السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختى المسلمة صارحى نفسك هل أنتِ ورقة أم شجرة ؟
مع عواصف الدنيا ، مع أهوائها، مع إنقلاب موازينها ،مع شدة رياحها ينقسم الناس إلى ورق ، وشجر أصله ثابت وفروعه فى السماء ، فالورق تحمله الرياح ، والشجر تحاول الرياح إقتلاعه ولكن أصله ثابت يبقيه زخراًونفعاً للبشر هكذا أنتِ إن ثبت على دينك وقيمك ومبادئك المستمدة من كتاب الله عز وجل ، أما إن كانت أمواج الدنيا تتقاذفك ، وأهوائها تعصف بك ..........فأنتِ ورقة كبقية الأوراق المتكاثرة المتناثرة فى كل مكان فعندما يكون الغش سجية فى عالمنا ، وعندما يكون الظلم وأحذ الحقوق معلماً من معالم حياتنا ، وعندما يكون الكذب والرشوة مسيرين لمصالحنا وغالبين على شئون حياتنا ثم تقولين هذا حال زماننا وهذا هو النظام السارى ، والجميع على ذلك وأنا فرد لا يقوى على التعديل ولا التبديل ولا الإصلاح ، وعلى أن أفعل ما يفعلون فقد صار صواباً فى عصرنا وحقاً عند قومنا ،حينئذ يكون العيب فيك ، والخطأ يحتويك إذ يكفيك عند مقاومة الرياح الشرسة أن تنجى بنفسك من حساب ربك وعقابه ، وأن تكونى أسوة لغيرك وأن تعلمى الناس الحق والصواب ...........
فتكونى تلك الشجرة الطيبة التى تؤتى ثمارها فى كل حين هكذا ينبغى أن تكون المسلمة ويكون المسلم وعلى هذا ينبغى أن نربى ونصلح أنفسنا وأولادنا وأخواننا فلا نكون إمعات إن أحسن الناس أحسنا وإن أساء و أسأنا، ولكن نوطن أنفسنا كما أوصانا نبينا عليه الصلاة والسلام أن نحسن إذا أحسن الناس ،وأن نتجنب إساءتهم إذا أساؤوا ونغير المنكر ونأمر بالمعروف ونثبت على الحق والقيم الإسلامية ونقاوم الرياح حتى تهدأ شدتها ويتبين الطريق ولا نكف عن طرح الثمار فى كل حين .......فلتكونى أختى كذلك ولا تميلى مع المائلين المستسلمين بل غيرى ما استطعت ولو كنت وحدك ، فغداً يقتدى بك من هم مثلك وتنضبط الموازين ويعرف الحق من الباطل بل أنتِ حبيبتى فلتكونى شجرة طيبة ولا تكونى تلك الورقة .
المصدر : مجلة التبيان