الفصل العاشر من باب العقيده
عــــــــذاب القبر ونعيمه
يؤمن المسلم بأن نعيم القبر وعذابه وسؤال الملكين فيه حق وصدق وذلك للأدلة العقلية والنقلية الاتيه ::
الأدلة النقلية ::
1 – اخباره تعالى بذلك فى قوله (( ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق , ذلك بما قدمت ايديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد )) ( الأنفال)
وقوله (( ولو ترى اذ الظالمون فى غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنسفكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون , ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مره وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون )) (الأنعام)
وفى قوله (( سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم))(التوبه)
وفى قوله (( النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون اشد العذاب )) ( غافر)
وفى قوله(( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخره ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء))( ابراهيم )
2 – اخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك فى قوله (( ان العبد اذا وضع فى قبره وتولى عنه أصحابه وانه ليسمع قرع نعالهم - أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له ما كنت تقول فى هذا الرجل ؟
لمحمد صلى الله عليه وسلم فأما المؤمن فيقول اشهد انه محمد عبد الله ورسوله فيقال له انظر الى مقعدك من النار قد ابدلك الله به مقعدا فى الجنه فيراهما جميعا وأما المنافق أو الكافر فيقولان له فيقول ما كنت تقول فى هذا الرجل ؟ فيقول لا أدرى كنت اقول ما يقول الناس لا دريت ولا تليت اى اتبعت ويضرب بمطارق من حديد فيصيح صيحه يسمعه من يليه غير الثقلين اى الانس والجن ))( رواه البخارى 123/2).
وفى قوله صلى الله عليه وسلم (( اذا مات احدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشى فان كان من أهل الجنة فمن أهل الجنه وان كان من اهل النار فمن اهل النار هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامه))(رواه البخارى 134/
وفى قوله صلى الله عليه وسلم فى دعائه (( اللهم انى اعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ))(رواه البخارى 211/1)
وفى قوله صلى الله عليه وسلم لما مر بقبرين فقال (( انهما يعذبان وما يعذبان فى كبير , ثم قال بلى , اما أحدهما فكان يسعى بالنميمه وأما الاخر فكان لا يستتر من بوله ))(رواه البخارى 65/1) .
3 – ايمان البلايين من العلماء والصالحين والمؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومن أمم أخرى سبقت بعذاب القبر ونعيمه وكل ما روى شأنه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــ
الأدله العقلية ::
1 – ايمان العبد بالله وملائكته واليوم الاخر يستلزم ايمانه بعذاب القبر ونعيمه وبكل ما يجرى فيه اذ الكل من الغيب فمن آمن بالبعض لزمه عقلا الايمان بالبعض الاخر.
2 – ليس عذاب القبر أو نعيمه أو ما يقع فيه من سؤال الملكين مما ينفيه العقل او يحيله بل العقل السليم يقره ويشهد له .
3 – ان النائم قد يرى الرؤيا مما يسر فيتلذذ بها وينعم بتأثيرها فى نفسه الامر الذى يحزن له او يأسف ان هو استيقظ كما انه قد يرى الرؤيا مما يكره فيستاء لها ويغنم الامر الذى يجعله يحمد من ايقظه لو أن شخصا ايقظه فهذا النعيم او العذاب فى النوم يجرى على الروح حقيقة وتتأثر به وهو غير محسوس ولا مشاهد لنا ولا ينكره احد فكيف اذا عذاب القبر أو نعيمه وهو نظيره تماما .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل القادم من باب العقيدة
الايمان بالقضاء والقدر
جزاكم الله خيرا