العلم صيد والكتابة قيد

أظن أن كثيرا منا احتاجت في يوم ما إلى تذكر معلومة معينة في مادة درستها أو فائدة سمعتها منذ زمن، فيعتريها سرور وابتهاج إن وجدت هذه الفائدة مقيدة بخط يدها وأحست بقيمة تقييد هذه المعلومة.

فبحثت قليلا في الآثار عن السلف عن قيمة تقييد العلم لمنع ضياعه كما قال الشافعي رحمه الله:


العلم صيد و الكتابة قيده ...قيد صيودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أن تصيد غزالة ... وتتركها بين الخلائق طالقة



و قد كان للنبي صلى الله عليه و سلم كتبة يكتبون الوحي.. وبعدها كُتبت السنة وحفظت على مدار السنين الطويلة..




ومِن ما قرأته وأعجبني:


قول الخليل بن أحمد : "ما سمعت شيئًا إلا كتبته ، ولا كتبت شيئا إلا حفظته ، ولا حفظت شيئا إلا انتفعت به" [1]


و قال عمار بن رجاء الحافظ الثقة: سمعت عبيد بن يعيش (الحافظ الحجة) يقول : أقمت ثلاثين سنة ما أكلت بيدي بالليل ، كانت أختي تلقمني و أنا أكتب [2]


و يقول أحمد بن عقبة : سألت يحيى بن معين (الإمام الحافظ شيخ المحدثين)، كم كتبت من الحديث ؟ قال : كتبت بيدي هذه ستمائة ألف حديث . [3]


وروي عن الربيع أنه قال : خرج علينا الشافعي ذات يوم ونحن مجتمعون فقال لنا : اعلموا رحمكم الله أن هذا العلم يندُّ كما تند الإبل ، فاجعلوا الكتب له حماة ، والأقلام عليه رعاة . [4]


وقال أبو صالح الفراء قال: سألت ابن المبارك عن كتاب الحديث فقال: لولا الكتاب ما حفظنا . [5]

شكرا على الموضوع والمساهمة الجميلة

شكراَ للأستاذ حسين على مروره الكريم