تكون سبباً للنياحة
والندب ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم يرون الاجتماع إلى أهل الميت وصنع الطعام من النياحة والنياحة من كبائر الذنوب
لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعن النائحة والمستمعة وقال النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها
سربالٌ من قطران ودرعٌ من جرب والتعزية لا تختص بمكان يعزى الإنسان في المسجد يعزى في السوق يعزى في المدرسة لأن
المقصود من التعزية وحقيقة التعزية
أن الإنسان إذا رأى أخاه مصاباً متأثراً يقول لأخيه اصبر احتسب فإن لله ما أخذ وله ما أعطى أو ما أبقى
وكل شئٍ عنده بأجلٍ مسمى وما حدث لا يمكن أن يتغير ولا يمكن أن يتقدم أو يتأخر ولا يزيدك الحزن إلا بؤساً وما
أشبه ذلك من الكلمات التي تحمله على الصبر واحتساب الأجر وترك التحزن .