٦ وسائط تكنولوجية مهددة بـ«الانقراض» نهاية ٢٠١١
فى الوقت الذى يتوقع فيه أن يشهد عام ٢٠١١ مولد العديد من التقنيات والمنتجات التكنولوجية، تناولتها «المصرى اليوم» فى الأعداد الماضية من ملحق «ستارت»، وكان على رأسها «iPad٢» و«iPhon٥» وغيرهما من الأجهزة وأنظمة التشغيل، هناك توقعات بانقراض أو تراجع بعض التكنولوجيات أيضاً.
خلافا للقاعدة الشهيرة بأنه لا توجد وسيلة تلغى أخرى بل تكملها، فإن تميز المنتجات الحديثة بجمعها بين وظائف عدة أجهزة بالإضافة لتطور شكلها وإمكانياتها، يدفعك للاستغناء عن بعض الأجهزة لحساب منتج متطور واحد.
الآلات الكاتبة وشرائط فيديو VHS، وأجهزة مودم الـ Dial-up، أصبحت مجرد «أنتيكات» تكنولوجية مر عليها الزمن، على الرغم من أنها وقت صدورها كانت تعد «انتصاراً للتكنولوجيا»، وهناك استنتاجات أيضاً بانتهاء عصر المزيد من التقنيات الأخرى بحلول نهاية هذا العام منها:
١ - التليفزيون «اللاتفاعلى»:
يبدو أن الأفق المحدد لقنوات التليفزيون سيصبح قاعدة اتصالية بالية مع انتشار تليفزيون الإنترنت وانتهاء عصر التليفزيون «اللاتفاعلى» الذى يسيطر عليه مقدمو المحتوى، حيث سيصبح التليفزيون المنزلى أكثر من مجرد جهاز للمشاهدة وإنما البحث والمشاهدة معاً، مع إعلان الشركة العملاقة «جوجل» عن تطويرها لتليفزيون إنترنت يمكنه أن يجمع بين تصفح الإنترنت ومشاهدة قنوات التليفزيون العادية، والذى يحوّل التليفزيونات إلى شاشات كمبيوتر عملاقة لتصفح مواقع الإنترنت، وفى نفس الوقت مشاهدة ما يرغبون من قنوات، ما ينذر بثورة لم يشهدها العالم منذ ظهور التليفزيون الملون. وللوصول لهذه التقنية وحدت «جوجل» جهودها مع «سونى» لتصنيع أجهزة تليفزيون مخصصة لهذا النوع من التكنولوجيا المتطورة، وبالتعاون أيضاً مع «إنتل» لتصنيع معالجات دقيقة لعمل هذه التقنية، و«لوجيتك» لتصنيع وحدات تحكم عن بعد ولوحات مفاتيح لاسلكية، على أن توفر «جوجل» برمجيات التقنية بما فى ذلك نظام «أندرويد» ومتصفحها «كروم».
٢ - الـ«ريموت كنترول» التقليدى:
يثير مستقبل الـ«ريموت كنترول» الخاص بأجهزة التليفزيون اهتمام الكثيرين، فطوال سنوات طويلة كان الـ«ريموت» له نفس الشكل التقليدى، إذ يحتوى على العديد من الأزرار التى يمكن استخدامها فى تشغيله وتغيير القنوات أو خفض الصوت ورفعه وغيرها من المهام البسيطة، لكن مع ظهور أجهزة تليفزيون الإنترنت أصبح الـ«ريموت» غير قادر على التعامل مع التقنيات الجديدة، حيث لا يمكنه كتابة نص أو كلمات تساعد فى عملية البحث عن القنوات، مما يعنى أن التليفزيونات الجديدة لم يعد يصلح معها هذا الريموت التقليدى، فالتليفزيون أصبح أشبه بالكمبيوتر وهو فى حاجة لريموت من نوع آخر للتعامل معه.
وأنتجت شركة «سامسونج» «ريموت كنترول» لأجهزة التليفزيون يعمل باللمس يسمى «RMC٣٠D»، ويبدو كهاتف ذكى أكثر مما يبدو كريموت تقليدى، ويوجد فى أعلى هذا الريموت زر التشغيل، ويوجد فى الأسفل زر تشغيل لوحة اللمس، ويتميز الـ«ريموت» الجديد بأنه أقل سمكاً من أجهزة الـ«ريموت» التقليدية، ولكنه أكثر كفاءة ومرونة، فهو قادر على العمل كـ«ريموت» شامل، حيث يمكنه فهم الأوامر الخاصة بمكونات التليفزيون التقليدى، بالإضافة إلى قدرته على التحكم فى جميع أجهزة المسرح المنزلى وليس على جهاز التليفزيون وحده، كما أنه يحتوى على لوحة مفاتيح ظاهرية تساعد فى كتابة نص يساعد فى عمليات البحث من خلال اليوتيوب.
٣ - هواتف الخطوط الأرضية:
منظر الأسلاك المتدلية من التليفون الثابت سيصبح شيئاً من الماضى ليتحول التليفون فقط بلا أسلاك كـ«أنتيكه» فى المنازل!.. هذا ما يتوقعه الخبراء خاصة مع اعتماد ملايين من مستخدمى الموبايل على الموبايل بشكل كامل كوسيلة الاتصال الأساسية سواء داخل أو خارج منازلهم، بل إن شركة «AT&T» طالبت لجنة الاتصالات الفيدرالية «FCC» بتحديد تاريخ انقراض الخطوط الأرضية.
وقال الخبراء إن خدمة تليفون المنزل مستقبلاً ستكون الموبايل أو من خلال خدمات الإنترنت، الأمر الذى بدأ مؤشراته فى مصر أيضاً حيث أعلنت الشركة المصرية للاتصالات فى بيان رسمى عن انخفاض عدد مشتركى التليفون الأرضى إلى ٩ ملايين و٣٠٠ ألف مشترك بعد أن كان عددهم ١١ مليوناً و٨٠٠ ألف مشترك منذ عام مضى. وهو ما يؤكد أن مليونين و٥٠٠ ألف مواطن ألغوا اشتراكهم فى التليفون الأرضى بنسبة ٢١%، وقالت الشركة إن الإيرادات خلال الربع الأول من ٢٠١٠ بلغت ٢ مليار و٥٠٣ ملايين جنيه بانخفاض قدره ٢٣ مليوناً عن نفس الفترة من العام الماضى، فى الوقت الذى وصل فيه عدد مستخدمى الموبايل فى مصر إلى ٦٤ مليون مستخدم أى حوالى ٨٠% من عدد السكان البالغ ٧٨ مليون نسمة.
٤ - «اللاب توب»:
أصدر محللون فى شركة «Morgan Stanley» تقريراً يعرض الانخفاض الحاد فى مبيعات أجهزة اللاب توب فى الأشهر الأخيرة من العام الماضى، وأرجعوا ذلك إلى انتشار الجهاز اللوحى لشركة آبل الـ«آى باد»، والذى تم اتهامه أيضاً بخفض مبيعات أجهزة الـ«نت بوك».
أجهزة اللاب توب محاصرة بين عالمين، أجهزة الكمبيوتر المكتبية والهواتف الذكية عالية التقنية والتى تطور منها الآى باد، ويؤكد الخبراء أن الشركات والمؤسسات ستبدأ فى الاعتماد على الأجهزة المكتبية داخل مكاتب الموظفين للتطبيقات الإنتاجية، وعلى الهواتف الذكية للعاملين بعيداً عن مكاتبهم.
ومع النمو الهائل للهواتف الذكية التى تقوم بكل شىء بدءاً من التقاط الصور ومعالجة مستندات office، لن يفضل الأفراد حمل أجهزة اللاب توب على الإطلاق، وخاصة مع انتشار تقنية «الحوسبة السحابية» أكثر وأكثر، مما سيشجع الشركات على جعل كل تقنياتها وتطبيقاتها، وبياناتها «محمولة» أكثر. وبدأ المستخدمون بالفعل التحرك لهذا الاتجاه، وأبرز دليل على ذلك الانتشار واسع النطاق لآى فون وبلاك بيرى، والنجاح الساحق الذى حققه «آى باد» وإعلان الشركات التكنولوجية العالمية عن تطوير مزيد من الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية.
٥ - محركات الأقراص الصلبة:
«اللاب توب» لن يكون «الضحية» الوحيدة إذا انتشرت تقنية «الحوسبة السحابية»، ففكرة هذه التقنية بالأساس تقوم على نقل المعالجة ومساحة التخزين الخاصة بالكمبيوتر إلى ما يسمى «السحابة» وهى خادم يتم الوصول إليه عن طريق الإنترنت، وبالتالى يتوقع محللو الويب أن تتنقل كل بيانات ومعلومات المستخدمين من أقراصهم الصلبة إلى هذه «السحابة» قريباً، حيث سيقل اعتماد مستخدمى الكمبيوتر سواء الأفراد أو المستخدمين للشبكات المحلية على التطبيقات والبرامج وإمكانيات الأقراص الصلبة «الهارد وير» الموجودة فى أجهزتهم وبدلا من ذلك سيتم الاعتماد على إمكانيات نظام الحوسبة السحابية. خاصة أنه سيحمى المستخدم من خطورة أى ضرر قد يلحق بـ «الهارد ديسك» ويمكن أن يعرض جهازه لضياع جميع البيانات المسجلة عليه، حيث إنه فى هذه الحالة سيكون فى أمان بالاحتفاظ بنسخة «سحابية» محمية يستطيع المستخدم الدخول إليها من أى جهاز يتصل بالإنترنت.
٦ - نظم التشغيل التقليدية لـ«الكمبيوتر»:
يبدو أن الاندماج فى مجال الحوسبة لن يكون له آخر، فالأمر تخطى مجرد الدمج بين التليفزيون والإنترنت، أو الخلط بين وظائف عدة أجهزة فى جهاز واحد مثل أحدث جيل من الهواتف الذكية، فالآن يذهب الاتجاه للادماج بين نظام تشغيل الكمبيوتر الخاص بك والمتصفح الذى تستخدمه كنافذة لعالم الإنترنت.
وقال «جيريش لاكشمينارايانا»- المؤسس المشارك، الرئيس التنفيذى للشركة التكنولوجية «Klea Global»: نظام التشغيل المكتبى سيتم استبداله بنظام تشغيل بسيط وسيكون مجرد «متصفح»، ويعتبر نظام تشغيل كروم «Chrome OS» خطوة فى هذا الاتجاه، والذى أعلنت «جوجل» مؤخراً عن إطلاقه هذا العام.