الجزائر ـ 'القدس العربي' من كمال زايت:خرج مئات الآلاف من الجزائريين ليلة أمس الأول إلى الشوارع من أجل الاحتفال بمنتخبهم، حتى بعد هزيمته أمام نظيره المصري في نصف نهائي كأس أمم إفريقيا بنتيجة 4 أهداف لصفر، نتيجة لم تغير في حب الجماهير للمنتخب، الذي يرون بأنه أدى ما عليه في دورة أنغولا، وأنه كان ضحية للحكم البنيني، الذي أشهر 3 بطاقات حمراء ضد الجزائريين، إضافة إلى ارتكابه أخطاء أخرى فادحة.
عاشت الشوارع والأحياء نفس الأجواء التي كانت ستعيشها لو تأهل الخضر إلى نهائي كأس أمم إفريقيا، فأغلبية الأنصار أبت إلا أن تحيي أبطالها، الذين فقدوا بطاقة التأهل إلى النهائي، بعد كانوا قد خاضوا مباراة بطولية أمام ساحل العاج في الدور ربع النهائي، تعتبر حسب المختصين أفضل مباراة في الدورة.
وصب الأنصار جم غضبهم على الحكم البنيني كوفي كوجيا، بالنظر إلى ارتكابه أخطاء فادحة، وإخراجه 3 بطاقات حمراء ضد لاعبي المنتخب، ولولا أن الوقت كان انتهى حسب عشاق الخضر لكان الحكم قد طرد بقية اللاعبين ليبقى الفراعنة وحدهم فوق أرضية الميدان يصولون ويجولون.
وقال المدرب رابح سعدان صراحة أن الحكم البنيني تعمد تحطيم المنتخب الجزائري، مشيرا إلى أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم يخضع لهيمنة المصريين، وهم الذين اختاروا هذا الحكم لمساعدتهم على الفوز بطريقة لا أخلاقية ولا شرعية، سخرت منها كل الصحافة الدولية.
وذكر سعدان في تصريحات للإذاعة ( حكومية) أن إقصاء اللاعب رفيق حليش كان مدبرا، وأن الحكم قصد تحطيم خط دفاع محاربي الصحراء، مشيرا إلى أنه كان يتمنى لو أن مصر فازت في مباراة عادلة، وليس في مهزلة مثل تلك التي جرت في مدينة كابيندا.
وأوضح أن بعض اللاعبين استفزوا من طرف الحكم، وارتكبوا أخطاء ساعدته على إخراج المزيد من البطاقات الحمراء، مؤكدا على أن الحارس فوزي شاوشي يستحق الإقصاء، لأنه فقد أعصابه أمام الحكم الذي اعتمد ضربة الجزاء التي سددها حسني بطريقة انقرضت من لعبة كرة القدم منذ عقود.
من جهته قال اللاعب كريم مطمور أنه يشعر وزملائه بأسف كبير، لأن هناك أطرافا عرقلت الخضر حتى لا يذهبوا إلى النهائي، مشيرا إلى أنه حتى بعد إقصاء المدافع رفيق حليش كان بإمكان الفريق الجزائري العودة في النتيجة، إلا أن الحكم أقصى لاعبا ثانيا ثم أخرج بطاقة حمراء ثالثة للحارس فوزي شاوشي.
أما مجيد بوقرة فاعتبر أن الخضر لعبوا أمام خصمين الأول هو الحكم البنيني والثاني هو المنتخب المصري، موضحا أن الحكم صفر ضربة جزاء مشكوك في شرعيتها، ونفذت بطريقة غريبة، وطرد في نفس الوقت اللاعب حلّيش.
وأضاف أن الفريق شاب والطريق أمامه لا تزال طويلة، وسيكون المونديال القادم فرصة له من أجل إثبات إمكانياته وجدارته بالوصول إلى هذا المستوى من المنافسة. ومن جهته ذكر اللاعب السابق والمدرب علي فرقاني أن الحكم لم يرتكب أخطاء وإنما نفذ مؤامرة مدبرة ضد منتخب الجزائر، وأنه حتى وإن كان الخضر قد دخلوا المباراة بمستوى متواضع، إلا أنهم كانوا قادرين على العودة والفوز تماما مثلما حدث مع ساحل العاج، معتبرا بأن الحكم أهدى المباراة للفراعنة، وأن هؤلاء لم يكونوا قادرين على الفوز لولا مساعدة الحكم. وأوضح أن المصريين كانوا مرعوبين من الجزائريين فوق أرضية الميدان، حتى لما كان رفاق كريم زياني متأخرين في النتيجة، غير أن الحكم قلب الموازين لصالح أشبال المدرب شحاتة وأهداهم فوزا على طبق من ذهب لكنه بدون طعم.
وتساءل فرقاني عن سبب إبعاد كل الحكام الممتازين في الأدوار الأولى من المنافسة، وترك هذا الحكم المعروف بمؤامراته ضد منتخبات وأندية شمال إفريقيا.
وأجمعت الصحف الصادرة أمس على أن الخضر خرجوا من المنافسة مرفوعي الرأس، وأنهم أدوا ما عليهم لولا تدخل يد الحكم البنيني في مباراة مصر، وكتبت 'الخبر' ( خاصة) على صدر صفحاتها:' كوفي كوجيا يهدي الفوز للمصريين' معتبرة بأن المؤامرة التي دبرها الحكم بالتواطؤ مع المنتخب المصري فضيحة للكرة الإفريقية.
أما صحيفة 'الوطن' (خاصة) فقد اختارت عنوان ' برأس مرفوع رغم كل شيء' موضحة أن الخضر بعد أن بدأوا المباراة بصعوبة استفاقوا بعد مضي ربع ساعة، وشنوا هجومات على مرمى عصام الحضري، إلا أن الحكم أشهر بطاقة صفراء خيالية ضد رفيق حليش، تمهيدا لطرده وهو ما تم بعد دقائق من ذلك، لتبدأ المهزلة.
ارسل هذا الخبر الى صديق بالبريد الالكتروني
نسخة للطباعة