بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده..
حديثان أرعباني كثيرا وكم توقفت عندهما وتأملتهما
وأبحرت في معانيهما ..
الحديث الأول :
أخرج الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن سليمان بن يسار قال: تفرق الناس عن أبي هريرة فقال له ناتل أهل الشام: أيها الشيخ حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال: نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمه فعرفها, قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت, قال: كذبت, ولكنك قاتلت لأن يقال جريء, فقد قيل, ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار, ورجل تعلم العلم, وعلمه, وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها, قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته, وقرأت فيك القرآن, قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم, وقرأت القرآن ليقال هو قارئ, فقد قيل, ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار, ورجل وسع الله عليه, وأعطاه من أصناف المال كله فأتى به فعرفه نعمه فعرفها, قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك, قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار ).
فسبحان الله رجل جاهد وقاتل وجرح وأوذي في المعاك وترك أهله وماله وبلده ويقاتل من أعداء الله ويعاني ما يعانيه من ألم وتعب
انه الجهاد ذروة سنام الإسلام انهم من الشرفاء الأبطال!.
إلا أنهم يسعر بهم النار يوم القيامه قبل الناس يا الله رحمتك نرجوا
لقد تعب وجاهد وقاتل أعداء الله ..
لماذا يسعر به النار لسبب واحد (لم يخلص عمله لله//بل قاتل ليقال جرئ أو شجاع وقد مدح بهذا في الدنيا)
انه
القلب يا عباد الله
تلك المضغه الصغيره من عالجها بالإيمان والإخلاص نجا ومن أفسدها
بالرياء والسمعة وحب الشهرة هلك!!
يارب إجعلني وإخواني وأخواتي من الناجين يوم القيامه
وكذلك صاحب القرآن العلم تعب وحفظ القرآن وطلب العلم وسهر وراجع لكن بسبب حبه للمدح المذموم يهلك وتسعر به النار يوم القيامه.
اللهم أحسن نياتنا ..وأصلح طوياتنا.
وكذلك المتصدق ليقال جواد فيا سبحان الله ما أعدلك ياربي.
---------
أما الحديث الثاني
تعجبت منه كثيرا
عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامه بحسنات أمثال جبال تهامه بيضا فيجعلها الله هباءا منثورا قال ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا
أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم قال : أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله أنتهكوها. صحيح الترغيب والترهيب للمنذري.(3/178).
نسئل الله جنة الفردوس والمعافاة في الدين والدنيا.
اللهم لاتجعلنا منهم يارب يا رحمن.