خادمة الإسلام عضونشيط
عدد الرسائل : 258 نقاط : 5589 تاريخ التسجيل : 26/08/2010
| موضوع: اقتضاء أسماء الله الحسنى لآثارها من العبودية الأربعاء مارس 23, 2011 12:00 pm | |
|
إن أسماء الله الحسنى وصفاته العليا مقتضية لآثارها من العبودية والأمر اقتضاءها لآثارها من الخلق والتكوين كما مضى الحديث معنا,وحديثنا هنا عن اقتضاء أسماء الله الحسنى وصفاته العليا لآثارها من العبودية كالخضوع والذل والخشوع والإنابة والخشية والرهبة والمحبة والتوكل وغير ذلك من أنواع العبادات الظاهرة والباطنة,فإن كل اسم من أسماء الله وكل صفاته من صفاته له عبودية خاصة هي من مقتضياتها ومن موجبات العلم بها والتحقق بمعرفتها وهذا مطَّرِد في جميع أنواع العبودية التي على القلب والجوارح ,وبيان ذلك أن العبد إذا علم بتفرد الرب تعالى بالضر والنفع والعطاء والمنع والخلق والرزق والإحياء والإماته فإن ذلك يثمر له عبودية التوكل على الله باطنا ولوازم التوكل وثمراته ظاهرا.قال تعالى:{وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده} وقال:{وتوكل على العزيز الرحيم.الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين} وقال:{رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا} وإذا علم العبد أن الله سميع بصير عليم لا يخفى عليه مثقال ذرة في السموات والأرض وأنه يعلم السر وأخفى ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وأنه تبارك وتعالى أحاط كل شيء علما وأحصى كل شيء عددا,فمن علم باطلاع الله عليه ورؤيته له وإحاطته به,فإذن ذلك يثمر له حفظ اللسان والجوارح وخطرات القلب عن كل ما لا يرضي الله, وجعل تعلقات هذه الأعضاء بما يحبه ويرضاه.قال تعالى:{ألم يعلم بأن الله يرى} وقال:{وتقوا الله إن الله سميع عليم}وقال:{اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير}وقال:{واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه} فلا ريب أن هذا العلم يورث في العبد خشية الله ومراقبته والإقبال على طاعته والبعد عن مناهيه.قال ابن رجب:راود رجل امرأة في فلاة فأبت فقال:لا يرانا إلا الكواكب فقالت:أين مكوكبها؟أي أين الله؟ألا يرانا؟فمنعها هذا العلم اقتراف الخطيئة والوقوع في الذنب.وإذا علم العبد أن الله غني كريم بر رحيم واسع الإحسان وأنه تبارك وتعالى مع غناه عن عباده محسن إليهم رحيم بهم يريد بهم الخير ويكشف عنهم الضر لا لجلب منفعة إليه من العبد ولا لدفع مضرة بل رحمة منه وإحسانا فهو سبحانه لم يخلق خلقة ليتكثر بهم من قلة ولا ليعتز بهم من ذلة ولا ليرزقوه ولا لينفعوه ولا يدفعوا عنها,كما قال سبحانه:{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} وقال:{وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا} وقال تعالى فيما رواه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم:{يا عبادي إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني,ولن تبلغوا ضري فتضروني}رواه مسلم.فإذا علم العبد ذلك أثمر فيه قوة الرجاء-قوة رجائه بالله-وطمعه فيما عنده وإنزال جميع حوائجه به وإظهار افتقاره إليه واحتياجه له,{يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد} والرجاء يثمر أنواع العبودية الظاهرة والباطنة بحسب معرفة العبد وعلمه.وإذا علم العبد بعدل الله وانتقامه وغضبه وسخطه وعقوبته فإن هذا يثمر له الخشية والخوف والحذر والبعد عن مساخط الرب,قال تعالى:{واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب ..وقال:{فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله هزيز حكيم} وإذا علم العبد بجلال الله وعظمته وعلوه على خلقه ذاتا وقدرا وقهرا فإن هذا يثمر له الخضوع والاستكانة والمحبة وجميع أنواع العبادة,قال تعالى:{ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعونه من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير} وقال:{وهو العلي العظيم}وقال:{وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه} وإذا علم العبد بكمال الله وجماله,أوجب له هذا محبة خاصة وشوقا عظيما إلى لقاء الله,{ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه}متفق عليه,ولا ريب أن هذا يثمر في العبد أنواعا كثيرة من العبادات ولهذا قال الله تعالى:{فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} وبهذا يعلم أن العبودية بجميع أنواعها راجعة إلى مقتضيات الأسماء والصفات,ولهذا فإنه يتأكد على كل عبد مؤمن أن يعرف أسماء ربه ويعرف أسماء الله وصفاته معرفة صحيحة سليمة وأن يعرف ما تضمنته وآثارها وموجبات العلم بها فبهذا يعظم حظ العبد ويكمل نصيبه من الخير.إن المؤمن الموحد يجد بإيمانه ويقينه يأسماء ربه الحسنى وصفاته العليا الدالة على عظمة الله وكبريائه وتفرده بالجلال والجمال ما يجذبه إلى اجتماع همه على الله حبا وتذللا,خشوعا وانكسارا رغبا ورهبا,رجاء وطمعا,وتوافر همته في طلب رضاه باستفراغ الوسع بالتقرب إليه بالنوافل بعد تكميل الفرائض والتوفيق والرشد بيد الله لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع ولا حول ولا قوة إلا بالله عز وجل.
من كتاب فقه الأسماء الحسنى الدكتور عبد الرزاق البدر حفظه الله منقووووووووول | |
|
حسين مسلم نائب المدير
عدد الرسائل : 379 العمل/الترفيه : أخصائى نفسى نقاط : 6460 تاريخ التسجيل : 27/02/2009
| موضوع: رد: اقتضاء أسماء الله الحسنى لآثارها من العبودية الأربعاء مارس 23, 2011 1:03 pm | |
| | |
|
محمد السباعى نائب المدير
عدد الرسائل : 1960 العمر : 43 العمل/الترفيه : موجه كمبيوتر بالأزهر الشريف المزاج : الكمبيوتر والانترنت وكرة القدم نقاط : 9510 تاريخ التسجيل : 26/02/2009
| موضوع: رد: اقتضاء أسماء الله الحسنى لآثارها من العبودية الأربعاء مارس 23, 2011 7:22 pm | |
| شكرا على الموضوع الجميل ونحن فى انتظار المزيد من مواضيعك الشيقة والتى يشهد لها الجميع وبصراحة المنتدى مفتقدك اختنا الفاضلة . | |
|
محمود الصعيدي مشرف
عدد الرسائل : 699 العمر : 56 العمل/الترفيه : مجال المحاماة المزاج : مرح نقاط : 6665 تاريخ التسجيل : 25/02/2010
| موضوع: رد: اقتضاء أسماء الله الحسنى لآثارها من العبودية الخميس مارس 24, 2011 3:10 pm | |
| اللهم اجعلة في ميزان حسنات خادمة الاسلام وميزان حسنات المسلمين اجمعين يا رب العالمين | |
|
خادمة الإسلام عضونشيط
عدد الرسائل : 258 نقاط : 5589 تاريخ التسجيل : 26/08/2010
| موضوع: رد: اقتضاء أسماء الله الحسنى لآثارها من العبودية الأربعاء أبريل 06, 2011 6:47 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكركم جميعا إخوانى الاخ حسين مسلم والاخ محمد السباعى والاخ محمود الصعيدى بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء | |
|