بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
من أي زمرة أنت؟ الحلقة 6 - زمرة أهل الفِكاك
الحلقة 6:
زمرة أهل الفِكاك
زمرة الفِكاك هذه من قوله (فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة) وكم من الرقاب من هي مثقلة بقيد، رقبة مثقلة بدم كرجل قتل رجلاً فأصبح في مجال القصاص رقبته مثقلة بأن يُقتل جزاء من قَتل، رجل عليه دين وعجز عن سداده وهو مثقل بحكم من المحكمة بسجنه، رجل قذف رجلاً وهذا كما في الشرع الإسلامي بإقامة الحد عليه جلداً. ما أكثر الرقاب التي هي مثقلة بقيد. حينئذ وأنت صاحب الحق باستطاعتك أن تجعل الغِلّ يجري على رقبة هذا الغريم أو تعفو عنه لوجه الله تعالى وتفك رقبته ليعود إلى عياله. أنت حُرٌ في الحالتين إن أخذت حقك فهذا من حقك وإن عفوت فأنت في هذه الزمرة (فك رقبة). يقول r: " من كان له دين فأنظره له في كل يوم صدقة على قدر هذا الدين، مثل هذا الدين. هذا حديث صحيح وفي حديث صحيح آخر: له مثلّي هذا الدين. هذان حديثان قد يبدوان متناقضين ولكنهما ليسا كذلك ففي الحديث الأول يقول r أنه إذا أقرضت مالاً لأحد وأمهلته مدة معينة فمن ساعة ما تقرضه إلى ساعة المدة المحددة لك يومياً صدقة بقدر هذا الدين بمثل واحد، والحديث الآخر يقول مثلين وهذا لا يناقض الحديث الأول لكم ما دمت خلال المدة لك أجر بقدر هذا الدين صدقة. إذا جاء الأجل وعجز عن سداد الدين وأمهلته زمناً آخر، هذا الزمن الجديد لك بقدر مثلين ذلك الدين صدقة.
إن الدين والدم والجراحات والحقوق التي تؤدي إلى الحبس والضرب والغرامة كلها أغلال في عنق المتهم فإذا فككت رقبته من كل هذه القيود أو من بعضها كل حق لك على غيرك يُوجِب عليه دماً أو سجناً أو غرامة أو نفياً أو أي عقوبة ثم فككت رقبته من هذا الغِلّ فأنت من هذه الزمرة العظيمة الذين يأتون يوم القيامة: "من يكن حقه على الله فليقم فليدخل الجنة العافون عن الناس". والعفو نوعان: قد تعفو عن شيء لا يسبب فك رقبة كأن يكون غيبة أو ما شابه ليس فيها عقوبة لكن كلامنا في هذه الحلقة عن عفو، عن فك رقبة مدينة لك بدين أو حبس أو دم أو قصاص، هذه الحلقة متعلقة بمن رقبته مغلولة لآخر إما بدم أو حبس أو قطع يد أو قصاص أو دم فإذا فككتها فقد نجوت وأصبحت من أهل الفِكاك.
من أي زمرة أنت؟ الحلقة 7 - زمرة أهل الليل
الحلقة 7:
زمرة أهل الليل:
زمرة أهل الليل من الزمر العظيمة يوم القيامة كما قال الله تعالى عنهم (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) السجدة) ولقد دخل النبي r الجنة فرأى فيها أنواعاً من النعيم ولكنه لم ير الجنة الخاصة بأهل الليل لذا قال تعالى (فلا تعلم نفس ما أُخفي لهم من قرة عين). و" أهل الليل أشراف أمتي" كما قال r وقال أيضاً "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين من قبلكم"، وجاء في الحديث عن هذه الزمرة العظيمة قوله: ينادي في ساعة المحشر والناس في فزع شديد، في الفزع الأكبر ينادي منادي أين الذين كانوا تتجافى جنوبهم عن المضاجع فيقومون وهم يومئذ قِلّة فيساقون إلى الجنة ويساق الباقي إلى ساحة المحشر. وقد بلغ من شرف قيام الليل أن الله تعالى أمر نبيه r على وجه الخصوص (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا (79) الإسراء) ومن حسن الحظ أن أي قدر من قيام الليل تجعلك مع هذه الزمرة العظيمة كما قال r: " صلوا من الليل ولو ركعة، صلوا من الليل ولو بقدر فواق ناقة" فأنت بهذه تُحشر مع من صلّى 400 ركعة من الليل ومن صلى ركعة واحدة بإخلاص وتجرّد. كل هؤلاء زمرة بعضهم يكمل البعض الآخر. ومن ضمن أهل الليل من يصلي صلاة العشاء وصلاة الفجر في جماعة " من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام كل الليل". ولكي تكون من هذه الزمرة أهل الليل ما عليك إلا أن تصلي العشاء والفجر في جماعة وأن تصلي في الثلث الأخير من الليل، صلاة القيام أو صلاة التهجد وكلاهما واحد حينئذ كما قال r: " أهل الليل وأهل القرآن أشراف أمتي". ومن تمام هذه الزمرة وتكملتها أن توقظ زوجك " رحِم الله امرئ استيقظ في جوف الليل فصلّى فأيقظ زوجته فإن لم تستيقظ نضح في وجهها الماء ورحم الله امرأة قامت في جوف الليل فأيقظت زوجها فإن لم يقم نضحت في وجهه الماء أو كما قال r.
هذه الزمرة زمرة أهل الليل من الزمر الأولى التي تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر بلا حساب ولا عتاب ولا عقاب. فهنيئاً لكل من وفقه الله تعالى أن يختم حياته ليكون من هذه الزمرة ولا يغرنك أنك لم تكن كذلك فأنت من هذه الساعة إذا نويت أن تكون من أهل الليل فحرصت على صلاة العشاء والصبح في جماعة في المسجد وأن تصلي ركعتين في الليل فقط أصبحت من هذه الزمرة.