نساء مؤمنات 2

قصتنا اليوم على احدى امهات المومنين وهى الصوامه القوامه السيده حفصه بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنهما كانت رضى الله عنها من المهاجرات وتوفى زوجها وهو حذافه السهمى بالمدينه وكان ممن شهدا بدرا فذهب عمر يعرضها على ابى بكر الصديق فلم يرد عليه بكلمه فغضب عمر وذهب يعرضها على عثمان بن عفان عقب وفاه السيده رقيه ابنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عثمان لااريد ان اتزوج فانطلق عمر يشكوا عثمان فقال النبى صلى الله عليه وسلم يتزوج حافصه من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان من هى خير من حفصه وقد كان فقذ تزوج عثمان من ام كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوج النبى صلى الله عليه وسلم من حفصه كان فى السنه الثالثه من الهجره ففرح عمر وذهب يخبر ابى بكر فقال ابى بكر كنت اعلم فقد ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم امامى فقال عمر ولماذا لم تخبرنى فقال ابو بكر ما كنت لافشى سر رسول الله فلو تركها لتزوجتها وفى يوم من الايام دخل عمر على ابنته فوجدها تبكى فقال ما يبكيك فقالت لقد طلقنى رسول الله فاخذ عمر يحثو التراب على راسه ويقول ما يعبا الله بعمر وابنته بعدها فنزل جبريل عليه السلام الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يامرك ان تراجع حفصه بنت عمر رحمه بابيها وقال انها صوامه قوامه وهى زوجتك فى الجنه فرجعها رسول الله وبقيت معه حتا انتقل الى الرفيق الاعلى وقد عاشت بعده احدى وثلاثين سنه حيث توفيت فى السنع الحاديه والاربعين من الهجره رضى الله عنها وارضاها الهم اجمعنا بيهم جميعا يارب العالمين
زينب بنت جحش امها اميه بنت عبد المطلب عمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى شريفه قريشيه وكانت من المهاجرات الاوائل الى المدينه حيث هاجرت مع اخيها عبد الله بن جحش والذى قتل فى غزوه احد وتكنى بام الحكم وكانت تتميز بالتقوى والدين والنسب والشرف والجمال ومع ذلك تزوجت من هو اقل منها نسبا وشرفا وهو زيد بن حارثه فقد كان يعد من الموالى وهى شريفه قريشيه وكان ذلك طاعه لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومرت الايام وطلقها زوجها زهدا فيها وانقضت عدتها واذا بزوجها السابق يطرق بابها ويعطى ظهره للباب متادبا فلم يكن الحجاب قد فرض بعد ويقول بصوت حفيض ( بعثنى رسول الله كى اخطبك له فردت عليه لن احدث شيئا حتى اوامر ربى عز وجل فابلغ رسول الله بذلك ودخلت السيده زينب مسجدها تصلى وتستخير الله سبحانه وتعالى واذا بها تفاجا بدخول رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها بدون استاذان مبشرا اياها انها اصبحت زوجته اذ نزل عليه جبريل يقول للنبى صلى الله عليه وسلم سوره الاحزاب 37 فقد تم هذا الزواج بغير عقد وبغير شهود من فوق سبع سموات وبزواجه منها فرض الحجاب على امهات المومنين وتشهد لها عائشه فتقول مارئيت امراه قط خيرا فى الدين واتقى لله واصدق حديثا واوصل رحما واعظمهن امانه وصدقا منها وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسرعكن لحوقا بى اطولكن يدا يعنى كانت كثيره الصدقه وتقول عائشه لم يكن احد من نساء النبى تسامينى فى حسن المنزله الا زينب بنت جحش وكانت تفخر على نساء النبى وتقول ان اباءكن انكحوكن وان الله انكجنى اياه وماتت رضى الله عنها سنه 20 من الهجره وصلى عليها عمر ودفنت فى البقيعرضى الله عنها وارضاها الهم احشرنا معهم جميعا يارب العالمين امين
( السيده ام سلمه بنت ابى اميه بن المغيره ) هى هند بنت ابى اميه بن المغيره المشهور بزاد الراكب وكان من اجود رجال قريش المشهورين بالكرم وكانت من المهاجرات الى الحبشه مع زوجها ابى سلمه بن عبد الاسد من بنى مخزوم وعادا الى مكه مع من عاد اليها بعد سريان اشاعه اسلام اهلها ولم تبين عدم صحه الاشاعه واشتد ايذاء اهل مكه للمسلمين ولمن عاد من الحبشه على وجه الخصوص قررا الهجره الى المدينه المنوره ولما تجهز للرحيل واخذ معهما ابنهما الصغير خرج عليهم نفر من قوم الزوجه وقالوا لابى سلمه هذه نفسك غلبتنا عليها ارايت صاحبتنا هذه علام تترك تسيرها فى البلاد فنزعوها منه فاخذت ولدها واذا باهل زوجها ينزعون منها ولدها فاصبحت هى فى قومها وابنها مع اهل زوجها وخرج الزوج وحيدا الى المدينه وتفرق شمل الاسره وظلت الزوجه تبكى ليلها ونهارها فلا هى هاجرت مع زوجها ولا تركوا لها ابنها ومضى عام كامل وهى فى العذاب حتى رق لها بعض اهل زوجها فتركوا لها ابنها يرحل معها ورحلت الى المدينه والتام شمل الاسره ثانيه وما لبث ان اشتشهد زوجها فى سبيل الله وانقضت عدتها فارسل اليها رسول الله عمر بن الخطاب يخطبها له فارسلت اليه تقول انى امراه غيرى وانى امراه مصيبه اى لها صبيان وحين بلغه دلك ارسل اليها يقول اما قولك انى امراه غيرى فسادعوا الله فيذهب غيرتك واما قولك انى مصيبه فستكفين صبيانك وحين بلغها ذلك رضيت وتزوجها النبى صلى الله عليه وسلمواصبحت من امهات المؤمنين وكانت ام سلمه من اخر نساء النبى لحوقا بيه من نسائه وقد ماتت فى العام التاسع والخمسين من الهجره اى بعد انتقاله صلى الله عليه وسلم للرفيق الاعلى بتسع واربعين سنه وقد ماتت فى خلافه يزيد ابن معاويه واوص بان يصلى عليها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل احد المبشرين بالجنه رضى الله عنها وارضاها الهم اجمعنا بيهم جميعا فى جنه الفردوس امين يارب العالمين
السيده زينب بنت خزيمه الهلاليه وكانت تلقب ( ام المساكين ) كانت رضى الله عنها زوجه لعبد الله بن جحش وهو شقيق السيده زينب بنت جحش ام المومنين وقد قتل فى غوزه احد ثم تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم بعده وكان ذلك فى السنه الرابعه وقد عاشت عنده فتره لم تتجاوز الثلاث اشهر ثم توفيت فى حياته بالمدينه وكانت تلقب بام المساكين حيث كانت تعطف عليهم وتحبهم والراجح انها ماتت فى الثلاثين من عمرها وكانت اول من دفن بالبقيع من امهات المؤمنين ولعل قصر اقامتها فى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كان احد اسباب انصراف كتاب السيره والمؤرخين عن تناولها فلم يصل عنها سولى بضعه رويات لاتخلو من تناقض واختلاف ولم يجمعوا الا على كرمها فقد كانت تطعم المساكين وتتصدق عليهم وقد اغفلت جمهره المصادر نسبها لامها وان كانوا لم يختلفوا فى نسبها من ابيها وقد نقل عن على بن عبد العزيز الجرجانى النسابه قوله وكانت زينب بنت خزيمه اخت ميمونه بنت الحارث ام المؤمنين لامها رحمها الله ورضى عنها وارضاها وجمعنا الله واياها واياكم فى جنه الفردوس امين يارب العالمين
السيده جويريه بنت الحارث بن ابى ضرار هى ابنه الحارث بن ابى ضرار قائد جيش بنى المصطلق ولما هزم جيشهم فى غزوه المريسيع واسرت النساء وقع سهم السيده جويريه عند تقسيم الغنائم فو سهم ثابت بن قيس بن الشماس وقد كبر عليها ان تقع اسيره فى ايدى المسلمين وتصبح سبيا يختارها من يشاء من الرجال وهى الحلوه الملاحه بنت سيد القوم فكاتبت من وقعت من نصيبه عن نفسها حتى تصبح حره بعد ان تؤدى المال الذى تم الاتفاق عليه ودخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت انا بنت سيد قومه وقد اصابنى من البلاء ما لم يخف عليك وقد كاتبت على نفسى فاعنى على كتابتى وتقول السيده عائشه فنظر اليها رسول الله ثم قال لها او خير من ذلك ؟ قالت ما هو قال اؤدى عنك كتابتك واتزوجك فقالت نعم وفرحت بذلك فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وضرب عليها الحجاب فخرج الخبر الى الناس فقالوا اصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ايدينا فاطلقوا ما بايديهم من الاسرى دون فداء فكانت اعظمهن بركه وخير على اهلها وجاء ابوها يسعى لفداء ابنته ولم يكن يعلم بما حدث فقد فر من المعركه حين راى رياح الهزيمه تهب على قومه جاء يسوق ابلا قد اخفى اثنين فى مكان ما ودخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عليه الابل فداء لابنته فقال له واين البعيران اللذان خبائهما فى مكان كذا وكذا فقال الرجل اشهد ان لااله الا الله واشهد انك رسول الله فوالله ما اطلع على ذلك احد الا الله فاسلم واسلم معه قومه الذين اصبحوا اصهارا لرسول الله وروى كثير من الصحابه احاديث كثيره عن السيده جويريه منها قولها دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الصباح وانا فى مسجدى ثم انصرف ثم جاء فى وسط النهار فدخل على فوجدنى فى مسجدى فقال _ ما زلت على حالك قلت نعم يا رسول الله قال الا اعلمك كلمات تقرئيها قلت بلا قال قولى سبحان الله عدد خلقه سبحان الله رضاء نفسه سبحان الله زنه عرشه سبحان الله مداد كلماته رضى الله عنها وارضاها الهم اجمعنا بيهم فى الفردوس الاعلى امين يارب العالمين
نروى قصه ام من امهات المؤمنين رضى الله عنها ( فى حجرها قمر ) هى السيده صفيه بنت حيى بن اخطب كانت من نساء اليهود بخيبر وكانت بنت زعيمهم وزوجه لكنانه بن ابى الحقيق احد شعرائهم 000واستيقظت يوما من نومها فرحه مسروره فقد رات فى منامها قد وقع فى حجرها قمر فذهبت لابيها تقص عليه الخبر فضرب وجهها ضربه اثرت فيه وقال 00 انك لتمدين عنقك الى ان تكونى عند ملك الغرب يقصد بذلك النبى صلى الله عليه وسلم ودارت الايام وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم خبير وهزمهم وقتل ابوها وزوجها فى المعركه ووقعت هى اسيره فى ايدى المسلمين فقال بعضهم للنبى 00 يا رسول الله انها سيده قريظه والنضير وما تصلح الا لك فاصطفاها لنفسه واعتقها وجعل عنقها صدقتها وتزوجها لتصبح من امهات المؤمنين وتحقق وريتها التى رئتها قبل ان تسلم وفى يوم من الايام دخل عليها النبى فوجدها حزينه فسالها فقالت بعض نسائك يقلن 00 نحن اكرم على رسول الله منك نحن ازواجه وبنات عمه فقال الا قلت 00 وكيف تكونان خيرا منى وزوجى محمد وابى هارون وعمى موسى والما اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم مره فى مسجده ذهبت اليه فى معتكفه وجلست تتحدث اليه وكانت قد وصلت متاخره عن بقيه نسائه حوالى ساعه فلما حان موعد الانصراف استبقاها رسول الله ساعه معه حتى يعدل بينها وبين نسائه فى الوقت الذى قضاه معهن وحين جاء موعد الانصراف قام معها يبلغها بيتها فلقيه رجلان من الانصار فلما راياه رجعا فقال تعاليا يا صفيه فقالا نعوذ بالله سبحان الله يا رسول الله فقال ان الشيطان ليجرى من ابن ادم مجرى الدم وخشيت ان يوقع فى نفيسكما شيئا وقد تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الطريق فى قبه خاصه ضربت لها ولما اصبح الصبح خرج النبى ففوجى بابى ايوب الانصارى يقف امام القبه فساله مابك يا ابا ايوب فاجاب 00 لقد خفت عليك هذه المراه فانها حديثه عهد بكفر وقد قتل ابوها واهلها فوقفت احرسك يا رسول الله فدعا له النبى قائلا الهم احرس ابا ايوب كما بات يحرسنى ثم عاد الرسول بها الى المدينه واصبح لها حجره من الحجرات وقد توفيت رضى الله عنها سنه 36 من الهجره على ارجح الاقوال ودفنت باليقيع رضى الله عنها وارضاها