المحور الثالث - خطر الكذب عن رسول الله
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار). وروى مسلم من حديث سمرة بن جندب (رضي الله عنه) قال النبي (صلى الله عليه وسلم) (من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين). وهذا الخطاب عام لكل الأمة، وخاص في حق من يروي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفي حق من يرتقي المنابر ليخطب في الناس، باسم الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) فلا عذر لك أمام الله ان لم يتححق من صحة الحديث، لأنك بكلام النبي تلزم الأمة، فتححق على أن يكون ما تلزم به الناس، صح عن سيدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
المحور الرابع - خطر النميمة
روى البخاري من حديث عبد الله بن عمرو أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده). وروى أبو داود وأحمد بسند صححه شيخنا الألباني أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (لما عرج بي أي ليلة الاسراء والمعراج لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم). بالغيبة والنميمة.
وروى أبو داود وصحح الحديث شيخنا الألباني وحسنه الأرناؤوط في جامع الأصول أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (من قال في مؤمن ماليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال وليس بخارج).
وفي الصحيحن من حديث ابن عباس (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) مر على قبرين فقال انهما يعذبان (واللام لام التأكيد) وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستتر من بوله، أي لا يستحيي أن ينضر الناس الى عورته، وهذا ولا حول ولا قوة الا بالله، قد انتشر في الأمة، في الشواطئ، والمصايف، حيث يبرز الرجل عورته للرجل والمرأة دون حياء، وتبرز المرأة عورتها للمرأة والرجل بلا استحياء، أهاذه أخلاق الاسلام، أهذا ماعلمنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي كان أشد حياء من العذراء في خدرها، من قدوتنا، رسولنا وأصحابه، أم الممثلون والممثلات، وسيحشر كل عبد مع من أحب، فجعل قدوة رسول الله وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من الصحابة، واجعلي قدوتكي خديجة وعائشة وفاطمة الزهراء وغيرهن من الصحابيات اللاتي زكاهم ربنا ونبينا (صلى الله عليه وسلم)، اللهم انا نشهدك أننا نحب نبيك فحشرنا معه يارب العالمين، أما أحدهما فكان لايستتر من بوله، وفي لفظ لا يستبرئ من بوله، والآخر كان يمشي بالنميمة).وفي رواية البخاري عن حديفة بن اليمان (رضي الله عنه) قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (لا يدخل الجنة قتات). أي نمام.
وقال النبي (صلى الله عليه وسلم)(الربا اثنان وسبعون بابا، أدناها مثل اتيان الرجل أمه، وان أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه). ضعفه بعض أهل العلم و صححه شيخنا الألباني.
وروى أحمد في مسنده وصححه شيخنا الألباني أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (خير عباد الله الذين اذا رؤوا ذكر الله،(اللهم اجعلنا منهم)، وشر عباد الله المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون للبرآء العنت أي العيب). فالنحرص أخي الفاضل، وأختي الفاضلة، على أن نكون من عباد الله، الذين يذكرون الناس بالخير، ويرشدونهم الى الصلاح، ويسمون بهم الى أعلى الدرجات من مكارم الأخلاق، فلايزال العبد يتقرب الى الله حتى يحبه، ولايزال الخير في أمة الحبيب وسيضل الى يوم القيامة، وعلينا في المقابل أن لا نقع فيما حرم الله، حتى يطابق القول العمل، فمن طابق قوله عمله صار في أعلى الدرجات، وان شاء الله يوم القيامة في أعلى الجنات.
المحور الخامس - خطر قذف الناس
قال سبحانه (ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم يوم تشهد عليهم ألسنتهم و أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون).
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (اجتنبوا السبع الموبيقات، والموبيقات هن المهلكات التي تهلك صاحبها في الدنيا والآخرة، قالوا وماهن يارسول الله؟ ...وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات).فحرص أخي على الابتعاد عن القذف، فانه يهلك صاحبه في الدنيا والآخرة.
والأخطر من هذا هو سب العلماء
قال الحافظ بن عساكر اعلم ياأخي وفقني الله واياك لمرضاته وجعلني الله واياك ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته اعلم أن لحوم العلماء مسمومة وأن عادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب بلاه الله قبل موته بموت القلب.
فاحرص على توقير العلماء فهم شموس الأمة، ومن يحرصها من فتن الشهوات والشبهات.