عبدالكريم الهادي الفيلسوف عضو جديد
عدد الرسائل : 81 العمر : 42 العمل/الترفيه : مدرس فلسفه ومدرب كرة قدم وكلمنجى كبير المزاج : حسب الحاله النفسيه نقاط : 5824 تاريخ التسجيل : 29/06/2009
| موضوع: مشاهد واقعية .. والأحساس بالرضا السبت يناير 23, 2010 4:59 pm | |
| تعال معى .. نفكر ونبتسم سوياً مشهد أول كعادته دائماً .. أرتدى بدلة كاملة عندما هم بالخروج والذهاب الى عمله .. ورأسه تضج بالكثير من الأفكار المشوشة حول العمل والحياة وغيرها من الهموم والتكشيرة تعلو وجهه .. رغم أنه فى سعة من العيش ويعمل فى عمل مرموق ولا يرتدى سوى البدل الكاملة ولا يخرج إلا بكامل أناقته ويهتم بنفسه للغاية ـ يذكرنى بشخص أعرفه لا يخرج للعمل الا متأنقاً ـ وفى أثناء طريقة الى العمل كان يمشى على طريق مخصص للمشاة وفجأة رأى أمامه مشهد لا ينسى .. لقد رأى رجل بدون أقدام جالس على قطعة خشب مربعة تمشى على عجلات صغيرة جداً أسمها الرومان بلى .. ورغم أنه بلا قدمين لكنه يستخدم ذراعيه لضرب الأرض لكى تمشى به قطعة الخشب التى يمتطيها ويحاول بكل قوة أن يقفز الى الطريق المخصص للمشاة وهناك فرق أرتفاع حوالى 20سم فقط تقريبا ـ بطول القلم الذى نكتب به ـ ورغم بساطة وصغر الأرتفاع ألا ان هناك صعوبة كبيرة بأن يقفز بجسده تلك المسافة الصغيرة مرة واحدة .. وبعد عدة محاولات نجح فى القفز الى طريق المشاة .. ثم أعتدل على قاعدته الخشبية وأبتسم وألقى التحية على بطلنا الذى وقف منبهراً بقدرة هذا الشخص المعوق على الكفاح والقدرة على الأبتسام .. وهنا تجلى المشهد واضحاً وكاشفا لحالة واضحة من الأحساس بالرضا وحالة أخرى من السخط وعدم الرضا .. وكاد يتجنن بطلنا فهو يرى امامه شخص نطلق عليه معوق بدون قدمين يكافح ليقفز بجسده 20 سم ويضرب الأرض بكلتا ذراعيه ورغم هذا الشقاء يبتسم ويلقى تحية الصباح على هذا وذاك .. وبطلنا السليم المعافى الذى يعمل عملاً مرموقاً وجهه مكفهر وحالته النفسية سيئة رغم كل ما يملك من مقومات وغنى .. ولصدمة المشهد وللمفارقة بدأ بطلنا يفكر ملياً فيما حدث وأزداد غضبه .. كيف يبتسم المعوق بينما السليم غير راضى وغير سعيد ؟ وهذه المفارقة رغم بساطتها ألا أنها مقياس دقيق ومشهد غنى لحالة الرضا بالحال .. وترمومتر شديد الخصوصية .. واترك المشهد لكم للتحليل الشخصى كل حسب تفكيره الخاص .
مشهد ثانى أمرأة بدينة جداً تتسول فى الشارع ولا تيأس من الحياة وما زالت تمد يدها لتأكل وتعيش رغم بدانتها المفطرة جداً ..فهى لا تستطيع أن تقف على قدميها .. ورغم ذلك تناضل وتبتسم للحياة .. أنها حالة خاصة من الأحساس بنعمة الرضا ..
مشهد ثالث أمرأة تستيقظ مبكراً لتذهب الى عملها منذ ستة سنوات فقدت أبنائها الثلاث لم يقدر لهم الحياة سوياً وفقدت حبيبها الذى عاشت من اجله .. تتبرع بكامل راتبها وعملها وشقائها اليومى من اجل المحتاجين والمسنين وغيرهم .. ورغم ذلك تعيش حالة من المرح والطاقة المتجددة ورسالتها فى الحياة هى تقديم المال والعلم لمن حولها .. صدقونى لا يوجد جمال أرقى من جمال أن تشعر بأنك تتضيف الى الآخر وتساعده نحو الأمام .. عندها فقط تشعر بأنك أنسان بحق .. أنها حالة من الرضا الجميل
مشهد رابع سائق تاكسى ألتقيت به .. فإذا به يعطنى ورقة وقلم لأكتب له الى أين أريد الذهاب لأنه أصم ورغم ذلك يبتسم ويعمل وتأقلم مع الوضع وشعوره الجميل بنعمة الرضا .. وأبتسامته سحرتنى لأنها جميلة جداً .. يجعل الأمر لديه سيان سواء كان يسمع أو لا يسمع .. أنه الأحساس بالرضا ..
مشهد خامس رجل ثرى لديه فيلا من ثلاثة ادوار .. يؤجر الطابق الأول والثانى الى مدرسة خاصة بحوالى 50 ألف دولار فى السنة علاوة على امتلاكه محلات من الذهب ورغم هذا كان يسألنى عن مكتب أتصالات ليتصل بمصر لكى يستطيع توفير دولار واحد حتى لايضطر الى الأتصال من نقاله الخاص .. هذا الرجل أعرفه جيداً .. غير راضى عن حاله تماما .. يظن أن كل شىء سوف يأخذه معه الى قبره .. هو وزوجته دائمى القلق بكل شىء لا يشعرون بأى متعة .. حياتهم كابوس متنقل والسبب هو عدم الرضا بالحال رغم الثراء وسعة العيش عندما أراهم أبتسم أبتسامة سخرية وتعجب .. أنها حالة صارخة من عدم الأحساس بالرضا ..
مشهد سادس موظف كبير وسارق أكبر .. يتلقى عمولات من هنا وهناك لديه قصر شامخ رغم أن راتبه لا يتعدى ألف دولار فى الشهر ورغم القصر والثراء .. لا يعرف طعم النوم أو الأستقامة كل حياته عبارة عن مقابلات خفية فى الظلام .. تشعر بأنه يخاف من شىء ما .. لا يعرف طعم الهناء أو سعادة الرضا بالحال .. وعلى الضفة الأخرى تلتقى بعمال تدطحنهم الشمس كل يوم ورغم ذلك الأبتسامة لا تفارق حياتهم والرضا بالقليل من المال الحلال هو عنوان حياتهم .. تناقض عجيب .. لكنه تناقض جدير بالتمعن والتفكير ..
[b]مشهد سابع[/b]
مشهد خاص حدث مع مدير الشركة التى أعمل بها .. أوصانى بنشره عندما أرجع لصحافتى فى مصر فهو لا يعلم أنى مدون حالياً وإلا ذبحنى .. فهنا ممنوع كل شىء حتى التدوين ..
كانت الشركة مشتركة فى أحد المعارض الصناعية وبدلاً من توزيع الشكولاته على جمهور المعرض .. فكر مدير الشركة فى شراء عدد محترم من الأقلام وأحتياجيات المدراس التى على الأبواب لكى ينتفع بها المحتاجين وقام بشراء هذه الأشياء للتوزريع المجانى بحوالى 300 دولار .. ثم أشترى علب قطيفة خاصة بديسكات الشركة العلبة الواحدة بعشرون دولار وفى أثناء خروجه من المحل وقعت عيناه على علب أخرى أكثر جمالا وأكثر متانة ومناسبة جداً للديسكات وكانت العلبة الواحدة بدولارين فقط .. فقام بشرائها بدلاً من العلب القطيفة رغم أننا منذ شهر نبحث عن علب مناسبة ولم نجد .. وهنا تم توفير مبلغ 300 دولار لمدير الشركة .. فقال لى : وكأن الله سبحانه وتعالى يقول لى : أنت لست أفضل منى يا عبد الله لقد تبرعت ب 300 دولار للفقراء وأنا وفرت عليك نفس المبلغ فى نفس الدقيقة التى تبرعت بها .. أن هذه الواقعة تفصح عن حالة من الفكر الواعى والرضا بالحال وتقديم الشكر الى الله سبحانه وتعالى على نعمه الكثيرة والجميلة التى لا نشعر بها ومن وجهة نظرى البسيطة كل أمورنا الحياتية تكمن فى منظرونا الشخصى لرؤية ما يحدث لنا مشهد ثامن أثنان من الأخوة .. واحد منهم بار بوالدية وأنسان خير جداً والآخر عكسه تماماً وشخصيته سيئة جداً لدرجة أن الأم طلبت عدم حضوره عندما تموت .. كانوا فى سعة من العيش وضاع كل شىء .. ظل الشخص البار بوالديه على عهده وحبه لوالدية ومات الوالدين وهم راضين كل الرضا عنه ورغم حالته المادية السيئة جداً ألا انه كان راضى وسعيد ويكافح فى الحياة وكانت لدية قطعة أرض صغيرة .. تقدم له أخوه اللئيم لشراء نصفها فوافق الأخ الطيب وبعد الشراء لم يسدد الأخ اللئيم المبلغ المستحق ولم يدفع جنيها واحداً وبعد سنوات باع نصيبه من الأرض بضعف المبلغ ورغم ذلك رفض أن يدفع لأخيه ثمن نصف الأرض التى باعها وبعد خمس سنوات من الصبر والرضا بالحال .. لعب القدر لعبته وفى مخطط المدينة العام وقعت تلك الأرض فى طريق عمل جسر للدولة فأخذت الأرض من الأخ الطيب ودفعت له تعويض قدره مليون دولار تقريباً .. ليعود الى الحياة الكريمة ثانياً ويكون التعويض المناسب له بعد سنوات الكفاح وأذا كان الأخ الشرير قد صبر ولم يبيع نصيبه كان الآن قد أخذ مليون دولار هو الآخر .. لكن ربك يمهل ولا يهمل .. وعقوق الوالدين من أكبر الكبائر .. لقد أرسل الله تعالى الخير الى رجل الخير الأخ الطيب لكى يرزق ما حوله من طيبين وبالفعل بدأ الأخ الطيب فى مساعدة كل أقربائه من حوله .. لهذا لا أبالغ أنه واجب مقدس على كل أبن أن يقبل اليدين والقدمين أيضاً لوالده وووالدته وتأكد أنك سوف تشعر بجمال خرافى داخلك وحتى بعد أن يأخذ الله أمانته ستكون سعيداً بنفسك وأنت تتذكر جمال تقبيل يدين وقدمين والدك ووالدتك .. إنها نعمة لا يشعر بها إلا كل من يفكر بشكل صحيح .. نعمة رضا الوالدين ونعمة الرضا بالحال ..
مشهد خاص هناك صحفى مصرى أعرفه .. مبتسم دائماً .. يعيش حالة من الرضا .. رغم أن طموحة بلا أسقف أو جدران .. يعيش فى الغربة التى تؤرق سعادته .. لكنه متفهم للظروف أياً كانت مزهو بنفسه دائماً .. واثق من خطواته وقدراته .. مغرورجداً بنفسه ومتواضع جداً مع الكل .. يفكر فى كل صغيرة وكبيرة يحترم كل صاحب رأى أو رؤية .. يستمع قبل أن يتكلم .. يقرأ ويفهم قبل أن يكتب .. عندما توفت أعز الناس وأقربهم الى قلبه وهى والدته رحمها الله .. أبتسم نصف أبتسامة حزينة وشكر الله سبحانه وتعالى على أنه اخذ أمانته بعد مرور أسبوع فقط على مرضها ورحمها بدلاً من الأنتظار سنين مريضة تتعذب على الفراش مثل العديد من الحالات المماثلة التى مرت عليه فى حياته .. أنها حالة خاصة من الأحساس بالرضا .. يجب أن ننظر دائماً الى حكمة الله عزوجل فى ما يحدث لنا .. حتى نشعر بجميل نعمه العديدة علينا ..
نصيحة خاصة ومجربة فى الحياة
أقسم بالله العظيم أنها نصيحة مجربة وممتازة .. عندما تذهب الى صلاة الجمعة .. ضع فى صندوق المسجد أو فى يد أى محتاج أى مبلغ رمزى مهما كان صغير حتى وأن كان نصف جنية فقط .. وثق تماماً أنه قبل أن تأتى الجمعة المقبلة سيرزقك الله أضعاف هذا المبلغ مادياً علاوة على الراحة النفسية لك طوال الأسبوع .. جرب هذه الوسيلة المجربة .. ولا تنسانا من دعائك .. ولا تنسى أنك عندما تضع ما بين يديك من مال فأن هذا المال سوف يوضع فى يد المولى عزوجل لهذا يجب أن تضعه بكل وقار وإيمان ورغبة جارفة فى فعل الخير بغض النظر أين سيذهب هذا المال أو الى من ؟ تقدم لفعل الخير .. تجد خيراً فى طريقك
خلاصة القول .. أننا قد نلتقى بنماذج مختلفة ومشاهد متنوعة لحالات من الأحساس بنعمة الرضا التى لا تعارض مع الطموح البناء فليس معنى أحساسى بالرضا والشعور بنعم الله عزوجل على شخصى الفقير لله .. أن هذا الأحساس لا يتعارض مع الطموح فى غداً أفضل .. لكن يجب أن يكون الطموح على أساس مبنية على أرض صلبة .. طموح يبنى على أساس من الأرادة والعمل والأبتكار .. وفى جميع الأحوال أنت لا تملك زمام تغيير قدرك لأنه بيد الله سبحانه وتعالى .. لكن تملك الشكر لله والحمد لله على نعمة الرضا بالحال وتملك أيضاً العقل لتتأقلم مع هذا وذاك وتبتكر وتعمل من أجل حياة كريمة .. لأنه لا مفر أمامك فإذا أردت ان تعيش حياة مليئة بالسعادة والهنا .. فعليك أن تشكر الخالق عزوجل وتحمده على نعمه التى لا تعد ولا تحصى وأذا أردت أن تعيش حياة بائسة حانقة .. حياة مهزومة مليئة بالغضب والهم والحزن غير المبر أو حتى المبرر .. فعليك بالرفض لقدرك ولكل ما يحدث لك .. وتأكد أنك يا عبدالله لا تملك من نفسك شيئاً .. لكن ما تملكه فقط هو النظر جيداً لكل ما حولك والتفكير ملياً والتمتع بنعمة الرضا على النفس مع العمل وتحصيل العلم ونثر الخير فى كل ما يحيط بك .. ولتعلم جيداً أن نعمة الرضا هى من نعم الله والتى لا تعد ولا تحصى ولا يشعر بها إلا كل محظوظ أنعم الله بها عليه والقضية بمجملها فى رأى الخاص تختصر فى كلمتين .. فى طريقة تفكيرنا .. فى طريقة حياتنا .. فى طريقة عملنا .. فى طريقة تواصلنا .. فى طريقة نظرتنا للأمور .. وأخيرا وليس آخراً لا يسعنى سوى الدعاء والأبتهال للخالق عزوجل أن ينعم علينا دائماً بنعمه التى لا تعد ولا تحصى ومنها النعمة الغالية جداً .. نعمة الأحساس بالرضا .. | |
|
ايمي عضو خبير
عدد الرسائل : 640 العمر : 32 العمل/الترفيه : طالبه نقاط : 6885 تاريخ التسجيل : 27/02/2009
| |
ايمن انجليزي مشرف
عدد الرسائل : 1570 العمر : 38 العمل/الترفيه : system files manager المزاج : كرة القدم والانترنت نقاط : 8142 تاريخ التسجيل : 23/02/2009
| موضوع: رد: مشاهد واقعية .. والأحساس بالرضا السبت أبريل 03, 2010 9:12 pm | |
| شكراعلي مساهمتك القيمة
ونرجو المزيد | |
|