نستكمل معا باذن الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الثالث
الايمان باسمائه تعالى وصفاته
يؤمن المسلم بما لله تعالى من اسماء حسنى وصفات عليا ولا يشرك غيره تعالى فيها ولا يتأولها فيعطلها ولا يشبهها بصفات المحدثين فيكيفها او يمثلها وذلك محال فهو انما يثبت لله تعالى ما اثبت لنفسه واثبته له رسوله من الاسماء والصفات وينفى عنه تعالى ما نفاه عن نفسه ونفاه عنه رسوله من كل عيب ونقص, اجمالا وتفصيلا وذلك للادلية النقلية والعقلية الاتيه:
الادلة النقلية::
1 – اخباره تعالى بنفسه عن اسمائه وصفاته اذ قال تعالى ((ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون فى اسمائه سيجزون ما كانو يعملون ))(الاعراف) وقال سبحانه ((قل ادعو الله او ادعو الرحمن اياما تدعو فله الاسماء الحسنى))(الاسراء)
كما وصف نفسه بانه سميع بصير , وعليم حكيم , وقوى عزيز , ولطيف خبير , وشكور حليم , وغفور رحيم وانه كلم موسى تكليما وانه استوى على عرشه وانه يحب المحسنين ورضى عن المؤمنين الى غير ذلك من الصفات الذاتية والفعليه كمجيئه تعالى ونزوله واتيانهما انزله فى كتابه ونطق به رسوله صلى الله عليه وسلم
2 – اخبار رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك فيما ورد وصح عنه من اخبار صحيحه واحاديث صريحه كقوله صلى الله عليه وسلم((يضحك الله الى رجلين يقتل احدهما الاخر كلاهما يدخل الجنه))(رواه البخارى(29/4)ورواه مسلم(1504/3)كتاب الاماره
وقوله ((لا تزال جهنم يلقى فيها وهى تقول هل من مزيد؟حتى يضع فيها رب العزة رجله وفى روايه قدمه – فينزوى بعضها الى بعض فتقول قط قط))(رواه البخارى(168/
ورواه مسلم (2187/4)كتاب الجنه)
وقوله صلى الله عليه وسلم ((ينزل ربنا الى السماء الدنيا كل ليله حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول " من يدعونى فأستجيب له؟ من يسألنى فأعطيه؟ من يستغفرنى فأغفر له؟"(رواه البخارى(66/2)ورواه مسلم (521/1)كتاب صلاة المسافرين وقصرها
وقوله (( لله اشد فرحا بتوبة عبده من احدكم براحلته))( رواه مسلم (2102/4)كتاب التوبه)الحديث وقوله للجاريه (( اين الله ؟ فقالت فى السماء قال انا من؟ قالت انت رسول الله قال اعتقها فانها مؤمنه)) وقوله ((يقبض الله الارض يوم القيامه ويطوى السماء بيمينه ثم يقول انا الملك اين ملوك الارض؟))(رواه البخارى(158/6)و(135/
)
3 – اقرار السلف الصالح من الصحابة والتابعين والائمة الاربعه رضوان الله عليهم اجمعين بصفات االله تعالى وعدم تأويلهم لها او ردها او اخراجها عن ظاهرها غير مراه بل كانو يؤمنون بمدلولها ويحملونها على ظاهرها وهم يعلمون ان صفات الله تعالى ليست كصفات المحدثين من خلقه وقد سئل الامام مالك رحمه الله تعالى عن قوله تبارك وتعالى (( الرحمن على العرش استوى )) (طه) فقال الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعه.
وكان الامام الشافعى رحمه الله تعالى آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله وامنت برسول الله وبما جاء على رسول الله على مراد رسول الله .
وكان الامام احمد يقول فى مثل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ان الله ينزل الى السماء الدنيا وان الله يرى (بضم الياء) يوم القيامه وانه تعالى يعجب ويضحك ويغضب ويرضى ويكره ويحب .. كان يقول نؤمن بها ونصدق بها لا بكيف ولا معنى , يعنى اننا نؤمن بان الله تعالى ينزل ويرى (ضم الياء) وهو فوق عرشه بائن من خلقه ولكن لا نعلم كيفية النزول ولا الرؤيه ولا الاستواء ولا المعنى الحقيقى لذلك بل نفوض الامر فى علم ذلك الى الله جل فى علاه ولا نصف الله تعالى بأكثر مما وصف به نفسه ووصفه به رسوله بلا حد ولا غايه ونحن نعلم ان الله ليس كمثله شئ وهو السميع البصير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــ
الادلة العقلية::
1 - لقد وصف الله تعالى نفسه بصفات , وسمى نفسه بأسماء ولم ينهنا عن وصفه وتسميته بها ولم يأمرنا بتأويلها او حملها على غير ظاهرها فهل يعقل ان يقال اننا اذا وصفناه بها نكون قد شبهناه بخلقه فيلزمنا اذا تأويلها وحملها على غير ظاهرها؟وان اصبحنا معطلين نفاة لاسمائه تبارك وتعالى
, ملحدين فيها !! وهو يتوعد الملحدين فيها بقوله (( وذروا الذين يلحدون فى اسمائه سيجزون ما كانو يعملون )) ( الاعراف ) .
2 – اليس من نفى صفه من صفات الله تعالى خوفا من التشبيه كان قد شبهها اولا بصفات المحدثين ثم خاف من التشبيه ففر منه الى النفى والتعطيل فنفى صفات الله تعالى التى اثبتها لنفسه وعطلها فكان بذلك قد جمع بين كبيرتين التشبيه والتعطيل.
افلا يكون من المعقول اذا والحاله هذه ان يوصف البارى تبارك وتعالى بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله مع اعتقاد ان صفاته تبارك وتعالى تشبه صفات المحدثين كما ان ذاته سبحانه وتعالى لا تشبه ذوات المخلوقين؟
3 – ان الايمان بصفات الله تعالى ووصفه بها لا يستلزم التشبيه بصفات المحدثين ذ العقل لا يحيل ان تكون لله صفات خاصه بذاته لا تشبه صفات المخلوقين ولا تلتقى معها الا فى مجحرد الاسم فقط فيكون للخالق صفات تخصه وللمخلوق صفات تخصه
والمسلم اذ يؤمن بصفات الله تبارك وتعالى ويصفه بها لا يعتقد ابدا ولا حتى يخطر بباله ان يد الله تبارك وتعالى تشبه يد المخلوق فى اى معنى من المعانى غير مجرد التسميه وذلك لمباينة الخالق والمخلوق فى ذاته وصفاته وافعاله قال تعالى ((قل هو الله احد , الله الصمد , لم يلد ولم يولد , ولم يكن له كفوا احد ))(الاخلاص)
وقال (( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير))(الشورى)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل القادم باذن الله تعالى فى باب العقيده
الايمان بالملائكة عليهم السلام
دمتم بخير