اسامه جاد مشرف سوبر
عدد الرسائل : 3356 العمر : 53 العمل/الترفيه : معلم اول احياء وعلوم بيئه وجيولوجيا نقاط : 13748 تاريخ التسجيل : 14/02/2009
| موضوع: الدعاء كنز التوحيد العملى الثلاثاء ديسمبر 29, 2009 6:34 pm | |
| الدعاء
** الإستخارة **كنز التوحيد العملىأخي الحبيب رأيت دعاء الأنبياء فى القران ، ولم اذكر لك دعاء النبى صلى الله عليه وسلم لانه يحتاج الى سرد لا يتسع معه دعاء غيره , فالاسلام دين التوحيد ، والتوحيد افراد الله تعالى بالعبادة والعبادة رأسها الدعاء قال صلى الله عليه وسلم " الدعاء هو العبادة " وقال تعالى " وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون " وقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم وخاتم الأنبياء والمرسلين وافضل الرسل اجمعين لان كل حركاته وسكناته وافعاله تبدا بدعاء وتنتهى بدعاء فهو اكمل الخلق توحيدا , قبل وبعد ان يشرب أوياكل أويختلى أويدخل أويخرج أويلبس أوينكح أويجلس أويمرض أويغضب أويصبح أويمسى أوينام أويتوضأ أويصلى أويسمع طيرا أوحيوانا أومؤذنا أويدخل بلدا أويدخل صلاة أويدخل مسجدا أو... أو...( راجع الاذكار ) وبل ويأمر بالدعاء عند فعل اى امر مهما كان صغيرا أوحقيرا أوعظيما أوكبيرا ... نعم يأمر ويعلم امته كنز من كنوز التوحيد العملى ، فيعلم ويأمر بدعاء الاستخارة فى الامور كلها كما جاء فى نص الحديث وما سنشرح , ويفعل ذلك صلى الله عليه وسلم حتى كان يستخير الله فى شسع نعله . وسارت الامة على هذا التوحيد العملى فكان عمر يستخير فى مسألة الكلالة ، وكان علماؤها لا يفتون الا بعد استخارة فكان ابن الصلاح اذا سُأل ظل ثلاثا يستخير الله قبل ان يُجيب .ومن عجائب الأخطاء فى كتب المتأخرين ان تجد من يقول ان الاستخارة للامور العارضة والبعض يقول الاستخارة للامور التى يتردد فيها المسلم أويلتبس عليه وجه الخير فيها , مع ان لفظ الحديث " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة فى الامور كلها كما يعلمنا السورة من القران " الامور كلها وقال العلماء فى شروح الحديث الامور كلها يعنى صغيرها وكبيرها عظيمها وحقيرها , فرُب امر صغير كان عاقبته كبيرة ورب امر حقير كان عاقبته كبيرة عظيمة وخيمة . والان اسألك كم من المسلمين يدعوا بدعاء الاستخارة , وكم ممن يدعونه يدعون فى الامور كلها , اسأل نفسك كم مرة صليت الاستخارة ودعوت ... اكثر الذين يدعون يفعلون ذلك فقط فى الامور الكبيرة أوالتى يتحيرون فيها أوالامور العارضة وبعضهم لا يفعله الا فى زواج أوسفر, والأخطر من ذلك ان اكثر من تسعين بالمائة ممن يصلون ويدعون بدعاء الاستخارة لا ياتون بحقيقة الاستخارة التى سنشرحها وبعضهم يقع فى شرك الاستخارة , وبعضهم الاستخارة عنده صلاة للبركة وبعضهم الاستخارة عنده صلاة للحاجة مع ان الاستخارة ليست صلاة ولكن دعاء ولهذا بوب البخارى لها فى باب الدعاء ، واشترط النبى صلى الله عليه وسلم فى بدايتها شرطا قل من يتلبس بتحقيقه كما سنبين ولما كان دعاء الاستخارة من اعظم العبادات لله لما تعنيه من توجه العبد المؤمن الى الله بقلبه فى كل شئونه ولما تحويه من اسرار التوحيد العملى وتعلق القلب بكليته بالله ، ولما لها من عاقبة السعادة فى خيرى الدنيا والاخرة وقد غفل الاكثرون عن حقيقتها وفضلها ومرادها الذى اراده الله منها ، فقد المسلمون كنز من كنوز التوحيد العملى وغاب عن قلوبهم نعمة وسعادة وانشراح وراحة قلما تسكن القلوب الا بمثل هذا النوع من صدق اللجوء الى الله والإطراح ببابه والوقوف باعتابه والثقة بما عنده من العطاء والقدرة والتخلى عن اللجوء الى النفس أوالعقل أوالناس أوباقى الاسباب . لذا رايت وجوب الشرح المستفيض . اخى الحبيب بداية اعلم ان دعاء الاستخارة لابد ان يكون دعاء المضطرين وإلا فقد معنى الاستخارة واعلم ان الاستخارة لابد ان تكون محاطة بالتوكل والرضا فالتوكل يكون قبلها والرضا يكون بعدها " ولابد ان يكون حال المستخير موافق لفعله ، واصدق حال هو ما ذكره ابن القيم قال " ومن شأن القوم ان تنسلخ نفوسهم من التدبير والاختيار الذى يخالف تدبيره تعالى واختياره ، بل قل سلموا اليه سبحانه التدبير كله فلا يزاحم تدبيرهم تدبيره ولا اختيارهم اختياره 0 لتيقنهم انه الملك القاهرالقابض على نواصى الخلق المتولى لتدبر امر العالم كله ، وتيقنهم مع ذلك انه الحكيم فى افعاله الذى لا تخرج افعاله عن الحكمة والمصلحة والرحمة. فلم يدخلوا انفسهم معه فى تدبيره لملكه وتصريفه امور عبادة بلو كان كذا وكذا... ولا بعسى ولعل وليت , بل ربهم اجل واعظم فى قلوبهم من ان يعترضوا عليه أو يتسخطوا تدبيره أو يتمنوا سواه ... وهم اعلم به واعرف باسمائه وصفاته من ان يتهموه فى تدبير أويظنوا به الاخلال بمقتضى حكمته وعدله بل العبد ناظر بعين قلبه الى بارىء الاشياء وفاطرها , ناظرُ الى إتقان صنعه مشاهد لحكمته فيه, وان لم يخرج ذلك على مكاييل عقول البشر وعوائدهم ومالوفتهمويقول ايضا " واما التدبير العام والخاص فقد سلموه لوى الامر كله ومالكه الفعال لما يريد " . اخى الحبيب افتح قلبك معى فى هذا الباب فهو باب السعادة فى الدنيا والاخرة ...هذا وصف الامام ابن القيم لحال اهل الايمان الذين وقر فى قلوبهم حقيقة التوحيد وهى " ان ترى كل شىء من الله رؤية تقطع الالتفات الى الاسباب " وكيف لا وقد قرأوا القران بقلوب واعية ووجودوا الايات قد تظاهرت بان الامور كلها بيده , قال تعالى " والى الله ترجع الامور "... وقل ان الامر كله لله " لله الامر من قبل ومن بعد "... واليه يرجع الامر كله ) " وليس لك من الامر شىء " والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون والايه الاخيرة جاءت بعد قوله " بل سولت لكم انفسكم امرا " منقول | |
|