إذا ما قيست الرجال بجليل أعمالها، كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أعظم إنسان على مدار التاريخ، فهو الإنسان الذي حمل كل معاني الإنسانية، من الحب والرحمة والصدق والأمانة والعدل.
فهو نبي الرحمة، ونبي العدالة، ونبي الصدق والأمانة، ونبي الأخلاق الحميدة، فما من خلق حميد يمكن أن يوصف به بشر، إلا وموجود في رسول الله في أعلى مستوياته. فهو متصف بكل خلق سني، ومنزه عن كل خلق دني، صلوات الله وسلامه عليه.
ولذلك وصفه الله تعالى فقال: {وإنك لعلى خلق عظيم} فقد كان خلقه القرآن، وهذا ما أجابت عنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، لما سئلت كيف كان خلق رسول الله.
أما السيدة خديجة رضي الله عنها فقالت تصفه وتخاطبه يوم أن فاجأه الوحي: كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.
فأنعم بها من صفات، وخاصة من الزوجة التي تعرف مداخله ومخارجه، صغائره وكبائره، الزوجة التي تعرف دقائق أموره، ومع ذلك تشهد له، هي وغيرها من الزوجات.
وبالله عليكم أي زوجة في العالم لم تكشف أخطاء زوجها ولو كانت قليلة وضئيلة، فلو كان عنده صلى الله عليه وسلم أخطاء، أما كانت كشفت ولو سبق لسان من الزوجات عن طريق المُحَدِّثين والمُحَدِّثات الذين ينقلون كل صغيرة وكبيرة عن رسوول الله، وعن زوجاته الطاهرات.
ليت شبابنا عرفوا من هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ليت رجالنا عرفوا من هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ليت شيوخنا عرفوا من هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ليت بناتنا عرفن من هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ليت نساءنا عرفنا من هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ليت أطفالنا عرفوا من هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ليت كل هؤلاء عرفوا عن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم، كما يعرفون عن المطربين والمطربات، والممثلبين والممثلات، وليتهم يعرفون عنه كما يعرفون عن لاعب الكرة، ولاعبة التنس.
ولكن مهما يكن فسوف يأتي اليوم الذي تعود فيه البشرية إلى هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كما بشرنا بذلك: ((إن الله زوى لي مشارق الأرض ومغاربها، وسيبلغ ملك امتي ما زوي لي منها)).
أنصح بقراة كتاب: "سيدنا محمد رسول الله" للشيخ عبد الله سراج الدين