كيف تحجز مقعدا في الجنة
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني وأخواتي في الله
هذه عشر صفقات وكل صفقه لها أرباح وشروط وتسهيلات
لعلنا بهذه الصفقات نحجز مقعدا في الجنة بإذنه تعالى
وأحببت للجميع أن يربح معي هذه الصفقات
فهل من مشمر .........
سأعرض لكم كل صفقه على حده وما هي شروطها وما هي تسهيلاتها وأتمنى من الجميع أن يقرأها إن لم يسبق له أن قرأها
إن لم يجذبكم كلامي فلكم مني هذه المقدمة لعلها تجد منكم الإهتمام
المقدمةإلى من أجاب النداء .. ورفع اللواء
هذه جنة الخلد تمشي على الأرض بين يديك
والحور تهتف في الأسحار تهيم شوقا إليك
ورحمات ربك المنزلة تعرض نفسها عليك
وصوت الحادي ينادي :
الدنيا ميناء يتزود منه المسافرون إلى الجنة أو إلى النار
إيمان لا يتبعه عمل هباء وشراء الجنة دون دفع الثمن هراء
الرحلة لا تمد على طريق الكسل
والقافلة ليس من زادها طول الأمل
أظهر لله من نفسك قوة .. أقر عين نبيك في قبره
جدّ في غيظ عدوك الذي أخرج أبويك من الجنة
إدفع ثمن الصحبة إن أردت فإن مجالسة النبيين في الجنة غالية
كحّل عيونك بالسهر .. واسرج جوادك للسفر
واعلم أن هجر الوسادة ثمن السيادة .
اصدق مع الله ولو مرة وسترى العجب
أنت مدعوّعلى موائد الكرم الإلهي والأجر الرباني
وحقّ على المزور أن يكرم زائره
مرحبا بكالصفقة الأولى :
لا تتبع النظرة .. النظرة
قبل التنفيذ :
مهم :
لأن : النظرة سهم مسموم فأثرها يستمر وإن غاب المنظور إليه ، تشغل فكرا فتورث هما ، وتبذر شهوة فتنبت هوى ، شأنها شأن السهم المسموم ، فإن السم يظل يسري منه إلى الجسم وإن نزع السهم من موضع الإصابة .
لأن : هيبة الله في القلوب قلّت ، والجرأة على محارمه زادت ، وتكرار النظر إلى الفواحش أورث القلب بلادة في الإحساس .
لأن : أشباه يوسف قلوا ، وعدوّات الحور العين أطللن من شاشات التلفاز وصفحات الجرائد والمجلات ، وأخوات امرأة العزيز عجّت بهن طرقات المدينة ، في حصار يشبه ما فعلته أختهن من قبل ( وغلّقت الأبواب )، وأبرزت كل واحدة منها مفاتنها ، ولسان حالها يقول للشياب : (هيت لك ).
لأن : المرأة أقوى أسلحة الشيطان ، فإنها إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان ، وما ترك النبي –صلى الله عليه وسلم – على الرجال فتنة أضر على الرجال من النساء .
أرباح الصفقة :
1)
نشوة الإنتصار :
إستشعار حلاوة الإيمان ولذة المجاهدة وعاقبة الصبر وفرحة الإنتصار على بواعث الشهوة ، وهذه هي سيماء الرجولة الحقة والشجاعة الخارقة
ليس الشجاع الذي يحمي مطيتـــــه يوم النزال ونار الحرب تشتعل
لكن فتى غض طرفا أو أثنى بصرا عن الحرام فذاك الفارس البطل
2)
الفراسة الصادقة :
هذه أهم ثمار غض البصر وأجلها ، الفراسة الصادقة منزلة إيمانية محتكرة لمن غض بصره ، محجوزة له ، وهي التي تميز بين الصادق والكاذب بين المحق والمبطل .
قال شاه بن شجاع :"من عمر ظاهره بإتباع السنة ، وباطنه بدوام المراقبة ، وغض بصره عن المحارم ، وكفّ نفسه عن الشهوات ، واعتاد أكل الحلال لم تخطئ له فراسة " .
وبين ابن القيم السر في هذا القول :
" وسرّهذا أن الجزاء من جنس العمل ، فمن غض بصره عما حرم الله عليه عوضه الله من جنس ما هو خير منه ، فكما أمسك نور بصره عن المحرمات ، أطلق الله نور بصيرته وقلبه فرأى به مالم ير من أطلق بصره ولم يغضه عن محارم الله تعالى ...."
3)
حماية القلب من شيطان يتسلل :
القلب بيت والعين بابه ، ولا يدخل لص البيت إلا والباب مفتوح ، فإذا دخل سرق حلية الإيمان وجوهر التقوى ، وترك القلب خرابا في خراب ، فاحذر هذا اللص فإنه خفيف الحركة تكفيه لحظة واحدة ليتسلل . ولهذا حذر الرسول حتى من نظرة الفجأة .
لما وقع النزاع بين القلب والعين ، كل منهما يلقي باللوم على الآخر ، تحاكما إلى الجسم الذي حكم بإدانة العين :
قلبي يقول لطرفي : هجت لي سقما ..... والعين تزعم أن القلب أنكاها
والجسم يقسم أن العيـــن كاذبـــــــة ..... هي التي هيجت للقلب بلواها
لكن العين رفعت القضية للإستئناف فتم عرض النزاع مرة أخرى ، وبعد المداولة أصدر القاضي حكما بالإدانة لكليهما ، وجاء في حيثيات الحكم : العين والقلب شريكان في جريمة قتل واحدة تقاسما فيها الأدوار :
أنــــــــا ما بين عــــدوين ..... همــــا قلبي وطرفي
ينظر الطرف ويهوى الـ ...... قلب والمقصود حتفي
4)
اجتماع القلب على الله :
يقول ابن القيم :" إطلاق البصر ينقش في القلب صورة المنظور ، والقلب كعبة ، والمعبود لا يرضى بمزاحمة الأصنام "
لأن القلب الذي تنقش على جدرانه صورة الحق تنمحي فيه صورة الخلق ، فلا يعود يرى سوى ربه ، ولا يهمه إلا رضاه .
5)
بركة الطاعة :
قال تعالى ( قل للمؤمنين يغضو من أبصارهم ويحفظو فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون ) النور الآية30
أمر الله عباده المؤمنين بالغض من الأبصار لأن صاحب الصنعة أدرى بصنعته ، والآمر بإصلاح النفوس والقلوب أعلم بما فيه صلاح النفوس والقلوب
من ذا الذي لبى نداءه فما سعد ؟! من ذا الذي أناخ ببابه فما فاز ؟! من ذا الذي ذل له فما عز ؟! من ذا الذي تاجر معه فما ربح ؟!
الشروط الجزائيةيقول أبو حامد الغزالي :"
لو أن يهوديا أخبرك في ألذ أطعمتك بأنه يضرك في مرضك لصبرت عنه وتركته وجاهدت نفسك فيه ، أفكان قول الأنبياء وقول الله في كتبه أقل عندك من قول يهودي يخبرك عن حدس وتخمين مع نقصان عقل وقصور علم ؟!"
إخوتاه ... هل تعلمون أن إطلاق البصر من أوسع مداخل الشيطان ، فإن البصر جارحة لا تملأ بخلاف البطن فإنه مهما امتلأ لم يبق له في الطعام إرادة ، وأما العين فلو تركت لم تفتر من النظر أبدا ، وتكون النتيجة الحتمية :
1)
إحتلال القلب :
قلب الإنسان لا يتسع لشريكين : نور وإلا ظلمة ، ملك وإلا شيطان ، هداية وإلا غواية ، إذا غلب جند الإيمان في القلب كانت نوازع الخير وأنوار الهدى وأدوية الطاعات ، وإذا غلب جند إبليس كانت نوازع الشر وآفات الهوى وسموم المعاصي .
2)
هاوية العشق :
فكما أ أول الحريق الشرر ، فأول العشق النظر .
العشق داء لا يحل بأجساد النابهين المجدين ، لكن له في أبدان الفارغين مأوى وفي آذانهم وقلوبهم مرعى ..
أخبروني بالله عليكم .. أي ذلّ أنكى من ذل رجل يقول لمعشوقته :
أتاني منك سبك لي فسبي ..... أليس جرى بفيك اسمي فحسبي
أو من انقلب مسخا بقوله :
أصلي فأبكي في الصلاة لذكرها ..... لي الويل مما يكتب الملكان
3)
النظرة ولادة :
تأمل هذه السلسلة :
النظرة تولد الخطرة ، والخطرة تولد الفكرة ، والفكرة تولد الشهوة ، والشهوة تولد الإرادة ، والإرادة تولد العزيمة ، فإذا قويت العزيمة وقع المحظور ، وسقطت في المعصية ...
4)
أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟ :
فإن النظرة إلى مالا يحل تشغل فكرا في الحرام لو كان تفكرا في ملكوت السماوات والأرض ، لكان أفضل العبادات ولأثمر زيادة تقوى وعلو يقين وإرتفاع درجات .
وهي تسيل مدامع حزنا على فراق حبيب القلب ، ولو كانت سيالة من خشية الله لنعم صاحبها بظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله .
فأصغ بقليك يا أخي إلى هذا الكلام المضمخ بعبير الهدى :
" عندك بضائع نفيسة : دموع ودماء وأنفاس وحركات وكلمات ونظرات ، فلا تبذلها فيما لا قدر له ، أيصلح أن تبكي لفقد ما لا يبقى ؟ أو تتنفس أسفا على ما يفنى ؟أو تبذل مهجة لصورة عما قليل ستمحى ؟" .
5)
النظرة ذنب :
شخص أعراض المرض الذي أدى إلى موت القلب الطبيب الشرعي المؤمن ابن القيم الجوزية فكتب في تقريره معددا آثار الذنوب :
" قلة التوفيق .. وفساد الرأي .. وفساد القلب .. وخمول الذكر .. ومنع إجابة الدعاء .. وقسوة القلب .. ومحق البركة في الرزق والعمر .. وحرمان العلم .. ولباس الذل وإهانة العدو .. وضيق الصدر .. وطول الهم والغم ...."
وفوق هذه الأعراض تبقى كراهة اللقاء ، وخشية الحساب وخوف العقاب ،
لهذا إسمعها عالية من ابن قيم الجوزية لعلك لا تسمعها من غيره :
" إياك والذنوب ، فلو لم يكن فيها إلا كراهة اللقاء كفى عقوبة ،أطيب الأشياء عند يعقوب رؤية يوسف ، وأصعبها عند إخوته لقاؤه "
واسأل نفسك بعدها يا صاحب النظرات الآثمة : أي تركة ورثت ؟ تركة يعقوب ، أم تركة أبنائه ؟
تسهيلات الصفقة :
1)
إعقد مقارنة :
دع المصوغات من ماء ومن طين ..... واشغل هواك بحور خرد عين
فمن شغله اليوم التطلع إلى الغيد الحسان فليعقد مقارنة بينهن وبين الحور العين .
الحور وما الحور ... تجري الشمس من محاسن وجهها إذا برزت ، لو اطلعت على الدنيا لملأت مابين السماء والأرض ريحا ، ولا استنطقت أفواه الخلائق تهليلا وتكبيرا وتسبيحا ، ولتزخرف لها مابين الخافقين ، ولما نامت عن النظر إليها عين . بياض لحمها يسطع من وراء سبعين حلة من فوقها فكيف ضياؤها ؟ لولا أن الله كتب على أهل الجنة أن لا يموتوا لماتو من فرط حسنها ، فما ظنك بامرأة إذا ضحكت في وجه زوجها أضاءت الجنة من ضحكها !؟ وإذا انتقلت من قصر إلى قصر قلت هذه الشمس متنقلة في بروج أفلاكها .. كل هذا وأنت مشغول بالجيف !!
يامن وقع العقد : نظران لا يجتمعان من غض طرفه اليوم عن الطين أطلقه غدا في الحور العين ، فاختر لنفسك ، وقدم إن شئت المهر الذي أرشدك إليه أبو الدرداء رضي الله عنه فقال :" من غض بصره عن النظر الحرام زوج من الحور العين حيث أحب "
2)
شغل بالحق وإلا فالباطل :
النفس لا تمل السعي والحركة والطلب والعمل ، وإن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل
من أجل ذلك كره عمر بن الخطاب رضي الله عنه الفراغ بإعتباره منزلة الى المذلة ، قال رحمه الله :" إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللا _أي فارغا _ لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة " .
3)
خوف يطفئ الشهوة :
قال تعالى : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) لرحمن 62
4)
أكثر من الصيام :
أصل الشهوات واحد ، فمن صبر عن شهوة الطعام قويت إرادته واستطاع الصبر عن شهوة النظر إلى الحرام .
5) فليتزوج :
قال النبي صلى الله عليه وسلم :"
يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج " (
رواية: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5066
خلاصة الدرجة: [صحيح]
6)
الله مطلع عليك :
قال تعالى ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) .غافر الآية 19
ترقبوا الصفقة الثانية