إن من الضروريات لك يا طالب العلم العناية بـ " ضبط القواعد والظوابط " التي تمر عليك في مشوارك العلمي، سواءً كانت هذه الظوابط مقروءة أو مسموعة.
وقد اعتنى العلماء بالتأكيد على ذلك في كتبهم وأشرطتهم، ومن العلماء الذين أكدوا على ذلك العلامة الفقيه محمد بن عثيمين – رحمة الله تعالى -
ولقد قرأت له وسمعته مرات ومرات يؤكد على ضرورة العناية بذلك.
أخي طالب العلم : إن العلم كثير، وهو بحر لا ساحل له، ولكنك عندما تحرص على " الظوابط والقواعد " فإنك تجمع في ذهنك كثير من المسائل الفرعية وذلك لأنك ممن ضبط " فنَّ القواعد ".
وتأمل هذه الأمثلة:
1- عندما تضبط القاعدة في طهارة المياه وهي " أن الأصل أن الماء طهور إلا إذا تغير لونه أو طعمه أو رائحته بشيء نجس ".
فإنك عندما تحرص على هذه القاعدة فسوف تفهم جميع المسائل التي تمر عليك في " باب طهارة الماء" وسوف تستطيع الإجابة على أيِّ سؤال في هذا الباب.
2- عندما تضبط قاعدة " الأصل في العبادات التوقيف " وتعلم أنها تدل على تحريم إحداث أي عبادة إلا ما ورد في الشرع إثباتها، فعندما تفهم هذه القاعدة وهذا الأصل فإنك سوف تضبط كثير من مسائل البدع في العبادات، وسيتبين لك المشروع والممنوع.
والأمثلة أكثر من أن تُحصر، وأشهر من أن تُذكر، إنما قصدي هنا " الإشارة " وليس " الإحاطة ".
يا طالب العلم : احرص على ضبط القواعد، واكتبها، واجمعها، واحفظها، وناقش طلاب العلم فيها، وتعود على ضرب الأمثلة، وسترى خيراً كثيراً إن شاء الله تعالى.