[center]بعد 16 عاما من صنعهما "الثنائي الشيطاني" الذي حمل البرازيل إلى الفوز بلقب كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخها في مونديال الولايات المتحدة عام 1994 ، يتصدر روماريو وبيبيتو مجموعة الرياضيين الذين يسعون إلى اقتحام السياسة في الانتخابات العامة التي تقام بعد غد الأحد.
ووفقا لاستطلاعات الرأي الأخيرة ، يبدو أن روماريو ، الذي ينافس من أجل الفوز بمقعد نائب فيدرالي عن الحزب الاشتراكي البرازيلي ، سيكون بين أكثر المرشحين نيلا للأصوات في ولاية ريو دي جانيرو وربما يكون قد ضمن مكانا بالفعل في البرلمان الكائن في برازيليا ، على مسافة ألف كيلومتر من شواطئ ريو التي كانت حتى الآن بمثابة "منزله الثاني".
وعلى العكس ، لا يسعى بيبيتو إلى الرحيل عن ريو دي جانيرو حيث يترشح للفوز بمقعد في برلمان الولاية عن الحزب الديمقراطي العمالي ، رغم أن المحللين يؤكدون أنه لم يضمن الفوز بعد.
بالنسبة لروماريو ، تمضي الحملة الانتخابية بشكل سهل والانتخابات نفسها تبدو أيسر من إحراز هدف. فشعبيته الطاغية كانت المحرك لحملته التي دارت رحاها في الأحياء الفقيرة في ريو دي جانيرو ومدن أخرى.
وتدهش مظاهر الدعم التي يحصل عليها من الناس في الشوارع المرشح نفسه.
ويقول المهاجم السابق الذي كان يلقب ب"القصير": "إنها تجربة جديدة تماما علي ، وأدهشني الاستعداد الطيب لدى الشعب للتعرف على مقترحاتي".
ويقترح "المهاجم ذي الألف هدف"، الذي ولدت ابنته إيفي وهي تعاني من متلازمة "داون"، تحركات لدعم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وكذلك يعد بالكفاح من أجل "موروث اجتماعي" في ريو دي جانيرو بعد مونديال 2014 ودورة الألعاب الأولمبية عام 2016 .
وبحسب روماريو ، يجب أن يتضمن هذا الموروث توسعة شبكة الصرف الأساسية ومياه الشرب ، وبناء مساكن شعبية ، وإقامة مشروعات اجتماعية رياضية دائمة ، وتأهيل مهنيين مؤهلين فنيون ومعلمون وأخصائيو علاج طبيعي وآخرون من أجل العمل في الرياضة.
ويتمتع روماريو وبيبيتو بالشهرة الأكبر ، لكنهما ليسا الرياضيين الوحيدين اللذين يسعيان لاستغلال شعبيتهما في محاولة الفوز في الانتخابات المقبلة بمكان في مراكز القرار للحياة السياسية في البلاد.
وينافس أيضا في العملية الانتخابية معشوقو رياضات أخرى مثل لاعب الكرة الطائرة السابق أندريه فالبو فيريرا "بامبا" الذي كان أحد أفراد المنتخب البرازيلي الحائز على الميدالية الذهبية في دورة برشلونة الأولمبية عام 1992 ، وبطل العالم السابق في الملاكمة أسيلينو فريتاس "بوبو".
ولا تتضمن القائمة المعشوقين فحسب فبها أيضا بعض "الأشرار" مثل السباحة ريبيكا جوسماو التي استبعدت من رياضتها مدى الحياة بسبب المنشطات ، حيث تترشح لدخول برلمان حي العاصمة برازيليا الفيدرالي عن الحزب الشيوعي البرازيلي.
ويعتقد الخبير السياسي روي تافاريس مالوف أن الشهرة لا تمثل ضمانا لتحقيق نصر انتخابي ، "إلا أنها بالتأكيد تساعد" المرشح في حملته.
ويصل عدد الرياضيين المعتزلين الذين يبحثون عن مستقبل في السياسة هذا العام إلى 23 ، وهو ما يعني زيادة تفوق نسبتها الثلث مقارنة ب17 مرشحا فقط في انتخابات عام 2006 .
ورغم أنهم يؤكدون أن هدفهم هو العمل من أجل الشعب ، لا يمكن نفي أوجه الجاذبية الكبيرة التي تتمتع بها الحياة السياسية ، فعائد نائب فيدرالي برازيلي ، لا يذهب إلى البرلمان سوى ثلاثة أيام في الأسبوع ، يصل إلى 180 ألف دولار سنويا بين رواتب وبدلات نفقات.
بالنسبة لروماريو على سبيل المثال ، سيمثل العائد المادي هدية من السماء: فلدى تسجيل ترشيحه أمام اللجنة العليا الانتخابية قدم إقرارا ماليا قيمته أقل من نصف مليون دولار ، وهي القيمة التي تبدو شديدة التواضع بعد عقدين من الانتصارات والأموال الطائلة.
وعلى مدار العامين الماضيين ، واجه روماريو سلسلة من المشكلات المالية ، وفي آب/أغسطس 2009 فقد شقة فاخرة تطل على شاطئ بارا دا تيجوكا الشهير ، بيعت بالمزاد مقابل 36ر4 ملايين دولار لتسديد ديون تراكمت عليه.
بعد ذلك ، وفي كانون أول/ديسمبر من نفس العام ، أدين الهداف السابق بالتهرب من الضرائب وحكم عليه بغرامة تعادل 224 ألف دولار فضلا عن قضاء 30 شهرا في الخدمة العامة.
وفضلا عن الراتب الجيد ، فإن الوصول إلى البرلمان الفيدرالي سيعني بالنسبة لروماريو التمتع بحصانة برلمانية ، وعدم العودة لمواجهة وضع مذل كالذي عاشه في تموز/يوليو عام 2009 عندما قضى ليلة في السجن بسبب التأخر في سداد نفقة ابنيه من زوجته الأولى مونيكا سانتورو.