الفصل السابع من باب العقيده
الايمان بالرسل عليهم السلام
يؤمن المسلم بأن الله تعالى قد اصطفى من الناس رسلا وأوحى اليهم بشرعه وعهد اليهم بابلاغه لقطع حجة الناس عليه يوم القيامه وأرسلهم بالبينات وأيدهم بالمعجزات ابتدأهم بنبيه نوح عليه السلام وختمهم بمحمد صلى الله عليه وسلم .
وأنهم بشرا يجرى عليهم الكثير من الاعراض البشريه فيأكلون ويشربون ويمرضون ويصحون وينسون ويذكرون ويموتون ويحيون فهم أكمل خلق الله تعالى على الاطلاق وأفضلهم ب استثناء وأنه لا يتم ايمان عبد الا بالايمان بهم جميعا جملة وتفصيلا وذلك للادلة النقلية والعقلية الاتيه .
الادلة النقلية ::
1 – اخباره تعالى عن رسله وعن بعثتهم ورسالتهم فى قوله (( ولقد بعثنا فى كل أمة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبو الطاغوت))( النحل )
وفى قوله (( الله يصطفى من الكلائكة رسلا ومن الناس ان الله سميع بصير))(الحج)
وفى قوله جلت قدرته(( انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده وأوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وايوب ويونس وهارون وسليمان وءاتينا داوود زبورا , ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما , رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما))(النساء)
وفى قوله (( لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ))(الحديد)
وفى قوله((وأيوب اذ نادى ربه انى مسنى الضر وأنت ارحم الراجمين))(الانبياء)
وفى قوله((وما ارسلنا قبلك من المرسلين الا الا انهم ليأكلون الطعام ويمشون فى الاسواق ))(الفرقان)
وفى قوله((ولقد ءاتينا موسى تسع آيات بينات فسئل بنى اسرائيل اذ جاءهم ))(الاسراء)
وفى قوله((واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم واخذنا منهم ميثاقا غليظا , ليسئل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا اليما))(الاحزاب)
2 – اخبار الرسول صلى الله عليه وسلم عن نفسه وعن اخوانه من الانبياء والمرسلين فى قوله (( ما بعث الله من نبى الا انذر قومه الاعور الكذاب)) المسيح الدجال(رواه البخارى 148/9 وذكر فى فتح البارى 389/13 كتاب التوحيد)
وفى قوله (( لا تفاضلوا بين الانبياء))(رواه البخارى 194/4 ومسلم كتاب الفضائل 42)
وفى قوله لابى ذر عندما سأله عن عدد الانبياء والمرسلين فى قوله (( مائة وعشرون الفا والمرسلين منهم ثلاثمائه وثلاثة عشر))( هذا بعض حديث اخرجه ابن حيان فى صحيحه)
وفى قوله (( والذى نفسى بيده لو أن موسى كان حيا ما وسعه الا ان يتبعنى))( رواه الامام احمد فى مسنده 387/3 ومجمع الزوائد 173/1 و 262/
وفى قوله (( ذاك ابراهيم)) لما قيل له ياخير البريه تواضعا منه صلى الله عليه وسلم.
وفى قوله (( ما كان لعبد ان يقول انى خير من يونس ابن متى))( رواه احمد وهو فى الصحيحين عن ابى هريره).
وفى اخباره صلى الله عليه وسلم عنهم ليلة الاسراء والمعراج اذ جمعوا له هناك ببيت المقدس وصلى بهم اماما لهم كما انه وجد فى السماوات يحيى وعيسى ويوسف وادريس وهارون وموسى وابراهيم واخبر عنهم وعما شاهده من حالهم .
وفى قوله ((وان نبى الله داوود كان يأكل من عمل يده ))(صحيح البخارى 74/3)
3 – ايمان البلايين من البشر من المسلمين وغيرهم من اهل الكتاب من يهود ونصارى برسل الله وتصديقهم الجازم برسالاتهم واعتقادهم كمالهم واصطفاه الله لهم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الادلة العقلية ::
1 – ربوبيته ورحمتى تعالى تقتضيان ارسال رسل منه الى خلقه ليعرفوهم بربهم ويرشدوهم الى ما فيه كمالهم الانسانى وسعادتهم فى الحياتين الاولى والثانيه .
2 – كونه نعالى خلق الخلق لعبادته اذ قال صلى الله عليه وسلم (( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ))( الذاريات) فهذا يقتضى اصطفاء الرسل وارسالهم ليعلمو العباد كيف يعبدونه تعالى ويطيعونه اذ تلك هى المهمه التى خلقهم من اجلها .
3 – ان كون الثواب والعقاب مرتبين على آثار الطاعة والمعصيه فى النفس بالتطهير امر يقتضى ارسال الرسل وبعثة الانبياء لئلا يقول الناس يوم القيامه انا ياربنا لم نعرف وجه طاعتك حتى نطيعك ولم نعرف وجه معصيتك حتى نتجنبها ولا ظلم اليوم عندك فلا تعذبنا وبهذا تكون هم الحجه على الله تعالى فكات هذه حالا اقتضت بعثة الرسل لقطع الحجة على الخلق قال تعالى((رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما))(النساء).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل القادم باذن الله من باب العقيده
الايمان برسالة محمد - صلى الله عليه وسلم -
ـــــــــــــــــــــــ
دمتم بخير