اسامه جاد مشرف سوبر
عدد الرسائل : 3356 العمر : 53 العمل/الترفيه : معلم اول احياء وعلوم بيئه وجيولوجيا نقاط : 13751 تاريخ التسجيل : 14/02/2009
| موضوع: العطاس بين الأدب النبوي وأنفلونزا الخنازير الثلاثاء ديسمبر 29, 2009 7:00 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العطاس بين الأدب النبوي وأنفلونزا الخنازير
تدور في الفضائيات العربية حوارات مع أهل الاختصاص في الطب حمل ( انفلونزا الخنازير )ومم يتفق عليه الأطباء
هو أن الشخص المصاب بالمرض إذا عطس خرج منه رذاذ . والرذاذ يحمل فيروس انفلوانزا الخنازير . فإذا عطس مصاب في وجه إنسان فإنه قد ينقل له برذاذ عطاسه ذاك المرض ومن هنا جاءت الكمامة يضعها السليم على أنفه وفمه حتى لا يصيبه المرض من عطاس غيره ولا ينقل لغيره المرض بعطاسه إن كان مريضا وهو لا يعلم أو يعلم .
نستنتج مما قدمت أن العطاس وسيلة من وسائل نقل الأمراض وأن الوقاية من العطاس وآثاره مما يدعو إليه الطب الوقائي . فهل هذا مما إكتشفه الطب الحديث أم كان عند الناس معروفا ومألوفا .
مازلت أتذكر وأنا في المرحلة الأولى من التعليم الابتدائي أني تلقيت درسا يقول لنا فيه المعلم رحمه الله إذا عطست فضع يدك على فمك ثم قل الحمد لله فإن قال لك من سمع عطستك : رحمك الله فأجبه ب : يرحمني ويرحمك الله.
ذاك الدرس أكد لي ما تعلمته من والدي رحمهما الله ومما جرت به العادة في بيتنا وبيوت أهلنا ، ولم أسأل يوما عن مصدر ذاك الدرس في أدب العطاس.
ولما كثر الحديث هذه الأيام عن أنفلوانزا الخنازير وذكروا أثر العطاس في إكتشاف المرض وأثر العطاس في نقل المرض من المريض إلى السليم عدت إلى كتب الحديث النبوي أفتحها وأبحث عن أدب العطاس فيها فوجدت في الجامع الصغير للإمام السيوطي أحاديث تقدم الدرس في في أداب العطاس وأرى أن أكتفي بواحد منها وليراجع البقية من يريد.
روى الحاكم في مستدركه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا عطس أحدكم فليضع كفيه على وجهه وليخفض صوته ) حديث صحيح .
وإذا رجعنا للعلامة المناوي ووقفنا على شرحه للحديث في كتابه ( فيض القدير )نجده قد فهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما نبه المسلم إلى وضع كفيه على وجهه عند العطاس إلا ليأمن الناظر من أن يرى ما يكره مما يخرج مع العطاس من إفرازات وما طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من العاطس خفض صوته إلا ليصونه من العطاس الشديد الذي هو من الشيطان . فهل الذي فهمه العلامة المناوي هو الجوهر المقصود من الحديث ؟ في نظري ومما يقول به الدارسون لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الحديث النبوي بحر كلما غاص فيه الغواص إكتشف فيه لآلي لم يكتشفها من قبل وإن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم مصباح يهتدي به القدماء في طريقهم ويهتدي به الجدد في طريقهم وكل واحد منهم يصل به إلى كشف جديد .
ولذلك أقول إن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في أدب العطاس يمكن أن نفهم منه اليوم أو هو اليوم يقودنا إلى فهم أن العطاس وسيلة من وسائل نقل الأمراض وإن وضع الكفين على الوجه عند العطاس هو من الأدب مع الغير وهو طريق من طرق الوقاية من نقل الأمراض والعدوى وأن خفض الصوت عند العطاس يحد من إنتشار الرذاذ الذي يخرج من الفم عند العطاس .
وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم دعا إلى وضع الكفين عند العطاس ولم يدع إلى وضع الكمامة فلكي يكون هذا الأدب في متناول كل عاطس وفي كل وقت وعادة في الصحة والمرض
وإذا جاء الطب الحديث ودعا إلى وضع الكمامة على الفم والأنف كوسيلة من وسائل الوقلية من مرض أنفلوانزا الخنازير فإننا نقول هذه دعوة مقبولة ولكنها ليست جديدة فلقد سبقهم بها سيدهم وسيد الخلق أجمعين
وهنا نقول لأصحاب الأنفس المريضة وللذين يفترون على رسولنا صلى الله عليه وسلم وخصوصا ذلك الرسام الكريكاتوري الهولندي الذي إستغل الحدث ووضع صورة مغرضة تتمثل في خنزير بلحية وعمامة يرمز بها لهذا الرسول الذي نبههم بطريقة الوقاية من إنتقال العدوة بينهم منذ قرون ولو قامو بدراسة أحاديثه لما وقعوا فيما هم فيه اليوم
الرسول صلى الله عليه وسلم علم وأدب أتباعه حتى في العطاس ما ينفعهم ويحميهم مما يضرهم وهذه دعوته تتفق مع مكتشفات الطب الحديث وصدق الله القائل وقوله الحق في رسوله صلى الله عليه وسلم ( وما ينطق على الهوى إن هو إلا وحي يوحى )النجم آية 3و4 | |
|