منتديات حجازة التعليمية
ضيفنا الكريم
حللت أهلاً .. ووطئت سهلاً ..
أهلاً بك بين اخوانك واخواتك
آملين أن تلقى المتعة والفائدة معنا
حيـاك الله
نتمنى أن نراك بيننا للتسجيل
مع خالص التحية بدوام الصحه والسعاده
ادارة منتديات مدرسة حجازةالثانوية المشتركة
منتديات حجازة التعليمية
ضيفنا الكريم
حللت أهلاً .. ووطئت سهلاً ..
أهلاً بك بين اخوانك واخواتك
آملين أن تلقى المتعة والفائدة معنا
حيـاك الله
نتمنى أن نراك بيننا للتسجيل
مع خالص التحية بدوام الصحه والسعاده
ادارة منتديات مدرسة حجازةالثانوية المشتركة
منتديات حجازة التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ال البيت رضوان ااه عليهم 3

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اسامه جاد
مشرف سوبر
مشرف سوبر
اسامه جاد


ذكر عدد الرسائل : 3356
العمر : 53
العمل/الترفيه : معلم اول احياء وعلوم بيئه وجيولوجيا
نقاط : 13745
تاريخ التسجيل : 14/02/2009

ال البيت رضوان ااه عليهم 3 Empty
مُساهمةموضوع: ال البيت رضوان ااه عليهم 3   ال البيت رضوان ااه عليهم 3 I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 17, 2009 9:00 am

الإمام عليّ ابن أبي طالب

كرّم الله وجهه

هو عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم . أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم . وهو ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلّم ، وزوج فاطمة الزهراء ابنة الرسول . رزق منها ثلاثة من الذكور هم: الحسن، والحسين، ومحسن وبنتين هما : زينب وأم كلثوم .

ولد الإمام عليّ في مكة سنة 601 م، وهو أوّل من أسلم من الصبيان ولم يسجد لصنم. لهذا نقول "عليّ كرّم الله وجهه".

اشترك في جميع الغزوات عدا تبوك . وامتاز بكونه شاعراً وخطيباً بارعاً ويعدّ من الخلفاء الراشدين الصالحين .

بعد وفاة النبي بويع أبو بكر بالخلافة ، وأوصى بها قبل وفاته لعمر بن الخطاب . وبعد مقتل عمر انتقلت الخلافة إلى عثمان بن عفّان . إلاّ انه ، وبسبب سياسته ، قتل سنة (656) م ، واستلم عليّ الخلافة ، فيما الصعاب والمؤامرات أحاطت به من كل جانب . فكانت معركة الجمل ، وهي المعركة التي وقعت بين الفريق الذي جمع أنصار الإمام علي وبين فريق طلحة والزبير وعائشة الذين طالبوا بدم عثمان ، ووضعوا اللوم على عليّ واتهموه بقبول دعوة الثوار ، ومن ثم ضمّهم إلى صفوف جيشه . وكان النصر في هذه المعركة حليف عليّ .

بعد أن انتهى من حرب الحجازيين ، كانت معركة صفين (عام 657 م) بينه وبين معاوية بن أبي سفيان . وكاد علي أن ينتصر لولا خدعة عمرو بن العاص الذي دعا إلى رفع المصاحف على أسنّة الرماح ، أي جعل القرآن حكماً بين الناس . وقد قبل عليّ التحكيم تحت ضغط جنده الأمر الذي أضعف مركزه .

في سنة 661 استشهد الإمام عليّ على يد خارجي يدعى عبد الرحمن بن ملجم .

الإمام عليّ بين فكّي التاريخ

مما لا شك فيه أن الإمام عليّ لاقى الويلات أثناء حكمه من جميع الأطراف . وقد استطاع بما عُرف عنه من كرم وشجاعة الاستمرار والثبوت .

لكنّ أهل العراق خذلوه ، والخوارج اغتالوه . فاتجهت عجلة التاريخ اتجاهاً لم يكن يرغبه الإمام الذي سار إلى موقعة الجمل وصفين محاولاً إحقاق الحق وتوحيد صفوف المسلمين ، لكنه أخفق ، بعد أن لم يستطع حسم المعركة ضد معاوية .

وهناك الكثير من الباحثين العرب والمستشرقين الذين يتهمون الإمام علي بأنه لم يكن رجل سياسة ناجحاً ، وانه أكثر من الأخطاء وخاصة عندما عزل معاوية بن أبي سفيان ، والي الشام منذ زمن عثمان بن عفّان .

لكننا حين نقلّب صفحات التاريخ نستطيع أن نقول إن الإمام عليّ كان رجل دولة وإنساناً ذكياً وشجاعاً . وإلاّ فكيف نفسّر أن الخلفاء الراشدين عمر وأبا بكر وعثمان اتخذوه مستشاراً لهم؟!

كما أن صفاته تدلنا على مدى قوته الجسدية والنفسية ، فهو يميل إلى القصر ، آدم ، أصلع مبيض الرأس ، طويل الرقبة، ثقيل العينين في دعج وسعة ، حسن الوجه ، واضح البشاشة ، عريض المنكبين لهما مشاش ، ضخم العضلة ، ضخم الذراع ، تمتّع بقوة بالغة ، فربما رفع الفارس بيده فجلد به الأرض غير جاهد . وقد اشتهر عنه انه لم يصارع أحداً إلا صرعه . ولم يبارز أحداً إلا قتله .

وهو لا يهاب الموت . فقد اجترأ وهو فتى ناشىء على عمرو بن ورد فارس الجزيرة العربية الذي كان يقوم بألف رجل . وكان ذلك يوم وقعة الخندق أو الأحزاب ، حين خرج عمرو مقنعا بالحديد ينادي جيش المسلمين : "من يبارز؟ " فصاح علي : " أنا يا رسول الله " فقال له الرسول " اجلس انه عمرو " . وفي النهاية أذن له الرسول ، فنظر إليه عمرو فاستصغره ، لكنّ عليا قتله .

ألا يحق لعلي ما يحق لغيره من الخلفاء الراشدين؟

نعم، لقد قام عليّ بن أبي طالب بعزل ولاة عثمان . ومعروف أن عثمان ولّى أقرباءه الذين بذّروا الأموال . والحقيقة إن العزل لم يتم إلا في حق معاوية بن أبي سفيان وخالد بن أبي العاص والي مكة.

وقد قام عمر الفاروق رضي الله عنه بعزل خالد بن الوليد والمثنى بن الحارثة ، وهما قائدان كبيران . وكذلك ولّى عمر بن الخطاب عمرو بن العاص مصر وهو الذي فتحها ، وولى المغيرة بن شعبة على الكوفة ، فعزلهما عثمان .

وهكذا نجد أن لكل خليفة ظروفه واعتباراته واجتهاده في تعيين الولاة لضمان نجاعة العمل .

ثم إنّ الولاة الذين عيّنهم الإمام عليّ هم من كبار الصحابة ولهم فضل في الإسلام مثل : سهل بن حنيف ، قيس بن سعد بن عبادة ، عبد الله بن عباس بن عبد المطّلب .

مهزلة التحكيم ...

اجتمع الحكمان بدومة الجندل، التي وقع عليها الاختيار لكونها وسطا بين العراق والشام . وقد مثّل الإمام عليًّاً أبو موسى الأشعري الذي كان شيخاً طاعناً في السن ، أما معاوية فمثّله عمرو بن العاص الملقب بثعلب العرب .

وكان القرار معروفاً لمن عرف الحكمين ، فأبو موسى الأشعري أراد حقن دماء المسلمين ووقف القتال ، لذا رأى انه يجب عزل علي ومعاوية . ويرجع هذا القرار لعمرو بن العاص الذي اقنع أبا موسى الأشعري بذلك ، والذي لجأ إلى هذه الحيلة لإرضاء صاحبه معاوية .

أراد أبو موسى الأشعري تولية عبد الله بن عمر خليفة ، وأراد عمرو بن العاص تولية ابنه عبد الله . وكاد أبو موسى الأشعريّ يوافقه ولذا قررا خلع الاثنين دون الاتفاق على غيرهما .

تقدّم أبو موسى الأشعري وقال " نخلع عليا ومعاوية ونستقبل الأمة بهذا الأمر فيولّوا منهم من أحبّوا عليهم .. وإني قد خلعت علياً ومعاوية فاستقبلوا أمركم وولّوا عليكم من رأيتموه لهذا الأمر أهلاً ".

وتلاه عمرو فقال: "... إن هذا قال ما سمعتم وخلع صاحبه ، وأنا اخلع صاحبه كما خلعه ، واثبِّت صاحبي معاوية فإنّه وليّ عثمان بن عفّان رضي الله عنه ، والمطالب بدمه أحقّ الناس بمقامه ".


وهنا .. انتهت المهزلة ، ورجع الخلاف إلى ما كان عليه في السابق . ووقع الإمام عليّ في كمين ، لأنه وافق على التحكيم ، الأمر الذي رفع من مكانة معاوية وجعله ندا مساوياً له ، وهو خليفة المسلمين ورابع الخلفاء الراشدين .

كما أضعف موقفه أن يمثّله رجل طاعن في السن مثل أبي موسى الأشعري وأن يمثّل معاوية رجل هو داهية العرب وصاحب مشورة رفع المصاحف في صِفّين . ومن الطبيعي أن يبدع رجل كهذا مكراً آخر .

ثم ماذا كانت صلاحيات الحكمين لعزل علي أو معاوية أو أحدهما ؟! إنّ هذا التحكيم أضعف من مكانة عليّ السياسية ، وهو ربح آخر لمعاوية وعمرو بن العاص . زد على ذلك خروج الخوارج من جيش عليّ وانشغاله بقتالهم ومن ثم استشهاده على يد واحد منهم .

استشهاد الإمام عليّ (661 م)

اجتمع ثلاثة رجال من الخوارج واتّفقوا على قتل عليّ بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص . وقد أخذ عبد الرحمن بن ملجم على عاتقه قتل عليّ .

دخل بن ملجم المسجد في بزوغ الفجر وجعل يكرر الآية : "ومن الناس من يشتري نفسه ابتغاء مرضاة الله "، فاقبل عليّ وظنّ أن الرجل ينسى نفسه فيها ، فقال : "والله رؤوف بالعباد " ثم انصرف عليّ ناحية عبد الرحمن بن ملجم ، وعندها ضربه بالسيف المسموم على رأسه . فقال علي : " احبسوه ثلاثاً وأطعموه واسقوه ، فإن أعش أرَ فيه رأيي ، وإن متّ فاقتلوه ولا تمثّلوا به ". لكنّ الإمام عليّ مات من الضربة ، فأخذه عبد الله بن جعفر فقطع يديه ورجليه ثم قطع لسانه وضرب عنقه .

أما الخارجي الثاني الحرث بن عبد الله التميمي الذي أخذ على عاتقه قتل معاوية ، فلم يجد إلى ذلك سبيلا .

أما الخارجي الثالث عمرو بن بكير التميمي فنوى قتل عمرو بن العاص لكن لسوء حظه وحسن حظ عمرو بن العاص ، انه أرسل مكانه للصلاة رجلاً يقال له خارج فضربه الخارجي وقتله.

قال الحسن صبيحة تلك الليلة: أيها الناس انه قتل فيكم رجل كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يبعثه فيكتنفه جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فلا ينثني حتى يفتح الله له . وما ترك إلا ثلاثمائة درهم .

وها نحن نرى كيف تتجلى عظمة الرجل حتى وهو يموت ، وذلك من خلال معاملته لقاتله ، الذي ضربه بالسيف في المسجد في شهر رمضان ... فهو يأمر قبل موته بان يتم سجن القاتل ، فإذا مات فليقتل على أن لا يُمَثَّل به . ورغم كونه خليفة ، وهو الذي يدير شؤون الدولة الإسلامية إلا انه عاش فقيراً ومات فقيراً ، ولم يترك إلا ثلاثمائة درهم .

وأروع ما ترك لنا الإمام علي عدا سيرته الطيبة كتاب " نهج البلاغة " الذي جمعه الشريف الرضي . وإن نظرة سريعة للكتاب تكشف شخصية الإمام عليّ الفذّة ، صاحب الخيال الواسع والإيمان الراسخ بالله تعالى ، الذي يحمل الرأي السديد في الدين والاجتماع .

ومن روائع الإمام عليّ خطبة الجهاد المعروفة .

قصة عن شجاعة الإمام عليّ

ونورد فيما يلي هذه القصة التي تدلّ على شجاعة الإمام علي بن أبي طالب ومهابة الفرسان منه .

في معركة صفين ، وبينما كان القتال على أشدّه بين جيش عليّ وجيش معاوية ، كان لمعاوية مولى يدعى حريث ، وكان حريث هذا فارس معاوية الذي يعدّه لكل مبارزة ولكل عظيم . وكان حريث يلبس سلاح معاوية ، متشبهاً به، فإذا قاتل قال الناس ذاك معاوية .

وقد دعاه معاوية في معركة صفين وقال له: يا حريث .. ضع رمحك حيث شئت، لكن اتَّقِ علياًً .

ولكنّ عمرو بن العاص المعروف بمكره قال له : لو كنت قريشياً لأحبّ معاوية أن تقتل علياً ولكنه كره أن يكون لك حظها ، فإن رأيت فرصة فأقدِم ...

وخرج علي أمام الخيل وحمل عليه حريث فنادى : يا عليّ هل لك في المبارزة؟ فأقدم عليّ وهو يقول :

أنا عليّ وابن عبـد المطَّلِبْ نحن لعمر الله أولى بالكُتُبْ

منا النبيّ المصطفى غير كذبْ أهل اللواء والمقام والحُجُبْ

نحن نصرناه على جلّ العربْ يا أيها العبد الضرير المنتدَبْ

ثم ضربه عليّ فقتله فجزع عليه معاوية وعاتب عمرو بن العاص وقال له :

حُريثُ ألمْ تعلمْ وجهلُكَ ضائرُ بأنّ عليّاً للفوارسِ قاهِرُ

وإنّ عليّا لم يبارزه فارسٌ من الناس إلا أقعدته الأظافر

أمرتك أمراً حازماً فعصيتني فجدّك إذ لم تقبل النصحَ عاثر

ودلاّك عمرو والحوادث جمّة غروراً وما جرّت عليك المقادِر

وظنّ حريث أنّ عمرواً نصيحَهُ وقد يهلك الإنسان من لا يحاذر



من أقواله المأثورة

1 - لا رأي لمن لا يطاع .

2 - القناعة كنز لا يفنى .

3 - ليس كلّ من رمى أصاب .

4 - التواضع نعمة لا يفطن إليها الحاسد .

5 - لا قرين كحسن الخلق .

6 - لا علم كالتفكير .

7 - لا ميراث كالأدب .

8 - لا إيمان كالحياء والصبر .

9 - الناس أعداء ما جهلوا .

10 - لا تطلب الحياة لتأكل ، بل أطلب الأكل لتحيا .



الحسن بن عليّ


أبوه الخليفة الراشديّ الرابع علي بن أبي طالب وأمه فاطمة بنت رسول الله. ولد في المدينة في شهر رمضان سنة ثلاث للهجرة، وهو بكر أبويه. سمّاه الرسول "الحسن.

كان كثير الزواج والطلاق. وكان له خمسة عشر ولدا بين ذكر وأنثى وهم: زيد والحسن وعمرو والقاسم وعبد الله وعبد الرحمن والحسن الأكرم وطلحة وأم الحسن وأم الحسين وفاطمة وأم سلمة ورقية وأم عبد الله وفاطمة .

صفاته

كان أبيض اللون مشرّباً بحمرة أدعج العينين، سهل الحديث، كثّ اللحية، جعد الشعر، ذا وفرة، حسن البدن، بعيد ما بين المنكبين، ليس بالطويل وليس بالقصير.

أخلاقه

قال ابن الزبير: "والله ما قامت النساء عن مثل الحسن بن

عليّ". وقال محمد بن اسحق: "ما بلغ أحد من الشرف بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ما بلغه الحسن بن عليّ".

كان كريما يجيب السائل. قال:

نحن أناسٌ سؤالنا خَضِلْ يرفع فيه الرجاء والأمـلْ

تجود قبل السؤال أنفسنا خوفاً على ماء وجه من يسَلْ


بيعة الحسن

بعد اغتيال علي، بايع أهل العراق الحسن في شهر رمضان سنة 40 هجرية، فكتب إليه ابن عباس يقول: إن الناس قد ولّوك أمرهم بعد عليّ. فاشدد عن يمينك وجاهد عدوّك.

وكان علي بن أبي طالب، وهو يصارع الموت، قد أمره بان يصلي في الناس، وأوصى إليه عند وفاته قائلا: "يا بنيّ أنت وليّ الأمر ووليّ الدولة". وبايعه الناس راغبين من أهل العراق والحجاز واليمن وفارس.

وجاء في خطابه بعد البيعة:

"نحن حزب الله الغالبون. وعشرة رسول الله الأقربون. وأهل بيته الطيبون الطاهرون. فأطيعونا فإنّ طاعتنا مفروضة، اذا كانت بطاعة الله ورسوله مقرونة".

بعد البيعة أخذت تظهر عناصر مفتنة في الكوفة عاصمة أبيه. وقد شجّعها على ذلك وجود معاوية والي الشام، الذي كان يغدق على المعارضين بوفير المال والوعود. كما أن وجود الخوارج في الكوفة أجّج الوضع.

أراد الحسن القتال فجمع جيشا وفيرا لكنّه خاف من تلوّنهم، فلا يمكن الثقة بمثل هذا الجيش الذي تحركه الشائعات، بل ويفتعل الشائعات، وفيه قسم كبير أراد من الحرب الحصول على الغنائم.

وكان الحسن حذِرا من الحرب نظرا لتجربة أبيه مع مثل هذا الجيش. وكان جيش عليّ الذي جهّزه وسار به نحو الشام يبلغ نحو (40) ألفا. أما الحسن فأضاف إليه (16) ألفا، وقيل إن العدد كان أكثر من ذلك.

والأرجح أن عدد الجيش كان حول هذا الرقم. ونعرف ذلك من خلال جواب زياد بن أبيه لتهديدات معاوية له، الذي قال: "إنّ ابن آكلة الأكباد ، وكهف النقاق ، وبقية الأحزاب، كتب يتوعّدني ويتهددني وبيني وبينه أبناء رسول الله في تسعين ألفا، واضعي قبائع سيوفهم تحت أذقانهم، لا يلتفت احدهم إلى الآخر".

لما رأى الحسن نفاق جيشه أراد الصلح مع معاوية فراسله، ووضع شروطه على كتاب ابيض وطلب أن يختم بأسفله بختم معاوية.

وفيما يلي نص الوثيقة كما ترويها المصادر الإسلامية:


بسم الله الرحمن الرحيم

"هذا ما صالح عليه الحسن بن عليّ بن أبي طالب، معاوية بن أبي سفيان. صالحه على أن يسلّم إليه ولاية أمر المسلمين على أن يعمل فيهم بكتاب الله وسنة رسول الله وسيرة الخلفاء الصالحين. وليس لمعاوية بن أبي سفيان أن يعهد من بعده عهداً . بل يكون الأمر من بعده شورى بين المسلمين. وعلى أنَّ الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله في شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم. وعلى أن أصحاب علي وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم. وعلى معاوية بن أبي سفيان بذلك عهد الله وميثاقه. وما أخذ الله بمكر أحد من خلقه بالوفاء. وبما أعطى الله من نفسه، وعلى أن لا يبقي للحسن بن علي ولا لأخيه الحسين ولا لأحد من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم غائلة سرا ولا جهرا. ولا يخيف أحداً منهم في أفق من الآفاق. يشهد عليه فلان ابن فلان بذلك. وكفى بالله شهيدا".


شروط الصلح

فيما يلي ما يمكن فهمه من شروط الصلح مما جاء في تلك الوثيقة:

1 ـ تسليم الأمر إلى معاوية بشرط أن يعمل بكتاب الله وسنّة رسوله الكريم.

2 ـ الأمر من بعده للحسن.

3 ـ لا يقوم معاوية بإيذاء أهل العراق، حيث الأغلبية هناك هم أنصار الحسن، ولا في أي ارض من ارض الإسلام (الحجاز والشام واليمن).

4 ـ لا يسمى أمير المؤمنين.

5 ـ ضمان الأمان لشيعة علي والحسن من بعده وضمان أن لا تمس أموالهم أو نساؤهم بسوء.

6 ـ أن يعطيه ما في بيت مال الكوفة.

7 ـ إن لا يبغي الشر للحسن بن عليّ أو لأخيه الحسين أو لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم.



ويذهب بعض المؤرخين للقول إن الحسن قَبِل الصلح ليقبض له من الدنيا بضعة آلاف من الدراهم. والصحيح انه تنازل لأنّ الظروف حتّمت عليه ذلك. فلو قاتل معاوية في تلك الفترة لفني جيشه وشيعة أبيه ونفر كثير من المؤمنين. لهذا أراد حقن دماء المسلمين وأراد الإصلاح وتوحيد كلمة المسلمين من جديد، بعد أن تفرّقوا من بعد مقتل عثمان.

زد على ذلك تخاذل أهل الكوفة الذين لا أمان لهم. فقد غدروا به كما غدروا من قبل بأبيه.

معاوية

كان معاوية يفكر في طريقة لحصر الحكم في بيته. غير انه كانت أمامه عقبة كبيرة هي الإمام الحسن الذي عقد راية الصلح معه على أن يكون الحكم من بعده له.

وكان معاوية يؤمن بفكرة "إنّ لله جنودا من العسل" وقد نجح بالتخلص من سعد بن أبي وقاص، ومالك والأشتر النخعي قائد جيش الإمام عليّ بن أبي طالب يوم صفين، والذي استطاع أن يهزم معاوية وجنده شرّ هزيمة.

ومن اجل ضمان أن يؤول الحكم من بعده للأمويين، فقد دبّر معاوية للحسن مؤامرة لقتله بواسطة السم. وقيل إن معاوية حصل على السم من بلاد الروم، ووجد بين زوجات الحسن من تقبل بتنفيذ الجريمة، وهي جعدة بنت الاشعت. وكان أبوها ممن ضغطوا على عليّ لقبول التحكيم. زد على ذلك أنها لم تكن قد أنجبت أولاداً للحسن.

وقد نقل إليها السم مروان بن الحكم، على أن تحصل على مائة ألف درهم وان تتزوّج من يزيد بن معاوية. وقد وضعت جعدة السم للإمام الحسن في صحن لبن، فتناول الإمام منه جرعة، وكان صائماً، فأحسّ بألم شديد فعرف ما حدث فقال: "إنّا لله وإنّا إليه راجعون. الحمد لله على لقاء الحبيب محمد سيّد المرسلين، وأبي سيّد الوصيين، وأمي سيدة نساء العالمين، وعمي جعفر الطيّار، وحمزة سيّد الشهداء".

ثم قال لقاتلته: "يا عدوّة الله، قتلتني قتَلَك الله، والله لا تصيبين مني خلفا. لقد غرّك ـ يعني معاوية ـ وسخر منك يخزيك ويخزيه".

مات الحسن في المدينة وهو ابن ست وأربعين سنة. وصلّى عليه سعيد بن العاص والي المدينة. وأوصى أن يدفن مع جده في بيت عائشة، فمنع مروان بن الحكم ذلك، فردّه إلى البقيع.

فلما مات الحسن، بعث معاوية إلى الزوجة القاتلة بالمال. أما بالنسبة لوعده إياها بتزويجها إلى يزيد فقد كان ردّ معاوية: "نحبّ حياة يزيد، ولولا ذلك لوفينا لك بتزويجك به".

ويصح الافتراض هنا أن رأي معاوية في هذه المرأة صائب تماما. فإنّ من قامت بدسّ السم لحفيد رسول الله يمكن أن تضع السم في طعام ابن معاوية.

الحسن بن عليّ فى التاريخ

بمقتل الحسن بن عليّ وأبيه من قبله، تكون الخلافة الراشدية قد انطوت، وبدأ الانتقال إلى الحكم الملكي الوراثي.

وخلال فترة حكمه القصيرة عانى الحسن الكثير الكثير من الدسائس والمكائد وحرب الأعصاب ومحاولة العزل عن العالم الإسلامي والتهميش لإبعاد الناس عنه. فقد ظلّت سياسة معاوية، التي تقضي بأن يلعن عليّ من على المنابر قائمة. وظلّت المناطق الواسعة التي خضعت لحكمه تسير حسب هذه الأوامر..

كان الصراع بين الحسن ومعاوية صراع مبادىء. ولم يدّخر معاوية حيلة من اجل الفوز بالملك وإقصاء الحسن وآل البيت.

وقد قام الحسن بخطوة هامة في التاريخ الإسلامي، هي التنازل عن الملك في سبيل توحيد كلمة المسلمين وتوجيه قوتهم وسيوفهم نحو الروم وبلاد ما وراء البحار. وبتنازله هذا حقن دماء المسلمين وصان وجوههم من الذل والأسر والإبادة.

وقد اتهمه بعض أتباعه بأنّه أذلّهم، ولكنه يردّ: "ما أردت بمصالحتي معاوية إلاّ أن ادفع عنكم القتل". ولو التقى الجمعان لوقعت مذبحة رهيبة في صفوف أتباعه لأنهم كانوا قلة وفيهم المنافق والمتذبذب. وبقبوله الصلح كان الإمام الحسن هو الذي فرض شروط ذلك، وهذا ما يفعله المنتصر.

ويذكر بعض المؤرخين إن شروط الصلح كانت مادية، وهذا غير صحيح. إذ لولا موافقة معاوية على ترك الأمر للحسن بعد موته، لما كان وافق على الصلح، فهو لن يقبل بحصر الخلافة في الأسرة الأموية.

ولكن معاوية لم ينفّذ شروط الصلح. فقد قتل من قتل، وعمل كل شيء في سبيل أن تؤول الخلافة من بعده لابنه يزيد. كما انه لم يوقف سبّ عليّ على المنابر، ولم ينتهج سياسة الخلفاء الراشدين، وكان كل ذلك من شروط الصلح.

وحتى يضمن معاوية نجاح خطته، سعى لقتل الحسن نفسه، بواسطة التغرير بزوجته، واستمالتها إلى جانبه بإغرائها بالزواج من يزيد إن نفّذت جريمة القتل. ولكنه لم يزوّجها بيزيد.

وقد أوصى الحسن وهو على فراش الموت أن يدفن إلى جانب جده رسول الله ، لكنّ مروان بن الحكم عارض ذلك ومنع دفنه هناك.

وباغتيال الحسن انطوت صفحة أخرى من سلسلة الغدر المنظم في زمن الفوضى... وباغتياله تم اغتيال مبدأ المصالحة واللجوء إلى العقل لحل النزاعات بين المسلمين، من اجل حقن دمائهم. وقد صحّ عند البخاري والترمذي حديث عن أبي بكر انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ابني هذا سيّد ولعلّ الله يصلح به بين فئتين من المسلمين".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ال البيت رضوان ااه عليهم 3
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ال البيت رضوان ااه عليهم 2
» ال البيت رضوان ااه عليهم 4
» ال البيت رضوان ااه عليهم 5
» ال البيت رضوان ااه عليهم 6
» آل البيت رضوان الله عليهم ،،،،

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات حجازة التعليمية :: الركن الدينى :: المكتبة الاسلامية-
انتقل الى: