ما تزال خطط حرق نسخ من القرآن في كنيسة صغيرة بولاية فلوريدا الأمريكية تثير الكثير من الانتقادات الشديدة. وانظم إلى المنتقدين المجلس البابوي للحوار بين الأديان التابع للفاتيكان، إذ أعلن المجلس في بيان له اليوم الأربعاء أن مشروع القس الأميركي تيري جونز لإحراق نسخ من القرآن سيشكل "إهانة خطرة إزاء كتاب مقدس بنظر أتباعه". وأضاف المجلس في بيانه أنه "تلقى بقلق كبير خبر مشروع "يوم إحراق القران" في 11 سبتمبر"، مشيرا في ذات الوقت أنه "لا يمكن معالجة أعمال عنف تدعو إلى الأسف" على غرار اعتداءات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة بمشروع مماثل لمجموعة مسيحية متطرفة في فلوريدا.
"حرق القرآن لا يتفق مع قيم المسيحية"
أما في ألمانيا فقد وصفت الكنيسة الإنجيلية خطة جونز بأنها "استفزاز لا يمكن تحمله"، وأكدت أنها تنأى بنفسها عن هذا التصرف المستفز. وقال القس مارتين شنايدهوته الأربعاء في هانوفر إن حرق نسخ من القرآن لا يتفق مع قيم المسيحية ولا يساهم بأي طريقة في حل المشكلات وخلق الثقة. وأشار شنايدهوته إلى أن القيام بمثل هذا العمل في وقت يتزامن مع احتفالات المسلمين في العالم بعيد الفطر لن يساعد في حدوث التفاهم بل سيعطي بيئة خصبة للمتطرفين.
من جهته أعرب المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا عن صدمته من خطط حرق نسخ من القرآن في الولايات المتحدة. وقالت رئيسة المجلس تشارلوته كنوبلوخ اليوم في ميونيخ: "هذا التصور مفزع ويمثل خرقاً واضحاً"، وذكرت في الوقت نفسه بعملية حرق الكتب التي نفذها النازيون عام 1933. واستشهدت كنوبلوخ بمقولة للشاعر الألماني هاينريش هاينه يقول فيها: "أينما تحرق الكتب، يحرق البشر في النهاية أيضاً".
"إرهاب ديني"
من جانبه حذر العالم الأزهري البارز، الشيخ عبد المعطي البيومي، عضو مجمع بحوث الأزهر، من أنه في حال نفذت الكنيسة الأميركية خطتها القاضية بحرق مئات المصاحف فإن هذا الأمر قد يؤدي إلى "تخريب" العلاقات بين واشنطن والعالم الإسلامي. وقال الشيخ بيومي إنه "في حال عجزت الحكومة الأميركية عن وقف هذا سوف يكون (حرق المصحف) أحدث صيحة في الإرهاب الديني ومعنى ذلك تخريب العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي". وأضاف أن ذلك "سيفتح المجال أمام الإرهاب"، مؤكداً أن "السكوت تحت شعار الحرية زائف، حرية (التعبير) لا تمس الحرية الدينية للأشخاص".