اسامه جاد مشرف سوبر
عدد الرسائل : 3356 العمر : 53 العمل/الترفيه : معلم اول احياء وعلوم بيئه وجيولوجيا نقاط : 13746 تاريخ التسجيل : 14/02/2009
| موضوع: الرحمة المهداة السبت ديسمبر 26, 2009 8:02 pm | |
| الرحمة المهداة ( صلى الله عليه وسلم ) محمد بن عبد الله زعوري بسم الله الرحمن الرحيم( الرحمة المهداة ) مقدمة( الحمد لله الذي اصطفى من ينابيع جوده نبع بدائعه ، محمداً أكمل الخلق روحاً وعقلاً وأقومهم بدناً ورسماً وأعلاهم قدراً وذكراً ، وأرفعهم فضلاً ونبلاً ، وأشرفهم مجداً وعزاً وأحسنهم خُلقاً وخلقاً وأصدقهم قولاً وفعلاً وأصفاهم طوية وقلباً ، وأطهرهم نيةً وقصداً ، وأهداهم طريقاً وهدياً وأرشدهم سلوكاً ومنهجاً ، وأسدّهم مسلكاً ورأياً ، وأنبلهم غايةً ومقصداً وأكرمهم أصلاً ومحتداً وأعزهم بيتاً ومنبعاً وأعرقهم أرومةً وجمعاً .أدّبه ربه فأحسن تأديبه ، وربّاه فأكمل تربيته آواه إلى كنف عزِّه في يتمه ، وهداه من حَيْرة تعبده إلى نور نبوته ، وأغناه من عيلته فلم يحوجه لغير جوده وشرح له صدره حتى انفسح لكتاب الكون علماً ومعرفة . ورفع له ذكره فقرنه إعزازاً له في تحقيق الإيمان به بذكره ، وجعل محبته شطر الإيمان ، واتباعه عنوان محبته ، فلا إيمان يقيناً لمن لم يكن محمد صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه التي بين جنبيه ، وأحب إليه من ولده ووالديه والناس أجمعين ، ولا إيمان يقيناً لمن لم يكن هواه تبعاً لما جاء به من الهدى والعلم ، ولن يغنى في قبول الإيمان اتِّباع من جَفوه ، أولئك يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، ولن يفارق الإيمان صدق المحبة ، فالاتباع المرضي عنواناً لمحبة الله هو الاتباع النـابع من المحبة لنبيه صلى الله عليه وسلم . ومن هنا كانت طاعته طاعته وهديه هديه ورضــاهرضاه ، وبيعته بيعته ، وصراطه صراطه .خلع عليه حلل فيضه وألبسه خِلَع رأفته ورحمته ، فكان الرؤوف الرحيم بالمؤمنين ، وكان المرسل رحمةً للعالمين ، وخصّه بالصلاة عليه ، ومنح ملائكته _ تشريفاً _ هذا الفضل بين يديه وأمر عباده المؤمنين أن يتخلقوا بخلقه الأعلى في سبحات الصلاة عليه وجعل سلامهم عليه وصلة أرواحهم وصائل روحه لينعموا بجنات ردّه تسليمهم عليه ولن يشقى من حضي من حبيب الله برد السلام عليه فصلوات الله وصلوات الملء الأعلى ، وصلوات المؤمنين في عالم الغيب والشهادة أينما حلَّ الزمان بهم في مكانٍ من الوجود على محمد المجتبى من أشرف أرومة ، رسولاً لخير أمة كانت به بؤرة شمس الإنسانية ومشرق إشعاع الهداية الربانية ، والسلام الأكمل الأنضر ورحمة الله وبركاته عليه ما ذكر الله الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون )[1] . وبعد : فهذه سبحات متطفلة في بحار أنوار شمائل الصادق الأمين محمد صلى الله عليه وسلم . تصور ملامح رحمته التي انطوى عليها شخصه الكريم تصويراً يجري مع الأحداث والوقائع . شرعت في تدوين أول مسودة في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم من يوم الخميس 18 من شهر صفر لعام 1417 هـ . وهاهو قد ظهرت ملامحه في تمهيد ، وثلاثة فصول .تمهيد : أهمية الحياة مع شمائله صلى الله عليه وسلمالفصل الأول : تعريف الرحمة وبيان أهميتها الفصل الثاني : رحمة النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الفصل الثالث : رحمة النبي صلى الله عليه وسلم في السنّة وأسأل الله أن ينفع به كل من طالعة محمد بن عبد الله زعوري. الجمعة ليلة السبت 12 / 3 /1417 هـ تمهيد أهمية الحياة مع شمائله صلى الله عليه وسلم ما ذكرت شمائله صلى الله عليه وسلم إلا واستحال الكلام إلى عبير فواح يحي النفوس ويجلو القلوب ، وأريج ينساب مع مسام الجسم فتهتز معه كل ذرة في كيانك ، فيتسع الصدر وينشرح القلب وتبلج أسارير الوجه ، وتهتز الرؤس نشوة وطربا ..وتنهمل الدموع فرحة وأسا ....فمع هذه النشوة العامرة والفرحة الغامرة ، ينتاب النفوس تحرق وأسى إذلم تكن ممن حباها الله بفضل رؤيته ونعمة صحبته .إلا أن الحياة مع شمائله وطيب ذكراه صبابة يتصبر بها الصب تطفئ لهب الشوق وتروي ظمأ الغليل وتشفي العليل ..لذى حظيت سيرته صلى الله عليه وسلم باهتمام بالغ وعناية فائقة فما من عصر من العصور إلا وعشرات المؤلفات في السيرة النبوية والشمائل المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام ..وإن شمائله صلى الله عليه وسلم لها سحر عجيب ، وتأثير غريب ،،كيف لا وهي شمائل أطيب نفس وأشرف ذات عرفتها البشرية ..كيف لا وهي صفات أحب الخلق إلى الخالق وأكرمهم إليه سبحانه ..كيف لا وهي سيرة من كان السبب في حياة النفوس ..وسبب في انتشالها من غياهب الظلام إلى سعة النور ، ومن حمأة الرذيلة إلى نعمة الفضيلة ..والنفوس مجبولة مفطورة على التعلق بمن أسدى لها جميلا أو صنع معها معروفا ،وأي معروف يقارن مع من كان سبب نجاتك من هلاك محتوم وعذاب السموم ..لا شك أن التعلق بهه أكبر والعرفان بالجميل له أكثر .ويكفي أن في ذكر شمائله عبادة وقربة إلى الخالق لكثرة ذكرك لمن يحب سبحانه ..وعبادة وقربة بمعرفتك صفات نبيك وشمائله فتتوق نفسك للتأسي به والسير على هداه ..وهذه عبادة عضيمة ( إن لكم في رسول الله أسوة حسنة )كما أنها من أعظم الوسائل لتعميق حبه في النفوس ، وتزيد ارتطباك به ويظهر صدق حبك وتعظيمك له...وقد أفرد البيهقي في ( الخامس عشر من شعب الإيمان ) وهو باب في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وإجلاله وتوقيره صلى الله عليه وسلم .وذكر فيه أن منـزلة التعظيم فوق المحبة لأنه ليس كل محب معظم ...ثم ذكر أن الداعي إلى التعظيم ما يجب للمعظم في نفسه من الصفات العلية ويتعلق به من حاجات المعظم التي لا قضاء لها إلا عنده ...ومعلوم أن حقوق الرسول صلى الله عليه وسلم أجلُّ وأعظم وأكرم وألزم لنا وأوجب علينا من حقوق السادات على مماليكهم ، و الآباء على أولادهم ، لأن الله تعالى أنقذنا به من النار في الآخرة ، وعصم به لنا أرواحنا وأبداننا ، وأعراضنا وأموالنا ... في العاجلة وهدانا به كما إذا أطعناه فيه آوانا إلى جنّات النعيم ، وأية نعمة توازي هذه النعم ؟ وأي منة تداني هذه المنن ؟ ...فحق علينا إذاً أن نحبه ونجله ، ونعظمه ونهيبه أكثر من إجلال كل عبد سيده وكل ولد والده .. قال تعالى : (( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون )) وقال (( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا )) .وأمرنا بالاستجابة له ، ولو كنّا في صلاة لما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم نادى أبَّي بن كعب وهو قائم يصلي فلم يجبه فقال (ما منعك أن تجيب يا أبَّي ) فقال : كنت أصلي ، فقال : ( ألم يقل الله تبارك وتعالى : (( استجيبوا لله والرسول إذا دعاكم لما يحيكم ) الحديث .هذا في حياته وبعد وفاته يكون تعظيمه في عدم مخالفة أمره وتعظيم حرمه وهو المدينة وإكرام أهلها ، وقطع الكلام إذا جرى ذكره أو روى بعض أحاديثه والاستماع لها والعمل بها وعدم رفع الصوت عند قبره ، ...1 والإكثار من ذكره والصلاة عليه لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من نسي الصلاة علي خطئ به طريق الجنّة )2 ، وقال ( كل دعاء محجوب حتى يصل على النبي صلى الله عليه وسلم 3 ، إلى غير ذلك من الأحاديث في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم . [1] - هذه الافتتاحية لمحمد صادق عرجون في كتابه ( محمد رسول الله ) نالت إعجابي واستيعابي فنقلتها بتمامها صـ17ـ .1 - انظر شعب الإيمان 4 / 149- 1822 – صحيح الجامع 65683 – صحيح الجامع 4523 | |
|