أناب فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية الدكتور إبراهيم نجم - مستشار فضيلة المفتي - للمشاركة في حضور فعاليات المؤتمر العالمي للسلام بين الأديان في اليابان في الفترة من 19 إلى 23 من الشهر الجاري بمشاركة وفود من 18 دولة.
وسوف يلقي د.نجم بحثاَ في المؤتمر بعنوان "التعايش بين الأديان التحديات و الآمال .. رؤية إسلامية ".
ويؤكد نجم في بحثه أن التعايش بين المسلمين وغيرهم من أهل الأديان ينبغي أن ينطلق من الثقة والاحترام المتبادلين ومن الرغبة في التعاون لخير الإنسانية في المجالات ذات الاهتمام المشترك وإقامة جسور للتقارب الإنساني، كذلك ينبغي أن يشمل التعايش بين الأديان العمل المشترك لمحاربة الانفلات والانحلال الخلقي وتفكك الأسرة والمحافظة علي البيئة ومقاومة كل الآفات والأوبئة التي تهدد سلامة كيان الفرد والمجتمع الإنساني ككل.
كما أكد في بحثه الذي يلقيه في المؤتمر على ضرورة أن يتسع مفهوم التعايش بين الأديان للقضاء علي أسباب التوتر وعدم الاستقرار في أنحاء عديدة من العالم مثل فلسطين وكشمير والفلبين وبذلك يصير التعايش بين الأديان وسيلة فعالة لدعم جهود المجتمع من أجل السلام وإقامة العلاقات السلمية بين الشعوب والأمم في ظل سيادة القانون الدولي واحترام حقوق الإنسان.
وأشار نجم إلى أنه حتى يكون التعايش بين الأديان في خدمة السلام يجب أن تتحد جهود المتدينين جميعا في التصدي لظواهر التعصب و الإسلاموفوبيا والتي زادت وتيرتها في الفترة الأخيرة في عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية مثل ظاهرة حرق وتمزيق المصحف والخطاب العدائي في العديد من وسائل الإعلام الغربية التي لا تبرح في وصف الإسلام بالرجعية والإرها.
وأكد أن مثل هذه الموجات العدائية من شأنها أن تعرض كل جهد يبذل في مجال التقارب والتعايش للخطر بأن يفقده جدواه و يفرغه من مضمونه ويسلبه أهميته .
ويختتم د. إبراهيم نجم مستشار فضيلة المفتي بحثه بالتأكيد على أن التعايش بين الأديان لا يعني بأية حال من الأحوال تمييع المواقف وخلط الأوراق ومزج العقائد وتذويبها.
واستطرد قائلا: "إن التعايش بين الأديان يقتضي بالضرورة احتفاظ كل طرف بدينه و الالتزام والتمسك بمكونات هويته وخصوصياته وقيمه مشيرا إلي أن التعايش الذي يسلب المسلم هويته ويجعل توازنه يختل ويذيب خصوصياته وقيمه ليس بتعايش وإنما هو مسخ وتضليل".