التطور الباب السادس

تفسير نشأة الحياة

ا - فكرةالخلق الخاص: كل نوع من الأحياء خلق منذ البداية خلقا خاصاً مستقلاً عن الأحياء الأخرى وتمت الخليقة كلها فى وقت ما وانتهى الأمر وعلى ذلك فعدد الأنواع ثابت لا يتغير.

ب- فكرة التطور
1- كل نوع من الأحياء نشأ من نوع آخر قبله أبسط منه تركيباً.
2- يقتضى التطور وجود تغير دائم فى شكل الأحياء وتركيبها ووظائفها ويكون التغير طفيفاً.
3- وبمرور الأزمنة تتراكم التغيرات وتؤدي إلى اختلافات كبيرة.
4- وهذه الاختلافات تؤدي إلى نشوء الأنواع الجديدة من الأحياء.
5- عدد الأنواع المعروفة لم تظهر كلها فى وقت واحد وإنما تدريجياً حتى أصبحت كما هى عليه الآن.

فكرة التطورقديماً
طاليس: الماء هو المادة التي نشأت منها الكائنات الحية.
أكلسيماندر: أصل الحياة يعزى إلى مزيج من الماء والشمس.
أرسطواعتقد بفكرة التحول التدريجى من البسيط إلى المعقد ومن غير الكامل إلى الكامل.
كما ظهرت فكرة التطور فى كتابات قدماء المصريين وكذلك العرب ومنه ابن رشد وإخوان الصفا.

ميكانيكيةالتطور

كيف يحدث التطور وما هى القوى المسببة له وما العوامل التى اثرت فيه؟

النظرية العلمية : - هى تفسير لظواهر معينة وتظل مقبولةطالما استطاعت تفسير جميع الظواهر القائمة والمستجدة المتعلقة بموضوعها .

الفرق بين التطور والرقى :- التطور:: تغير تدريجى مستمر خلال فترات زمنية طويلة.
الرقى:: تغير يؤدى إلى أن يصبح العضو أكثر قدرة على أداء وظيفته. الرقى ينشأ عن تطور ولكن ليس كل تطور رقى.



النظرياتالمختلفة لتفسير التطور:
أولاً: جان باتست لامارك (1744 – وهو عالم فرنسى1829 ) الأنواع ليست ثابتة)العامل الأساسى لحدوث التطور هو تغير الكائن الحى باستعمال أعضاء وإهمال أعضاء أخرى.
قانون الاستعمال والإهمال/ الأعضاء التى تستعمل تقوى والأعضاء التى تهمل تضمر وتختفى وهذا التغير المكتسب يورث إلى الأجيال التالية.
مثال:عنق الزرافة: lمن وجهة نظر لامارك
- الزرافة القديمة كانت تمد رقبتها لتأكل أوراق الأشجار فاستطالت بقدر يسير.
- ورثت لذريتها هذا مع استمرارها فى نفس المحاولة فزاد طولها إلى أن ظهرت الزرافات الحالية.

الحوت والثعبان
- اختفاء الطرفين الخلفيين لإهمال استعمالهما بعد أن أصبح الذيل هو العضو الرئيسي للحركة.
- اختفاء الأطراف فى الثعبان بإهمال استعمالهما تدريجياً عند الهروب إلى الجحور.والممرات الضيقة .

نقد نظرية لامارك
1- توارث الصفات المكتسبة لا سند علمى له فهو امر لا يؤيده الواقع كما فى حالة الحداد والعداء فكلاهما لا يورث صفة العضلات القوية إلى الأبناء.
2- تجربة قطع ذيول الفئران حتى 19 جيل إلا أنها كانت تلد فئراناً بذيول.
3- إذن أى مؤثر لا يورث إلا إذا صحبه تغير فى شفرة الوراثة حيث ان كل صفة يرثها الكائن الحى من ابويه تاتى عن طريق الخلايا الجنسية ولا دخل للخلايا الجسدية فيها








ثانياً: نظرية الدارونية: تشارلز روبرت دارون ( 1809 - 1882)وهو عالم بريطانى جمع معلومات من رحلته حول العالم على السفينة بيجل 1831 –1836 خاصة جزر جالا باجوس وهى تبعد عن الاكوادور بامريكا الجنوبية بحوالى 1200 كم ونشر افكاره فى الجمعية الملكية بلندن مع زميله والاس الذى درس علم الاحياء بجنوب اسيا ونشر دارون كتابه اصل الانواع والذى يرجع فيه التطور الى الانتخاب الطبيعى ويتلخص فى الاتى-1 التغير فى الأنواع يحدث بإنقراض الأفراد الضعيفة التى لا تستطيع مواجهة ظروف البيئ فلا تورث صفاتها لغيرها 0
-2 أما الأفراد التي تتلائم مع ظروف البيئة فإنها تبقى وتزدهر وتورث صفاتها لنسلها.
-3 باستمرار الانتخاب تنشأ أنواع مختلفة من الأنواع القديمة تتكيف وتتلائم أكثر مع البيئة.

ويعتمد رأى دارونعلى:
الإنتاج المتزايد
عدد أفراد النوع الواحد يظل ثابتاً لفترة طويلة برغم الإنتاج المتزايد لها وذلك بسبب التنافس على الغذاء والمأوى فى سبيل البقاء.
التباين والاختلاف:

لا يوجد فردان متشابهان تمام الشبه حتى التوائم وهناك اختلاف بين بذور النبات داخل الثمرة الواحدة وان هذا الاختلاف بين الأفراد حتى التوائم تكسب بعضها ميزة فى معركة البقاء وبذلك لا يتغلب على ظروف البيئة إلا من وهب صفات لملائمتها وبالتالى لا يبقى إلا أصلح الأفراد.(البقاء للاصلح (
الانتخاب الطبيعى:
لا يواصل السير فى موكب الحياة إلى الأقوياء الذين عندما يتناسلون تنتقل تلك الصفات إلى نسلهم وفى كل مرة تسقط الأفراد الضعيفة وبهذا تنشأ أشكال جديدة تلائم البيئة وهذا هو أصل الأنواع.
ظاهرة التحول والتغير
التغير قد يتسبب فى ظهور أنواع جديدة متباينة لكن دارون عارض لامارك فى :-
تفسير دارون لطول عنق الزرافة:
طول العنق نشأ بالانتخاب الطبيعى خلال الأجيال من الأسلاف الأولى التى انفردت قلة منها برقبة طويلة نسبياً أتاحت لها فرصة الحصول على الغذاء فى الوقت الذى هلكت فيه الأخرى وبالتالى انتقلت صفة طول العنق وراثياً وبتكرار عمليه الانتخاب فى عدة أجيال نشأ النوع الحالى من الزراف.




نقد نظرية دارون:
1- غالبية التغيرات الجسمية غير وراثية وهى ضعيفة وغير كافية لتؤدى إلى الاختيار فى الإتجاه للأصلح.
2- تنازع البقاء غير كاف لزوال الأنواع فالحيوانات المفترسة تؤدى إلى ندرة الفرائس لا إلى هلاكها ويبحث المفترس عن نوع اخر مما يتيح للنوع الاول فرصة التكاثر والعودة الى الوضع الطبيعى ( التوازن الحيوى ).
3- الانتخاب الطبيعى لا يفسر الاختفاء الفجائى للزواحف الضخمة التى سادت فى العصر الترايسى من الحقبة الوسطى.
4- لا تفسر نظرية دارون الظهور الفجائى للصفات.


النظرية التركيبية الحديثة:

لقيت اللاماركيه اعتراضات شديدة فالتغيرات المكتسبة لا تورث كما ان دارون وضع نظريته دون فهم للاسس الوراثية التى اكتشفها مندل ومورجان ودى فريز واكتشاف الاحماض النووية وشفرة الوراثة
النظرية التركيبية الحديثة اشترك فى صياغتها سمبسون وجوليان هكسلي وآخرون.
تقوم بتفسير التطور فى ضوء الاكتشافات الحديثة فى علم الأحياء.

تظهر الأنواع الجديدة بسبب التغيير الذىيحدث فى الجماعات وليس الأفراد ويستمر توارث هذا التغيير الذى يتعرض لعواملالإنعزال والانتخاب الطبيعى حتى تنتج أنواع جديدة.

أولاً:الوارثة فى الجماعات: الجماعة: مجموعة أفراد لنوع معين تعيش فى بيئة محددة وتتزواج فيما بينها تزواج غير مفيد.
الجينات الموجودة فى جميع أفراد الجماعة: معيناً مشتركاً (مكان تجمع مشترك ).
وبإحصاء الطرز المظهرية لصفة ما والجينات المسئولة السائدة والمتنحية يمكن حساب معدل انتشار هذه الجينات وكذلك نسبة الطرز الجينية فى تلك الجماعات بعضها إلى بعض. وقد توصل هاردى و واينبرجالى ان هناك ميل إلى بقاء معدل إنتشار أى جين ثابتاً فى الجماعة من جيل إلى جيل وكذلك الطرز المظهرية والجينية المتعلقة بهذا الجين. أى هناك ميل إلى حالة إتزان وراثي فى الجماعة يعمل على بقائها وثبات خصائصها الوراثية.

شروط حفظ الاتزان الوراثى فى الجماعة: ان يكون
1- حجم الجماعة كبير:لانه أنسب لتحقيق قوانين الاحتمال الرياضى حيث تكون جميع الطرز ممثلة.
2- التزاوج عشوائياً:اى دون ان يختار الافراد ازواجهم حتى لا ينحاز الأفراد ضد صفة معينة أو منجذبين نحو أخرى.
3- الا تكون الصفة الوراثية خاضعة للانتخاب الطبيعى: فتتعرض للإكثار ا والإبادة.
4- عدم هجرة أفراد لهم خصائص معينة من أو إلى الجماعة.
5- ألا تحدث طفرات
إذا اختل شرط أو أكثر من الشروط السابقة اختل الاتزان الوراثي وسارت الجماعة فى الاتجاه نحو الانجراف الوراثي الذى يعمل على تطور الجماعة.