بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
من أي زمرة أنت؟ الحلقة 10 - زمرة الصابرين الحلقة 10:زمرة الصابرين(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة) (قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) الزمر) يا لها من زمرة عظيمة يوم القيامة ما من أحد إلا ويمسه البلاء يوماً وإذا أحب الله عبداً ابتلاه وما من شيء تكرهه نفسك إلا ويُحسب على باب الصبر فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع. والصابرون هم الذين يصبرون على البلاء ويفرحون بالمصيبة كما يفرح أحدكم بالنعمة. هؤلاء الصابرون وقد عرف التاريخ الإسلامي أنواعاً من الصابرين يستحقون أن يكونوا زمرة عظيمة يوم القيامة، عروة بن الزبير رضي الله عنه إبتلاه الله تعالى ببلاءات عظيمة حتى كان يُسمّى عروة الصابر ومن شدة بلائه وكثرته قال: يا رب وعزتك وجلالك لو قطّعتني إرباً إرباً ما شكون منك ولو ألقيتني في النار ما شكوت منك، أي صبر هذا! إذن إذا أصابك بلاء ففرحت به لأن الله تعالى أصابك بما يُحب وإذا أحب الله عبداً ابتلاه وإذا أحب عبداً أصاب منه. قبل أن تموت يبتليك الله تعالى ببدنك، بمالك، بأهلك، بأولادك، بوطنك فإذا صبرت واسترجعت فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون قلتها من قلبك باحتساب وتجرّد فإنه يجعلك يوم القيامة في زمرة يوم القيامة يحسدك الناس جميعاً على مكانها ومكانتها في الجنة. وإذا أصابتك مصيبة فاسترجعت وقلت إنا لله وإنا إليه راجعون وكلما تذكرتها أحدثت لها استرجاعاً آخر فإن اله تعالى يعطيك من الأجر كما أعطاك أول يوم أصبت بمصيبتك. كما قال r: " يتمنى أهل العافية عندما يرون جزاء أهل البلاء لو أن جلودهم قرضت بالمقاريض، ويقول r: "ليلة من المليلة (أي الحُمّى) والصداع تذر العبد يمشي وما عليه من خطيئة". إذا استرجعت وقلت إنا لله وإنا إليه راجعون ورضيت عن ربك فيها من الأجر كل هذا فما بالك ببلاء عظيم؟!. هناك من ابتلي بالسرطان أو بالشقيقة أو الحُمّى وابتلي بجسده سنين طوال كما فعل أيوب u فإذا رضيت عن ربك وصبرت على ما أصابك فاعلم أن الصابرين يوم القيامة زمرة يحسدها الناس ويتمنى أها العافية يوم القيامة لو أصابهم الله تعالى ببلاء عظيم ويتمنى أهل البلاء لو ضاعف الله تعالى البلاء لما يرون من جزيل الثواب. عافانا الله وإياكم وألهمنا الصبر عند كل مصيبة
. من أي زمرة أنت؟ الحلقة 11 - زمرة العادلين
الحلقة 11:زمرة العادلينمن الزمر الأولى التي تدخل الجنة على صروة القمر ليلة البدر بل ومن أعظمها زمرة الأئمة العادلين. والإمام العادل في المصطلح القرآني كبير القوم (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (71) الإسراء) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135) النساء) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ( المائدة) (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) الأعراف) ويقول r: "إن المقسطين عند الله على منابر من نور" هم الذي يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا. ما من شيء أعظم من العدل، كل إنسان يستطيع أن يألف ويتكيّف كل حال فقراً أو غنىً، علماً وجهلاً، صحة ومرضاً أو كل حالة سلبية يمكن أن يألفها الإنسان ويتكيف معها حتى لو كانت عَوَقاً أو حتى عمىً إلا الظلم فهو الوحيد الذي لا يستطيع أن يألفه الإنسان ولا أن يتكيف معه وهو يأكل في أحشاء المظلوم ليل نهار لذا دعوة المظلوم لا تُردّ ومن أجل هذا قال تعالى (لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (148) النساء) إذا أصابك سوء أو مرض فلا تشكو ولا تجهر بالشكوى إلا من ظُلِم فإن للمظلوم الحق في أن يرفع صوته (إن لصاحب الحق مقالا). ساعة من يوم إمام عادل خير من عبادة ستين سنة قيام ليها وصيام نهارها. تأمل أن أقرب الناس إلى الله يوم القيامة إمام عادل. سبعة يظلهم الله تحت ظِلّه يوم لا ظل إلا ظله، يوم الفزع الأكبر الذي يجثو فيه الأنبياء على الرُكَب لكن العادلون لا يفزعون حيث يفزع الناس. من أجل هذا يقول r: "خير أئمتكم العادلون الذين تحبونهم ويحبونكم وتثلون عليهم ويصلّون عليكم" كم من حكام المسلمين على امتداد التاريخ وإلى يومنا هذا من تحبهم شعوبهم ويحبون شعوبهم؟ فإذا أحب بعضهم بعضاً صلح الراعي والرعيّة وإذا بلغ الأمر أن الحاكم يدعو لشعبه والشعب يدعو لحاكمه بإخلاص ومن قلب فهي الصفة المثالية. (وتصلّون عليهم ويصلّون عليكم) أي يدعو كل منهم للآخر بالنصر والصلاح والوئام والأمن والأمان. هذا هو موقع العدل في الإسلام فإذا وجدت حاكماً عادلاً هذا الذي لا ترد دعوته كما قال r: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل والمظلوم والصائم حتى يُفطِر" " أهل الجنة – أي ملوكها – ثلاث: إمام عادل ورجل رقيق القلب لكل مسلم وعفيف متعفّف ذو عيال". هذا هو موقع العدل في الإسلام فطوبى لمن يحكم بالعدل بين شعبه وقليل ما هم في هذا الزمان لا نعرف إلا أفراداً منهم.نسأله سبحانه وتعالى أن يجعل حكام المسلمين كذلك ونسأله أن يوفق بين الحاكم والمحكوم على العدل والنصح والأمن والأمان ونسأله أن يوفق هذه الأمة إلى أن تتخلص مما هي فيه من تخلّف وضيم وظلم على يد إمام عادل
.