عندما تنظر إلى واقع بعض طلاب العلم ترى كثيرا من الصفات الحسنة، مثل: المودة و الإخاء والتناصح .
ولكنك تتعجب من وجود بعض الآفات التي دخلت على قلوب بعض الطلاب فإذا بك تتفاجأ عندما تعلم بدخول آفة الحسد بينهم.
وهذا بلا شك نذير خطر وباب شر لابد من السعي إلى إزالته.
وقديما قيل ( ما خلا جسد من حسد ولكن الكريم يخفيه واللئيم يبديه ).
وكلنا يعلم بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم ) أخرجه مسلم.
وهذا الحديث يبين أن الشيطان حريص على إفساد القلوب وتعبئتها بالحسد والغل والحقد وهذا ليس بغريب على الشيطان الذي هو العدو لجميع البشر ( إن الشيطان لكم عدوا فاتخذوه عدوا ).
ولم يسلم من داء الحسد إلا القليل من الناس والتاريخ مليء بالحساد، حتى ظهر الحسد على العلماء والصالحين فهذا ابن تيميه حسده بعض علماء عصره حتى كان السجن مصيره وهذا ابن قدامه حسده بعض العلماء حتى أفتوا بتكفيره وحبسه والأمثلة من حياة العلماء كثيرة .
وإليك أيها المتعلم بعضا من صور الحسد الموجودة بين بعض الطلاب:
· الحسد لبعض المتميزين بالصوت الحسن والتلاوة الجيدة.
· الحسد على المتميزين في حفظ المتون.
· الحسد على بعض الطلاب الذين لهم مكانة عند بعض العلماء.
· الحسد على بعض الطلاب الأذكياء.
· الحسد على من يشتهر من الطلاب عند المسؤلين والكبار.
· الحسد على من عنده حب للقراءة واستثمار الوقت.
والأمثلة كثيرة لا تحصى...
فالواجب على طالب العلم الصادق أن يجاهد نفسه على تطهير قلبه من الحسد والحقد والبغضاء، وهذا الأمر يتم بأمور منها:
1. العلم واليقين باطلاع الله تعالى على ما يدور في قلبك.
2. مجاهدة النفس على ترك الحسد ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ).
3. أكثر من الدعاء للشخص الذي تحسده.
4. وأكثر من الثناء عليه في المجالس لكي تزيل كل دوافع الشيطان التي يدخل من خلالها إلى الحسد.